د هدي مصطفي تكتب: إحلال وتجديد مزارع الموالح في مصر
>> تفتت الحيازات الزراعية وراء إنخفاض إنتاجية المحاصيل
رئيس قسم الموالح – معهد بحوث البساتين- مركز البحوث الزراعية
الموالح هي محصول الفاكهة الرئيسي في مصر وتعتبر مصر هى الاولى عالميا فى صادرات البرتقال للعام الثانى على التوالى وتمثل الموالح 28 % من المساحة المزروعة بالفاكهة في مصر طبقا لإحصائية عام 2019وفي نفس العام وصلت المساحة الكلية للموالح حوالى 456 الف فدان مقسمة بين الاراضي الجديدة بنسبة 53 % والاراضي القديمة بنسبة 47 % . وقد وصل الانتاج الكلي للموالح حوالى 4.2 مليون طن
وتعتبر منطقة الدلتا من أهم المناطق لإنتاج الموالح فى مصر حيث يزرع فيها اصناف عديدة من الموالح مثل البرتقال ابو سره، والبرتقال البلدي والسكرى والصيفى واليوسفى والليمون البلدى ويعتبر المتوسط العام لإنتاجية الفدان من الموالح ضعيف مقارنة بالمتوسط العالمى .
وهذا يرجع إلى أسباب عديدة وهى ان مزارع الموالح في الدلتا معظمها ملكيات صغيرة (لاتزيد عن فدانين ) مزروعة بعدة أصناف مختلطة في الحديقة الواحدة مع نقص الوعي والخبرة بتجديد وإحلال الأشجار مما يعقد إجراء العمليات البستانية ، هذا إلى جانب ان الكثير من مزارع الدلتا تعاني من مشاكل تؤدي الي إنخفاض إنتاجيتها ويرجع هذا الانخفاض الي عدد من الأسباب منها شيخوخة الاشجار و إصابة الكثير من الأشجار بالامراض الفيروسية وشبة الفيروسيه ( الأمراض التي تنتقل عن طريق التطعيم ) بالإضافة الي وجود مشاكل مرتبطة بسوء عمليات الخدمة نتيجة عدم استخدام الممارسات الزراعيه الجيده.
ولذلك فإن حل المشكله المعقده الموجودة في بعض مزارع الموالح يعتبر امر اساسي لتحسين انتاج وجوده ثمار الموالح ، حيث ان المشكلة الموجودة في بعض المزارع ناتجة عن تداخل شيخوخه الاشجار والإصابه بالامراض الفيروسية وشبة الفيروسيه وخليط الاصناف ذو القابليه المنخفضه تسويقيا وانخفاض محصول الاشجار و جوده الثمار بالاضافه الي إتباع طرق غير مناسبه في إدارة تلك المزارع . ويمكن التغلب علي مجموع المشاكل السابق ذكرها عن طريق الإحلال والتجديد .
وتتركز الأشجار المتقدمة في السن والمصابة بالأمراض الفيروسية وشبة الفيروسية في الأراضي القديمة في الوادي والدلتا ولاتوجد هذة المشكلة في الاراضي الجديدة . ولهذا فإن إحلال وتجديد بعض المزارع في الوادي والدلتا يصبح مبرر منطقي لرفع إنتاجية تلك المزارع .
ويتم الاحلال بتقليع الأشجار المسنة وإعادة زراعتها بشتلات جيدة من نفس الصنف أو من أصناف اخري حسب متطلبات السوق ومدي ملائمة الصنف للمنطقة . وتتم عملية التجديد عن طريق التطعيم القمي ” تغيير الصنف ” في بعض الحالات التي لاتتطلب إحلال تلك المزارع بإستخدام أصناف جيدة ملائمة أيضا لمتطلبات السوق والمنطقة . وتحدث عملية الإحلال والتجديد بشكل بطيء جدا من خلال بعض المبادرات الفردية للمزارعين. وللإسراع من عملية التغيير ” الإحلال والتجديد” يجب أن يتم هذا برعاية الدولة والجدير بالذكر ان إسلوب الاحلال والتجديد متبع في كثير من دول العالم المنتجة للموالح والتي تعاني من نفس المشاكل .
وقد أشارت الكثير من الدراسات المصرية والعالمية الي أهمية موضوع الإحلال والتجديد – في تحسين إنتاجية المزارع المتضررة – خاصة استراتيجية قطاع الموالح الصادرة عام 2005 والتي نصت علي ” ترويج الإحلال والتجديد التدريجي لأشجار الدلتا المتقدمة في العمر “. ويمكن البدء بإحلال مزارع البرتقال ابو سرة ( الافضل عالميا من حيث الجوده) في الأراضي القديمة في الدلتا للإسراع من برنامج الإحلال وتحديث الخريطة الصنفية للموالح بما يتلائم مع الطلب علي الموالح محليا وعالميا .
ومن المتوقع ان يعود ذلك بالنفع علي منتجي الموالح بشكل مباشر وعلي الناتج القومي بشكل عام . ومن جانب آخر سيكون لهذا البرنامج تأثير علي المكون الإقتصادي الإجتماعي لمنتجي الموالح وبالتحديد صغار المنتجين في الدلتا نظرا لكثرة عددهم وحيازتهم لمساحات صغيرة وعدم توفر إمكانيات مادية لديهم للقيام بمثل هذا العمل .
ويتم تنفيذ برنامج الإحلال والتجديد بعد تقييم حالة كل مزرعة علي حدة بمعرفة المختصين في البساتين والأمراض الفيرسية بمشاركة جهاز الإرشاد في المحافظات المشاركة في البرنامج . وبناء علي نتيجة التقييم يتم تحديد طريقة التعامل إما بتقليع الأشجار وإعادة زراعتها بشتلات جيدة خالية من الأمراض الفيروسية وشبة الفيروسية من نفس الصنف او من أصناف أخري مطلوبة تسويقيا ، ومن جهة أخري فإن بعض المزارع يمكن تجديدها عن طريق التطعيم القمي ( تغيير الصنف ) .
وتتولي الدولة المساهمة المادية كليا او جزئيا في تنفيذ برنامج الإحلال والتجديد علي ان يتم ذلك وفقا لدراسة إقتصادية تبين الأثر الناتج عن توقف المزرعة عن إنتاج الموالح لتنفيذ خطوات الإحلال والتجديد مع الأخذ في الاعتبار انه يمكن الإستفادة من المزرعة خلال هذة الفترة بزراعة المحاصيل الحقلية أو الخضر كمصدر جيد للدخل خلال الفترة الإنتقالية ، علي ان يوضع في الإعتبار عند عمل الدراسة ثمن بيع الخشب الناتج من التقليع وثمن الشتلات وإعداد الأرض للزراعة ومن الممكن خلال الفترة الإنتقالية تطوير نظام الري بتطبيق نظم الري الحديثة تنفيذا لتوجة الدولة بترشيد طرق الري .
والمزارع التي يتم إحلالها وتجديدها تعمل كحقول إرشادية في كل قرية او مجموعة قري وفقا لمفهوم الإدارة المتكاملة وتخضع للإشراف المستمر من المختصين في معاهد البساتين والوقاية وأمراض النبات وأنظمة الري بمركز البحوث الزراعيه لضمان جودة الإدارة المتكاملة لتلك المزارع .