د أحمد جلال يكتب:التكنولوجيا الحيوية والأمن الغذائي العالمي

عميد كلية الزراعة – جامعة عين شمس – مصر

يبلغ تعداد سكان العالم الان ٦.٧ مليار نسمة ومن المتوقع أن يصل إلى ٩.٧ مليار نسمة بحلول عام ٢٠٥٠. ومن خلال هذا المنظور فإن العالم سوف يواجه مشكلة كبري متمثلة فى تحقيق الأمن الغذائى وخصوصا اذا علما ان هناك محدودية فى المياه حيث تشير التوقعات ان ٤٠٪ من سكان العالم سوف يعانون من شح المياه بحلول عام ٢٠٥٠.

من الواضح أن الزراعة التقليدية ليست الضمانه الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي. بينما من الممكن أن توفر التكنولوجيا الحيوية إمكانيات كبيرة لتحقيق هذا الهدف.

تم استخدام مصطلح التكنولوجيا الحيوية للإشارة إلى العمليات البيولوجية التي تنتج منتجات مفيدة. بما فى ذلك المنتجات القديمة مثل عمليات التخمير المستخدمة في صناعة البيرة والنبيذوالحبن. واليوم يستخدم هذا المصطلح للاشارة الي معرفة العمليات الطبيعية لتكرار الحمض النووي الدانا والاليات البيولوجية لعمل الخلية والهندسة الوراثية التي تعتمد علي الحمض النووي المؤتلف.

توفر التكنولوجيا الحيوية أدوات مهمة للتنمية المستدامة للزراعة ومصايد الأسماك والغابات ويمكن ان تساعد بشكل كبير فى تلبية جزء لا غني عنه فى صعود الحضارة الإنسانية. هناك نقاش واسع النطاق يركز على الآثار البيئية وصحة الإنسان والآثار الاجتماعية والاقتصادية للتكنولوحيا الحيوية علي المستويين المحلي والعالمي.

وبشير مصطلح التكنولوجيا الحيوية الزراعية الي العديد من التقنيات مثل الهندسة الوراثية والتربية الجزيئية والتشخيص الجزيئي وزراعة الأنسجة واللقاحات من أجل تحسين إنتاجه المحاصيل والثروة الحيوانية وتسويق المنتجات المشتقه.

وبناء على فهم الحمض النووي طور العلماء حلولا لزيادة الإنتاجية. بدءا من القدرة على تحديد الجينات التي تمنح مزايا لبعض المحاصيل والقدرة على العمل مع هذه الخصائص بدقة شديدة تعزز التكنولوجيا الحيوية قدرة المزارعين على إجراء تحسينات فى المحاصيل والثروة الحيوانية.

أشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة أمام الأمم المتحدة فى عام ٢٠١١ إلى أن التنوع البيولوجي كان بمثابة المادة الأولية للامن الغذائي والصحي المستدام وانه يمكن أن بلعب دورا مماثلا فى تطوير انظمة الزراعة وسبل العيش فى ظل التغيرات المتاخية وعلي الرغم من ذلك يتم فقدة بسرعة.

والجدل القوي حول موضوع التكنولوجيا الحيوية الزراعية يتعلق بتقنية واحدة وهي التعديل الوراثي والمنتجات الناتجة منها والكائنات المعدلة وراثيًا.

هناك جدل كبير حول المزايا والعيوب المتعلقة بالكائنات المعدلة وراثيًا منذ اكثر من عقد ومازال مستمرا حنى اليوم دون إظهار اي مؤشرات عن التراجع. غالبا ما أصبحت مواقف الأطراف المختلفة فيما يتعلق بالكائنات المعدلة وراثيًا راسخة بقوة فيما يعرف باسم حرب الخطاب العالمي.