الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د مني صلاح الدين تكتب: الحبوب «القيحية» أو «الخراج» عند الحيوانات وعلاجها

>>الحبوب القيحية مرض شائع يصيب كل الحيوانات خصوصا الأغنام والماعز

 باحث أول باثولوجيا إكلينيكية. معمل الزقازيق. معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية

تعتبر الحبوب القيحية أو الخراج من أكبر المشاكل التي يعاني منها مربي الحيوانات خصوصا الأغنام والماعز وغالبا ما يتسبب في خسائر إقتصادية مهمة نتيجة لهبوط سعر الحيوانات في السوق بسبب الحبوب التي قد تكون منتشرة في كل مكان من الجسم خصوصا المناطق التي لا يكسوها الصوف.

ما هي الحبوب القيحية؟

الحبوب القيحية أو الخراج لها أسماء أخرى مختلفة حسب إختلاف اللهجات في وطننا العربي وهي عبارة عن مرض شائع يصيب كل الحيوانات خصوصا الأغنام والماعز حيث تتميز الحيوانات المصابة بوجود عدد من الحبوب تمتلئ بالقيح وتزداد حجمها يوما بعد يوم حتى مرحلة النضج ليتم إفراز القيح خارجا. مصدر إنتشارهذا المرض غالبا خلال الأيام الحارة في فصل الصيف حيث الأجواء المناسبة لنشاط البكتريا المتسببة في المرض, لكن هذا لا يعني عدم وجودها خلال باقي فصول السنة.

البكتريا المسؤولة عن المرض:

Corynebacteriumpendotubercutisis c-ovisالبكتريا المسؤولة عن المرض تدعى

وهي بكتريا موجبة الجرام يمكنها أن تعيش وتتكاثر على مستوى الخلايا كما أنها يمكنها أن تعيش في الوسط الخارجي لمدة كبيرة ويكون التخلص منها صعب.

كيف تنتقل هذة البكتريا بين الحيوانات؟

مرض الحبوب القيحية أو الخراج يعتبر من الأمراض المعدية بشكل سريع جدا حيث أن القيح الذي يتم إفرازه من طرف الحيوانات المصابة يسقط على الأرض في الحظيرة فيؤدي إلى إنتشار البكتريا في كل مكان حول الحيوانات مما يجعلها تنتقل إلى بقية القطيع بشكل سهل وسريع. حيث تتصيد البكتريا جرح أحد الحيوانات للدخول إلى الجسم وبدء عملها بشكل سريع, وتظهر العدوى واضحة عند ظهور الخراج بعد موسم قص الصوف مباشرة حيث تكون الجروح كثيرة أو عند تزاحم الحيوانات على العلافات وإحداث جروح على مستوى العنق والوجه بالإحتكاك معها.

لماذا الحبوب القيحية توجد في الحيوانات ذات الحظائر بكثرة بخلاف تلك التي ترعى في البادية؟

تعود الأسباب إلى الجروح الناتجة من إحتكاك الحيوانات في محك غير آمن أو أخشاب متسلخة أو حديد تآكل من الصدأ أو مواد حادة في الحظيرة أو بسبب مناطحة الحيوانات بقرونها أجسام بعضها مما يسبب الجروح وتكون بيئة صالحة لتكاثر البكتريا والفطريات وكل تلك المسببات تكون قليلة نوعا ما في البادية وليس هناك مجال حتى للمناطحة فالمكان واسع ولكن المشكلة أن أهل البادية الآن بدأوا في عمل الحظائر خوفا عليها من السباع فتنتشر فيها أيضا الحبوب القيحية.

أعراض مرض الحبوب القيحية عند الحيوانات:

من أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها عند إصابة الحيوانات بالمرض ما يلي:

– بروز إنتفاخات جلدية مليئة بالقيح على مستوى المناطق الغير مكسوة بالصوف خصوصا الوجه والرقبة.

– يمكن أن تكون هذة الحبوب القيحية داخليا مما يسبب إرتفاع في درجة حرارة الحيوان وضعف الشهية.

– في الحالات المتقدمة من المرض نلاحظ عدم نمو الحيوان وإنخفاض في الوزن.

– ضعف الإنتاجية عند الحيوانات المصابة بصفة عامة.

علاج مرض الحبوب القيحية عند الحيوانات:

الحبوب القيحية أو الخراج من الأمراض التي يصعب علاجها والتحكم فيها, كما أن المرض ليس له علاج فعال إلى الآن. غالبا يمكن للحيوان أن يتشافى بعد مرور مدة متباينة لكن يمكن كذلك أن يحدث المرض خسائر إقتصادية خصوصا عند إستمرار الحبوب على الحيوان لمدة قد تصل إلى 6 أشهر وهنا لابد من أخذ مجموعة من التدابير التي بإمكانها التقليل من حدته أو القضاء عليه إذا قمنا بها عند بداية ظهور المشكلة وهي:

– يجب عزل الحيوان المريض لوحده إلى حين التخلص من الحبوب.

– لا يجب علاج الحيوانات التي بها حبوب قيحية غير ناضجة ( الخراج ينضج عندما يصبح رطب عند لمسه بالأصابع).

– عند نضج الخراج هناك العديد من المضادات الحيوية التي يمكن إستعمالها من أبرزها البنسلين والأوكسيتتراسيكلين لمدة 4 أيام متتالية.

– عند بداية تفتح الحبوب يجب التدخل يدويا لإخراج القيح بواسطة الحقن لتفادي إنتشارها على أرضية الحظيرة مع التخلص منها في أماكن بعيدة ودفنها جيدا مع خلطها بالجير.

– في الأخير يجب تنظيف مكان الحبوب القيحية بعد إزالة القيح منها مع الإستعانة بمطهر أو معقم.

كيفية الوقاية من الحبوب القيحية:

من أبرز التدابير الوقائية التي يجب الإستعانة بها لتفادي ظهور المرض هي:

– الإلتزام بشروط النظافة على المستوى العام.

– عزل الحيوانات المريضة فور ملاحظة المرض.

– ذبح الحيوانات المتأثرة جدا بالمرض لتفادي تطور الحالة إلى بقية القطيع.

– تطهير وتعقيم الحظيرة مرة واحدة على الأقل سنويا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى