تفاصيل قصة أقدم متحف للأحياء المائية في الشرق الأوسط وأفريقيا
>>يزيد عدد المعروضات الكبير بالمتحف عن 100 كائن ما بين قروش وعرائس وسلاحف وطيور محنطة
متحف الأحياء المائية الواقع في مدينة الغردقة أكبر مدن محافظة البحر الأحمر، أقدم متحف في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم إنشاؤه لأغراض البحث العلمي والعلوم البحرية كمحطة بحثية في عام 1932، ثم تحول إلى متحف للأحياء المائية في ستينيات القرن الماضي.
ويزيد عدد المعروضات الكبير بالمتحف عن 100 كائن ما بين قروش وعرائس وسلاحف وطيور محنطة في مقابل صغر الحجم إلى إزعاج بصري للزائرين، ما دفع الجهات المسؤولة إلى وضع خطة تحديث تشمل إضافات مساحات أخرى المتحف لتقديم محنطاته بشكل جذاب للمواطنين والأجانب.
ويضم المتحف مجموعة من عرائس البحر والدلافين وأنواع مختلفة من القروش أشهرها “الوايت شارك والقرش الجيتار والقرش الثعلب”، ومجموعة مختلفة من السلاحف البحرية والشعاب المرجانية التي تمثل البيئة البحرية في البحر الأحمر.
يروي الدكتور محمود عبدالراضي مدير المعهد القومي لعلوم البحار بالبحر الأحمر تفاصيل قصة أقدم متحف للأحياء المائية في الشرق الأوسط وأفريقيا موضحا إن هذا المتحف هو جزء من معهد علوم البحار، الذي تأسس وبدأ العمل فيه عام 1932 برئاسة عبد الفتاح جوهر، لأغراض البحث العلمي والعلوم البحرية كأول معهد في الشرق الأوسط.
وقال «محمود عبدالراضي»، أنه كان محطة بحثية تابعة لجامعة فؤاد الأول ثم انتقل إلى جامعة القاهرة، ثم انضم بعد ذلك لمعهد علوم البحار، الذي تم إنشاؤه في عام 1962 موضحا أن محتوياته تعود لثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي ويضم محنطات من عرائس البحر والقروش التي بعضها من المحيط الهندي، مشيراً إلى أن المعهد يعمل على تحديث المحنطات وإضافة أخرى.
وأضاف مدير المعهد القومي لعلوم البحار بالبحر الأحمر أن آخر محنطات المتحف كانت في شهر ديسمبر من عام 2019، لأحد الكائنات البحرية وهو “الحوت الكاذب” والذي يبلغ طوله أكثر من 5 أمتار، حيث أوضح المسئول المصري أن مدة تحنيطه استغرقت 4 أشهر.
وأوضح أن المتحف يمثل برنامجاً تثقيفياً للجمهور للتعرف على مكونات البيئة البحرية في البحر الأحمر الذي يتميز بأنه الحد الشمالي لشعاب المناطق الدافئة على مستوى العالم ويمثل أفضل تجمع للشعاب والأقل تأثرا بالتغيرات المناخية مشيرا إلي أن المتحف يضم أيضاً بعض الكائنات البحرية التي انقرضت مثل بعض أنواع من الأصداف والرأس قدميات وهي نوع من الرخويات.
وأوضح أن هذا النوع يكاد يكون قد اندثر على مستوى العالم، وذلك بسبب الصيد الجائر لها لشكلها الجذاب، بالإضافة إلى من نوع من السلاحف العملاقة المهددة بالانقراض والتي يصل طولها إلى متر ونصف وحجمها كبير قياسا بالموجودة بالبيئة البحرية وبعض أنواع القروش التي يُحظر صيدها الآن حفاظاً عليها من الدخول ضمن الكائنات المهددة بالانقراض.
وتطورت عمليات تحنيط الكائنات البحرية في هذا المتحف، من استخدام الجبس ومادة “البوركس”، التي وظيفتها منع النسيج الخارجي من التسوس، وهي طريقة غير اقتصادية نظرا لثقل المحنطات بصورة كبيرة، وتطورت إلى استخدام هيكل صناعي حديدي داخلي ويتم التحنيط عبر قش الأرز أو نشارة الخشب المخلوطة بالبوركس لمنع التسوس أيضا.
وحسب مدير معهد علوم البحار بالغردقة فإن عمليات التحنيط تكون لكائنات بحرية نافقة لم تصل لمرحلة التعفن للقدرة على تنفيذ المعاملات اللازمة للتحنيط، بالإضافة إلى دفن الكائنات التي تعرضت للتعفن ثم انتظار تحلل النسيج العضوي يتم استخراج هيكلها العظمي بعد ذلك وتحنيطه.
وأوضح أن صيد هذه الكائنات لتحنيطها ممنوع وفقا لقانون البيئة المصري ولا نوصي بصيدها مشيرا إلى أن عدم وصول “السوس” لها جعلها تعيش لسنوات، فتوجد عروسة البحر محنطة منذ عام 1942، ومحنطات من الطيور البحرية تعود إلى عام 1936، مؤكداً أيضا العمل عل المحافظة عليها من الرطوبة عبر أجهزة التكييف والبعد عن درجات الحرارة العالية.
وبخلاف متحف المحنطات، يوجد في معهد علوم البحار بالغردقة، متحف الأحياء المائية الغراند “أكواريوم”، والمصنف رقم 3 على مستوى العالم، حيث يحمل رقما قياسيا في موسوعة غينيس، ويضم آلاف الأنواع من الأحياء البحرية والكثير من الأسماك التي تصل إلى 500 سمكة قرش بمختلف أنواعها.
وهذا المتحف ليس الوحيد المتخصص في تحنيط الكائنات البحرية، فحسب أستاذ بيولوجيا المصايد والمدير السابق لمعهد علوم البحار لخليجي السويس والعقبة منال مصطفى صبرة، فهناك 3 متاحف أخرى بالإسكندرية وبلطيم والقناطر، بالإضافة إلى متحف السويس، الذي تعرض للدمار في حرب 1967 وجاري إعادة تطويره مرة أخرى لفتحه أمام الزوار.
وأضافت ، أن هذه المتاحف تضم كائنات بحرية نادرة وأوشكت على الانقراض، على رأسها متحف الغردقة الذي يضم عروسة بحر يعود تحنيطها إلى الأربعينيات، مشيرة إلى أن البحر الأحمر يضم فقط من 15 إلى 17 عروسة بحر، وهو ما يؤكد تعرضها للاختفاء.