ادوية ولقاحاتالأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصر

د عزة مصطفي تكتب: ضوابط الإستخدام الأمثل للمضادات الحيوية لحماية الصحة العامة والحيوان

>>تفعيل دور الطبيب البيطري حيث تكون له فقط  الاهليه لصرف المضادات الحيوية للحيوانات

 

د / عزه مصطفي مصطفي عبد المطلب

باحث – وحده الفارما والبيروجين- قسم الكيمياء والنقص الغذائي- معهد بحوث الصحه الحيوانيه –مركز البحوث الزراعيه

المضاد الحيوي الذي لقب باسم الدواء المعجزه هو من الادويه القويه التي يتم تحضيره وتصنيعه لمنع نمو ونشاط البكتريا او يقوم بالقضاء عليها.

والاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية أو الافراط في تعاطيها سواء من الإنسان اوالحيوان يمكن أن يؤدي إلى ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وانتشارها حيث تنجو بعض من البكتريا من تاثير المضاد الحيوي ويحدث لها طفرات وتحورات وعند تكاثرها تظهر اجيال من البكتريا المقاومه للمضادت الحيويه.

والانتاج الحيواني يعتبر من اكثر المجالات استهلاكا للمضادات الحيوية، حيث  تستخدم في العلاج بالاضافه الي تعزيز النمو في الحيوانات مما يزيد من تعرض البكتريا للمضادات وزياده فرصه تطوير مقاومه المضادات الحيويه وتصبح هذه الحيوانات مستعمره للبكتيريا المقاومه للمضادات الحيويه.

و تنتشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية من حيوان لاخر في نفس المزرعه او من المنتجات الحيوانيه (لحوم  ودواجن و اسماك) او من المحاصيل الزراعيه الملوثه من التربه ومن مياه الري وايضا التلوث اثناء تصنيع الاطعمه الجاهزه سواء من تلوث الادوات المستخدمه او المنتجات  الحيوانيه من لحوم وغيره.

فالاصابه بالبكتريا المقاومه للمضادات الحيويه هي حلقه متصله بين الانسان  والحيوان والبيئه. وتعمل منظمه الغذاء والدواء (FDA) على تنظيم تداول المضادات الحيوية  في الانتاج الحيواني لااستخدامها في علاج الحيوانات المريضة أوالسيطرة على المرض بين مجموعة من الحيوانات في نفس المزرعه أو لمنع انتشار المرض.

وهناك كثير من الامراض المشتركه بين الانسان والحيوان فالانسان يتعامل مع الحيوان في المزارع  للتربيه من اجل الغذاء او يخالط حيوان اليف وهناك اكثر من 60%من الامراض في الانسان تكون من مسببات الامراض المشتركه مع الحيوانات سواء كانت بريه او داجنه.

اكثر من 70%من الامراض المعديه هي حيوانيه المصدر مثل السالمونيلا. والاصابه بالبكتريا المقاومه للمضادات الحيويه تتم من خلال سلسله الغذاء ومن خلال التجاره العالميه للمنتجات الحيوانيه او من خلال سفر الاشخاص وبذلك تنتشر البكتريا من مكان لاخر.وقد ثبت تشابهه لانواع البكتريا المقاومه للمضادات الحيويه عند الافراد مع الموجوده عند حيواناتهم .

وعند ذبح  الحيوان او التعامل مع اللحوم تنتقل البكتيريا المقاومه للمضادات الحيويه  الي الانسان وقد ثبت ذلك بالتشابهه الموجود بين الجينات المقاومه للمضادات الحيويه في البكتيريا مع  المتواجده في اللحوم وايضا مع الموجوده في مسببات الامراض للمتعاملين مع اللحوم من جزارين ومعدين للوجبات ذات الاصل الحيواني .

اعلنت منظمه الغذاء والدواء وجود تلوث بالبكتيريا المقاومه للمضادات الحيويه في العديد من عينات منتجات اللحوم مخلفات الحيوانات ومخلفات الذبح والمخلفات البشريه يمكن ان تلوث المياه و تنشر هذه الامراض البكتيريه المقاومه للمضادات الحيوية، كما اثبتت ايضا ان اتباع طرق الطهي السليمه تقلل من انتشار العدوى بالبكتيريا المقاومه للمضادات الحيويه.

وقد ثبت حديثا انتشار خطر مقاومه المضادات الحيويه في معظم البلدان واصبحت مشكله تعاني منها الدول المتقدمه والناميه.

كما يزداد عدد المرضي المصابيين بالعدوي البكتيريه المقاومه للمضادات الحيويه مما يقلل من فرص العلاج بالادويه المعتاده وزياده تكلفه الرعايه الصحيه.

وعلي سبيل المثال فان العلاج بأدوية  الكاربابينيمات في الكلبسيلة الرئوية والمسببه للالتهاب الرئوي اصبح لا يجدي نفعا بسبب هذه المقاومه.

كما ظهرت عجزالفلوروكوينولونات في علاج حالات عدوى المسالك البوليه الناتجه من عدوي  الإشريشية القولونية.

وقد تم توفير بديل للكاربابينيمات وهو الكوليستين ولكن للاسف ظهر مؤخرا مقاومه لهذا العلاج في عدد من البلدان مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض لفترة طويله  والعجز عن العلاج نتيجة لهذه المشكله .

ولذلك لابد من تكاتف الافراد والقطاعات والمنظمات والحكومات للوقايه من انتشار مقاومه المضادات الحيويه فالكل مسئول وعليه ان يقوم بواجبه  للحفاظ علي الصحه والتنميه .

دور قطاع الزراعة:

  • تفعيل دور الطبيب البيطري حيث تكون له فقط  الاهليه لصرف المضادات الحيوية للحيوانات.
  • منع  استخدام  المضادات الحيوية لتعزيز النمو أو للوقاية من الأمراض.
  • اعطاء اللقاحات ووضع برنامج التلقيح للحيوانات قيد التنفيذ لتقليل الحاجه إلى المضادات الحيوية.
  • رفع المناعه بالتغذيه السليمه ومضادات الاكسده والفيتامينات والاملاح و استعمال بدائل طبيعيه للمضادات .
  • اتباع ممارسات وطرق الامان الحيوي  في جميع مراحل إنتاج وتجهيز الأغذية الحيوانية والنباتية المصدرلتلافي التلوث وانتشار البكتريا المقاومه للمضادات الحيويه.
  • تحسين أمن المزارع من الناحية البيولوجية والوقاية من عدوى الالتهابات من خلال تحسين تطبيق  شروط النظافة ورعاية الحيوانات وتطهير وتعقيم المزارع والمجازر.
  • اتباع الاساليب الصحيه والنظافه الشخضيه والتطهيرلجميع الافراد وخاصه المخالطين للحيوانات للوقايه و للحد من انتشار البكتريا المقاومه للمضادات الحيويه.

دور العلماء :

  • اكتشاف الجديد من المقاومه للمضادات الحيويه ودراسه التأثير التازري للمضاد مع الادويه الاخري للحصول علي اعلي كفاءه في العلاج.
  • المحافظه علي المضادات الحيوية بتغليفها بمحاليل لا تتاثرببروتينات البكتريا وبذلك تمنع المقاومة وتستطيع المضادات القيام بعملها.
  • الاستفاده من الفيروسات المهاجمه للبكتيريا والتي ليس لها تأثير سلبي على الحيوان او الانسان
  • تطوير اللقاحات لمنع المرض في المقام الأول.

دور الوزارات و المنظمات:

يجب ان تتكاتف وزاره الصحه والزراعه و الاستثمار والمنظمات وهيئات الرقابه علي الادويه للحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية عن طريق

  • وضع خطط فعاله قابله للتنفيذ لمعالجه هذه المشكله .
  • عمل فرق رصد للبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية علي نطاق محلي وعلي نطاق دولي.
  • عمل برامج وتطبيقات للوقاية من العدوى والمكافحه باللقاحات.
  • تنظيم استخدام المضادات الحيويه الجيده والتخلص من المتبقي بطريقه علميه.
  • عمل دورات ارشاديه وتدريبيه للتعرف علي الآثارالناجمه من مقاومة المضادات الحيوية .
  • الاستثمار في مجالات البحث العلمي وصناعه الادويه واللقاحات وادوات التشخيص و الاجهزه الطبيه الحديثه.
  • دعم المنظمات مثل منظمه الصحه العالميه ومنظمه الغذاء والدواء للدول لوضع خطط قوميه للتصدي وحل هذه المشكله ولضمان استمرار فاعليه العلاج.
  • وضع وتنفيذ القوانين المنظمه لصرف المضادات الحيويه  للانسان والحيوان لتنظيم الاستخدام الامثل للمضاد الحيوي.
  • اقامه المؤتمرات الدوليه للتعرف علي مستجدات وطرق حل ظاهره مقاومه المضادات الحيويه.

ومازال التحدي الاساسي لعلاج هذه المشكله الا وهو التمويل  وخساره شركات الادويه  مما يؤدي الي توقف تطوير الدواء لعلاج هذه المشكله لذلك لابد من فصل الأرباح  وان تكون حل هذه المشكله تحت رعايه المنظمات والدول التي  تعتني اساسا بحياه الانسان والحيوان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى