د شاكر عرفات يكتب: مصر في حاجة لثقافة ترشيد الاستهلاك كأسلوب حياة
>>اختيار أصناف المواد الغذائية التي تناسب دخل الأسرة، وعدم شراء المأكولات الغالية الثمن عندما يكون الدخل منخفضاً
معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية – مركز البحوث الزراعية – مصر
اهتم الإنسان منذ القدم بحفظ الأغذية وكان التجفيف هو أول ما استخدم لحفظ الغذاء من الفساد، ويدل على ذلك الآثار القديمة التي اكتشفت، فقد عمد الإنسان للاستفادة من طاقة الشمس وحركة الهواء الطبيعية في تجفيف الأغذية، حيث تتوفر الخضر والفواكه بكميات كبيرة أثناء موسم إنتاجها، مما يستوجب الحفاظ عليها بطرق عديدة، لاستخدامها في وقت ندرتها.
يقف العالم في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» على أعتاب مرحلة جديدة، تتطلب تحويل «ثقافة ترشيد الاستهلاك» إلى واقع عملي وسلوك يومي على مستوى الأفراد والمؤسسات. وتدرك جميع الدول أن تجاوز المرحلة الراهنة يرتبط بشكل وثيق بالمحافظة على مواردها الطبيعية والاقتصادية مهما كانت وفرتها وكفاءة إدارتها، على النحو الذي يضمن استمراريتها بما يلبي الحاجات المستقبلية لمجتمعاتها.
يعتبر ترشيد الاستهلاك من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات السليمة، ولترشيد الاستهلاك العديد من الأبواب، كالترشيد في استهلاك موارد الطاقة كالماء والكهرباء، والترشيد في استهلاك الأدوية، والترشيد في استهلاك الغذاء الذي سنتطرّق إليه من خلال هذا الموضوع، لكون الغذاء من الموادّ الأساسيّة التي لا يمكن الاستغناء عنها.
ان ترشيد الاستهلاك الغذائى عبارة عن الاستهلاك الأمثل للموادّ الغذائيّة، والتوازن والاعتدال في الإنفاق دون إهدار، بهدف المحافظة على الموادّ الغذائيّة وأن تكون متوفّرة لجميع الأفراد، ويتمّ ترشيد الاستهلاك الغذائي من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات والخطط الواعية، والتي توجّه الفرد للطريقة الأمثل للاستهلاك. ايضا هو محاولة الحد من الاستهلاك والاستخدام للمواد الغذائية لتحقق أفضل استفادة ممكنة وعدم الإسراف في استخدامها وتقليل الفاقد منها بقدر المستطاع وحصول كل فرد من الأسرة على الكمية اللازمة للجسم.
الهدف من ترشيد المستهلك: هو توعية وتثقيف المواطنين بحقوقهم وواجباتهم في عملية الإنتاج والاستهلاك ,وتكوين أفراد على درجة من الوعي والفهم والمسئولية في استخدام الأسلوب العلمي لضمان حصول الجسم على عناصر الغذاء بنسب متوازية وكافية. وهي وسيلة من وسائل الاقتصاد التي تتبعها الأسرة للمشاركة في النمو الاقتصادي.
اتاحة الغذاء فى ظل الازمات
لقد اظهرت القيادة السياسية خلال الأزمة العالمية الراهنة (كوفيد-19) حرفية عالية في التعامل مع تحدي تأمين الإمدادات الغذائية لجميع السكان، ونجحت في المحافظة على اتاحة المواد الغذائية في منافذ البيع كافة دون ارتفاع أسعاره ولم يشعر اى مواطن باى تاثيرات سلبية على وفرة الغذاء واتاحته فى الاسواق.
الأمن الغذائي منظومة متكاملة لا تتعلق بإنتاج الغذاء فقط، وإنما بثقافة التعامل معه أيضا،ً ان ثقافة ترشيد الاستهلاك والتخلي عن عادة الإسراف التي لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامى من الامور التى يجب تنشأة الاطفال عليها من اجل تثقيف اجيال تمتلك مهارات ثقافة ترشيد الاستهلاك وكيفية مواجهة الازمات والصدمات.
تفعيل التشريعات والسياسات التي تسهم في الحد من فقد وهدر الغذاء، وضمان سلامة الغذاء وتحسين نظم التغذية، وتعزيز القدرة لمواجهة المخاطر والأزمات المتعلقة بالأمن الغذائي من الاهمية بمكان حيث اتخذت الدولة كثير من الاجرءات للحد من فقد الغذاء وهنا يجب ان يكون المواطن ايضا حريص على الخفض من هدر الغذاء حيث تشير كثير من الدراسات والتقارير الى ان كمية المفقود والمهدر من الغذاء تصل نسبتة الى ارقام كبيرة تحتاج الى تضافر كل الجهود للحد منها.
وللمحافظة على الأغذية وترشيد الاستهلاك ينبغي مراعاة:
- نشر الوعي بين أفراد المُجتمع حول أهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي، ودوره في علاج الأزمات الاقتصادية والنقص الغذائي المنتشر في العديد دول العالم.
- يجب ان تتضمن المناهج الدراسية فصل او اكثر عن ترشيد الاستهلاك واثرة على الاقتصاد القومى.
- أثناء عملية الشراء ينبغي مراعاة عدم الشراء أكثر من الحاجة وشراء كميات الغذاء اللازمة لتجنب التلف والفساد.
- كن انت مراقب للسوق ومفتش غذائى لمعرفة السلع والمواد الغذائية من حيث الجودة والسعر لتلبية احتياجاتك كمستهلك.
- التخطيط ما تحتاج إليه كمستهلك فعلًا من الأغذية وعدم الشراء عشوائيًا.
- مقارنة الأسعار للسلعة الواحدة ونفس الجودة تجنبا لاهدار المال نتيجة فروق الاسعار.
- عدم التسرع في اختيار الأغذية، بل إن التمهل في الفحص والمقارنة عادة ما يوفر المال.
- شراء الأغذية الطازجة في موسمها للحصول على اعلى جودة وافضل سعر.
- إن عملية الشراء ليست عملية سهلة كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية عند اتخاذ قرار الشراء.
- عدم التأثر بالإعلانات التجارية التي تروّج لمنتجات رفاهية لا يحتاجها الفرد بشكل حقيقيّ.
- متابعة أسعار السلع والموادّ الغذائية، وبشكل خاص في أوقات ندرتها، بهدف شرائها وتخزينها لحين الحاجة، على سبيل المثال قد تنخفض أسعار بعض السلع في مواسم معيّنة، مثل الطماطم، في هذه الحالة يمكن للمستهلك شراء كميات كبيرة من الطماطم، وتحويلها إلى صلصة، واستخدامها لاحقاً عندما يرتفع سعرها.
- عدم الإفراط في استهلاك الموادّ الغذائيّة، وتقدير الاحتياج الخاصّ لكلّ فرد من أفراد الأسرة.
- شراء الاحتياجات الأساسية وبالكميات المناسبة دون زيادة، وبشكل خاص فيما يتعلق بالخضار والفواكه، حيث ينصح بشراء كميات مناسبة لأسبوع، لكونها سريعة التلف، وقد تتلف قبل استخدامها.
- اختيار أصناف المواد الغذائية التي تناسب دخل الأسرة، فمن غير المعقول شراء المأكولات الغالية الثمن عندما يكون الدخل منخفضاً.
- معرفة بدائل السلع الأساسية، والتي يمكن الاستعانة بها في حال ارتفاع سعر السلعة أو اختفائها من الأسواق.
- الاستفادة من بقايا الطعام بدلاً من التخلص منها والبحث عن القيمة المضافة ذات العائد الاقتصادى المباشر على الاسرة.