بحوث ومنظماتتقاريرحوارات و مقالاتزراعة

د حازم صلاح يكتب: ماذا تعرف عن مرض انفلونزا الطيور شديد الضراوة في الدواجن؟

>>الفيروس من أخطر المعوقات التي تصيب صناعة الدواجن وتسبب خسائر اقتصادية  فادحة

 باحث مساعد – المعمل المرجعى للرقابة على الانتاج الداجنى فرع دمنهور -معهد بحوث الصحة الحيوانية

مرض انفلونزا الطيور من أهم وأخطر المعوقات التي تصيب صناعة الدواجن وتسبب خسائر اقتصادية  فادحة وكذلك على الأمن القومي متمثلة في سلالة H5N1 أنة يمكن ان ينتقل من الطيور للانسان وتؤدي الي حدوث الوفاة منذ ان تم الأعلان عنها فى مصر منذ عام 2006 .

وساعد علي توطن هذه العترة وانتشارها الي حد كبير وجود بعض أنواع التربيه العشوائيه في صناعة الدواجن وأيضا التربيه المنزليه المختلطة لأكثر من نوع من أنواع الطيور في نفس المكان مما أتاح الفرصه للفيروس للتعايش والتحور والتوطن بمصر وحدوث تحورات جينية في الفيروس في السنوات الاخيرة وظهور عترات جديدة مثل العترة H5N8  وذلك بعدما أن ظهرت هذة العترة الجديدة في الصين عام 2010 ثم كوريا في عام 2014 الي ان أعلنت مصر ظهور المرض في أواخر 2016 ومنذ هذا التاريخ وقد انحصرت اصابة الطيور من العترة H5N1  الي العترة H5N8 وان هذا التغير في صفات الجينوم للعترة  H5N8 منحصر حتي الان في الطيور ولكن الخوف ان يتحور ويكون لها القدرة علي اصابة الانسان .

المسبب المرضى

السبب الرئيسى هو فيروس انفلونزا الطيور الذى يتبع عائلة الاورثومكسو  ( Orthomyxoviridae ) مجموعة A والتى تصيب الطيور وينتقل الى الخيول والخنازير وبعض الفصائل الحيوانية الأخرى كما تصيب بعض عتراتة الانسان

وتنقسم طبقا للتركيب الانتيجينى للبروتين السطحى للفيروس الى :

  • هيماجليوتينين hemagglutinin)) HA  يحتوي على 16 نوع.
  • نيورامينيديز( Neuraminidase)  NA  يحتوى على 9 انواع.

الهيماجلوتينين (Hemagglutinin) : فيروسات انفلونزا الطيور ترتبط بمستقبلات الحمض اللعابي        (Sialic acid receptors)  برابطة  (alpha 2-3) أما فيروسات الأنفلونزا البشرية فترتبط بمستقبلات الحمض اللعابي برابطة  (alpha 2-6) و فيروسات أنفلونزا الخنازير لها القدرة على ربط هذين النوعين من مستقبلات الحمض اللعابي. يعتبر الهيماجلوتينين المضاد الرئيسي (Antigen) لإنتاج الأجسام المضادة للفيروسات. ترتبط أوبئة فيروس الأنفلونزا بالتغيرات التي تحدث ل (Antigen) الخاص بها. وهذا مستمد أصلاً من الخنازير،

يتم تصنيف عترات فيروس انفلونزا الطيور حسب الضراوة الى :

  • شديد الضراوة (HPAI) ويشمل الفيروسات التى تحتوى على النوع H5, H7 .
  • ضعيف الضراوة (LPAI) ويشمل الفيروسات التى تحتوى على النوع . H9

خصائص فيروس انفلونزا الطيور

يعيش الفيروس في أجواء باردة فقد تستطيع الاستمرار في الجو تحت درجة منخفضة مدة ثلاثة أشهر أما في الماء فتستطيع أن تعيش مدة أربعة أيام تحت تأثير درجة حرارة 22 درجة وإذا كانت الحرارة منخفضة جدا تستطيع العيش أكثر من 30 يوما. يموت الفيروس تحت تأثير درجة حرارة عالية (30 إلى 60 درجة) وقد أثبتت الدراسات أن جرام واحد من السبلة الملوث كاف لأصابة مليون طائر . على خلاف الدجاج، وإن البط معروف بمقاومة الفيروس حيث يعمل كناقل بدون الإصابة بأعراض الفيروس، وهكذا يساهم في انتشار أوسع.

مصادروطرق انتقال العدوى

  • تعتبر أسواق بيع الطيور الحية من أهم مصادر العدوي بفيروس الأنفلونزا.
  • الطيور المهاجرة ومعظم حالات العزل تمت من الطيور المائية البرية خاصة البط البري الذي لا تظهر عليه أي أعراض و يعتبر أهم مصدر لعدوي الدجاج
  • التربية العشوائية للطيور من مصادر مختلفة وتلوث المعدات ووسائل نقل الطيور بإفرازات الطيور المصابة كل تلك العوامل تساهم في انتشار مرض الأنفلونزا.
  • التخلص غير الأمن للطيورالمصابة النافقة والسبلة .
  • تنتقل العدوى بين قطعان الدواجن عن طريق تلوث العلف ومياه الشرب بإفرازات الطيور المصابة والبرية وعدم تطبيق اجراءات الامان الحيوى فى المزرعة.

فترة الحضانة

تمتد فترة حضانة فيروس انفلونزا الطيور شديد الضراوة بضع ساعات إلى 3 أيام وتعتمد على جرعة الفيروس وضراوته وطرق العدوى به وسلالة وجنس الطيور المصابة.

 الأعراض المرضية

تظهر اعراض تنفسية شديدة مع افرازات مخاطية من فتحتى الانف واعراض عصبية واحتقان وتورم وزرقة العرف والدلايات والارجل للطائر ونسبة نفوق عالية جدا خاصة فى طيور بدارى التسمين قد تصل الى 100%.

وفي الطيور البياضة يظهر في صورة خمول وفقدان الشهية وإسهال مائي وانقطاع إنتاج البيض واحتقان وتورم العرف والدلايات مع انتفاخ حول العين واحتقان الملتحمة وزرقة الارجل ويحدث النفوق بعد 24 ساعة من الأعراض وقد يستمر لمدة أسبوع.

في البط يظهر عتامه علي العين وأعراض عصبية واسهالات تؤدي الي الوفاة لكن بعد فترة اكبر من الدجاج.

التحور الجينى للفيروس :

يتميز فيروس الانفلونزا بقدرتة الكبيرة على التحور (mutation)  فى فترات زمنية قصيرة وبقدرتة على تكوين عترات جديدة مما يسمح له باحداث عدوى مره اخرى لنفس الطيور دون وجود أجسام مناعية بالجسم كما يؤدى الى ظهور عترات جديدة يمكنها اصابة نفس العائل او عائل آخر لم يكن يصاب بها من قبل وهذا التحور هو ما يشغل العلماء حاليا فى تخوفهم من تحول العترة شديدة الضراوة الى عترة يمكنها الانتقال بسهولة بين البشرمما يؤدى لحدوث وباء عالمى مثل الاوبئة التى حدثت بالماضى وتحدث حاليا مثل انتشار فيروس كورونا مما قد يسبب ملايين الضحايا بين البشر.

التحور يحدث بطريقتان :

“antigenic drift” -A بإحداث تغيير خفيف في تركيب الجينات فينتج عن ذلك تغيير في تركيبة الفيروس، وهذا التغيير بطيء يستهلك فترة كبيرة من الزمن ويتم عن طريق تراكم نقطة تحور فى الجين ينتج عنها تغيير الاحماض الامينية فى بروتين الفيروس مما يؤدى الى تغيير فى الانتيجينات لبروتين الهيماجليوتينين مثلا وبذلك يمكن الفيروس الهرب من الجهاز المناعى للعائل واصابتة مرة اخري بنفس العترة وغالبا ما يحدث التحور فى واحد من الانتيجينين هيماجليوتينين H او نيورامينيديز N. وتحل العترات الجديدة محل العترات القديمة وخلال عدة أعوام يمكن أن يتحول التغيير الطفيف هذا الي تغيير قوى يؤدي الي حدوث أوبئة شديدة.

-B   ” antigenic shift” بإحداث تغيير شديد في الجينات ينتج عنه حدوث إتحادات جديدة بين سلالات أو تحت أنواع،ويحدث بتغيير متسلسلة الاحماض الامينية بالكامل كما يحدث بالخلايا المصابة بنوعين من الانفلونزا  وتحدث هذه الظاهرة دائماً قبل حدوث الأوبئة وينتج عنها سلالات فريدة لا توجد لها أجسام مناعية مضادة لدي الطائر.

الوضع الحالى لفيروس انفلونزا الطيور فى مصر

انتشرت فيروسات H5N1 من كليد 2.2.1 على نطاق واسع في مصر منذ عام 2006 ، مما أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة لصناعة الدواجن المصرية وتسبب في مخاوف على الصحة العامة ,وتطورت وظهرت 2 كليد جديدة وهى (2.2.1.1 و 2.2.1.1.a  ) . و انتشرت كل من كليد ( 2.2.1و 2.2.1.1) بشكل مشترك من عام 2009 حتى عام 2014. وقد يرجع ظهور فيروس كليد 2.2.1.1  كطفرات لهروب الفيروس بسبب تطبيق اللقاحات  وأدى التطور المستمرلهذه الفيروسات إلى ظهور كليد جديدة وهى  2.2.1.2وفي شتاء عام 2016 ، تم اكتشاف فيروس H5N8 من الكليد 2.3.4.4 (المجموعة ب) في الطيور البرية المهاجرة في منطقتين على البحر الأبيض المتوسط في مصر  ومنذ ذلك الحين ، تم اكتشاف العديد من حالات الاصابة بفيروس H5N8 في الدواجن في العديد من المحافظات في مصر على الرغم من هذا الانتشار الواسع لفيروسات H5N8 ، لم ترد أي تقارير عن إصابات بشرية بهذا الفيروس.

الوقاية:

بالنسبة للطيور  – استخدام التحصين المناسب طبقا لعمر ونوع الطيور والعترة المنتشرة في البلاد وقت التحصين.- اتباع متطلبات الامن الحيوي من حيث البعد الوقائي بين المزارع واستخدام المطهرات المختلفة في التطهير- التخلص الامن للطيور النافقة  – الابلاغ عن وجود نافق في الطيور للسلطات المختصة.

بالنسبة للانسان- النظافة الشخصية – اخذ الاحتياطات الازمة لتربية الدجاج بشكل صحيح – الذبح الامن للطيور.

 

زر الذهاب إلى الأعلى