د عبدالسلام منشاوي يكتب: كيف نواجه أضرار موجة البرودة على زراعة القمح؟
>>القمح محصول عالي التكيف ويزرع في نطاق واسع من المناطق المعتدلة إلى عالية الأمطار، ومن الرطب الدافئ إلى البيئات الجافة الباردة
رئيس بحوث بقسم بحوث القمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر
هناك أسئلة كثيرة من الأخوة المزارعين، وكلها تدور حول كيفية التعامل مع محصول القمح في ظروف البرودة الحادثة حاليا، وهل هناك حلول لهذه المشكلة. كما يسأل البعض عن التوصيات الفنية للقمح خلال الفترة الحالية في ظل البرودة الشديدة وتأثيرها على النبات والسؤال عن ري القمح في شهر «طوبة» في حالة حاجة النبات للماء فهل نروى أم لا ؟؟ .
كما تداول الكثير من الأشخاص توصيات برش مواد متعددة من مخصبات وعناصر ومنظمات نمو وهرمونات و….و……الخ، بزعم أنها تجعل النبات أكثر قدرة على تحمل البرودة والسؤال عن جدوى استخدام هذه المواد وهل لها مردود على الإنتاجية.
وللإجابة عن كل الأسئلة نقول وبالله التوفيق:
أولا: القمح محصول عالي التكيف ويزرع في نطاق واسع من العالم، من المناطق المعتدلة إلى عالية الأمطار، ومن الرطب الدافئ إلى البيئات الجافة الباردة.
والقمح يزدهر في البيئات الباردة خصوصا في بداية حياته ويفضل المناطق المعتدلة والمناخً الأكثر برودة للنمو والتطور، ودرجات الحرارة السائدة أثناء الشتاء في مصر تناسب نمو القمح بدرجة كبيرة جدا.
ومما سبق يتضح أن مرور القمح بموجات شديدة البرودة أثناء مراحل النمو الخضري يعتبر أمر عادي جدا وليس له أضرار تمثل خطورة على المحصول. ولو رجعنا بالذاكرة للماضي نجد أن المواسم التي كانت شديدة البرودة خلال موسم النمو الخضري تميزت بالمحصول العالي. ولذلك فليس هناك داعي للقلق من شدة البرودة فالقح يزدهر في الظروف الباردة.
ثانيا: تمثل الممارسات والعمليات الزراعية الصحيحة حجر الزاوية وأساس نجاح زراعة القمح، فلو ألتزم المزارع بالممارسات الصحيحة في الأراضي القديمة لا يحتاج إلي أي إضافات سوى المقررات السمادية الموصى بها، وبالتالي يكون في غنى عن كل الإضافات التي يقترحها العديد من الأشخاص رغم عدم فائدتها في معظم الحالات.
ثالثا: القمح كائن حي كمثل كل الكائنات الحية له القدرة على التكيف والتأقلم مع الظروف البيئية وله القدرة على تخليق منظمات النمو والهرمونات والأحماض الأمينية اللازمة للعمليات الفسيولوجية والحيوية بالكمية التي يحتاجها النبات وفي الوقت الذي يحتاجه.
فالإسراف في الإضافات بزعم أن نبات القمح يحتاج إليها اعتقاد وزعم خاطئ وليس له مردود على الإنتاجية النهائية ويمكن القول مجازا أنه يعتبر زيادة في تدليع النبات ولو ترك النبات لمواجهة الظروف المعاكسة والتكيف معها بدون رش أي مواد يكون أفضل.
رابعا: بخصوص التوصيات الفنية للقمح خلال الفترة الحالية في ظل البرودة الشديدة وتأثيرها على النبات فيجب سرعة الانتهاء من إضافة المقررات السمادية المتبقية في أسرع وقت خلال الرية القادمة لتحقيق أقصى استفادة من السماد.
كما يجب أن نعلم أن الوقت المناسب للمكافحة الكيماوية للحشائش قد أنتهي بالنسبة للزراعات المنزرعة في الميعاد المناسب وما قبلة ويمكن التعامل البؤر الفائتة يدويا قبل تكوين البذور وسقوطها على التربة حتى لا تزيد من مخزون بذور الحشائش بالتربة وتصبح التربة موبوءة بالحشائش.
خامسا: بالنسبة لري القمح حاليا في شهر طوبة في حالة حاجة النبات للماء وتوفرها فلا يوجد أي مانع للري, وأن ما يشاع بين المزارعين بأن الأرض في شهر طوبة صقعانة ولا ينصح بالري فهو اعتقاد خاطئ وليس له أي أساس من الصحة.
كما أن كميات الأمطار الساقطة في الفترة الحالية على أعلى تقدير لا تغني عن الري ولا تفي باحتياجات النبات. ويشترط أن يكون الري على الحامي ويتم الصرف بعد الري مباشرة حتى لا يتعرض النبات لمشاكل تغريق والتي تسبب أضرار كبيرة للنبات.
سادسا: نهيب ونحذر من الرش في الحالات العادية بالمخصبات والعناصر الغذائية ومنظمات النمو والهرمونات و….و……الخ، بزعم أنها تجعل النبات أكثر قدرة على تحمل البرودة فربما يكون ذلك مناسبا مع محاصيل أخرى خلاف القمح، أما القمح فيتميز بمرونة كبيرة نظرا لطبيعة جينوم القمح المتضاعف والذي يسمح له بمواجهة الظروف المعاكسة.
سابعا: في ظل الظروف البيئية الحالية والتي قد تكون مناسبة لحدوث الإصابة بمرض الصدأ الأصفر، حيث تحدث الإصابة الأولية في حالة توافر العوامل المساعدة لحدوث الإصابة الثلاثة (صنف قابل للإصابة وظروف بيئية مناسبة والمسبب المرضى القادر على إحداث الإصابة).
لذلك يجب أن تتم المتابعة وفحص الحقول في المرحلة الحالية للكشف المبكر عن أي إصابة للصدأ الأصفر خصوصا في الوجه البحري في الحقول المنزرعة بأصناف قابلة للإصابة مثل جميزة 11 أو سدس 12 أو شندويل 1.
وفي حالة اكتشاف الإصابة يرجى تبليغ الجهات الرسمية والتعامل معها بالمكافحة الكيماوية ورش أحد المبيدات الموصى بها في حالة التأكد من أنها إصابة حقيقية بالصدأ الأصفر.
ويتم التركيز على الحقول المنزرعة بالأصناف القابلة للإصابة، بحيث يتم التعامل معها مع بداية أول ظهور على الأصناف القابلة للإصابة حيث تكون المكافحة الكيماوية فعالة جدا في حالة الكشف المبكر في بداية ظهور المرض وقبل انتشاره بشكل كبير.
اسأل الله العظيم أن يكون موسم خير وبركة على الوطن والمزارعين