لماذا تسرق القرود السياح في إندونيسيا وتنتظر «الفدية»؟
>>القرود الأكبر سنا تسرق الأشياء الأعلى قيمة وخاصة هواتف الإتصال
ذكرت دراسة أن قرود «المكاك» الشهيرة التي تعيش في معبد «أولواتو» الواقع في جزيرة بالي في إندونيسيا تسرق عن عمد أشياء من السياح وتستخدمها كورقة مساومة للحصول على الطعام، وتم تسجيل عدد من الوقائع التي تكشف عن محاولات السرقة التي قامت بها القرود.
ولاحظ باحثون من جامعة ليثبريدج في كندا هذا السلوك غير المسبوق. كما لاحظوا أيضا أن الرئيسيات الأكبر سنا والأكثر خبرة تستهدف العناصر عالية القيمة، مثل الهواتف، وتطلب المزيد من الطعام مقابل ما نهبته.
وأظهر ت تسجيلات فيديو أن القردة تلتقط أي شيء من شخص ما وتنتظر أن يقدم لها طعاما لاستعادته وإنه لن يعيد القرد المقتنيات المنهوبة إلا بعد تلقي العروض التي يقدر أنها كافية وتمثل تبادلا عادلا بالنسبة له.
وأشار فريق بحثي إندونيسي إلى أن هذه الممارسة العفوية المنتشرة بين القرود، قد تكون بمثابة سلوكيات تعلمتها اجتماعيا وتناقلتها أجيال منها لسنوات عدة، وهي المثال الأول لاقتصاد رمزي يتم الحفاظ عليه ثقافيا في الحيوانات ذات النطاق الحر.
وقال الباحثون إن القرود الأكبر سنا تعلمت معنى المقتنيات ذات القيمة الأعلى للناس وتعمدت الحصول عليها موضحين أن هناك عملية من ثلاث مراحل في “محاولة سرقة رمزية ناجحة.
وتتضمن المرحلة الأولى التمسك بالمقتنيات المسروقة والبقاء في المنطقة من أجل عملية مقايضة محتملة، وغالبا ما تذهب إلى أحد موظفي المعبد الذين فهموا العملية، وبعد ذلك تأتي العملية الفعلية لـ”المقايضة الرمزية / المكافأة” والتي غالبا ما تتضمن “تجميع العديد من مكافآت الطعام قبل إرجاع الرمز المميز”.
وكتب الباحثون في دراستهم المنشورة في Philosophical Transactions of the Royal Society B أن المرحلة الثالثة هي أن القرد يمتنع عن إتلاف الرمز المميز وأعادته بحالة جيدة، لأنه في حالة تلف الرمز المميز من قبل القرد، فقد لا يحدث تفاعل المقايضة أو قد ينقطع”.
وأوضح الباحثون ان سرقة الرموز المميزة والمقايضة بالمكافآت هي مهام صعبة معرفيا لقرود «المكاك» في أولواتو التي كشفت عن عمليات صنع القرار الاقتصادي غير المسبوقة”.