أستاذ ورئيس قسم البساتين بزراعة الأزهر بالقاهرة وعضو مجلس إدارة والمتحدث بإسم الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية
استمرارا لأسئلة صديقي عن مشروع مبادرة حياة كريمة في الريف المصري وما سبق وقلناه بأن هناك مشروع تبطين الترع والتي يبلغ مجمل اطوالها ٣٣ الف كيلوا متر وتم بدء العمل في المرحلة الأولي منها بطول ٧٠٠٠ كيلوا متر بإجمالي استثمارات تبلغ ١٨ مليار متر مكعب من جملة استثمارات كلية لهذا المشروع تبلغ ٩٨ مليار جنيه مصري للثلاث وثلاثين الف كيلوا متر والتي ستعيد الوجه المشرق لريفنا المصري كما كان فاستدرك صديقي مكملا اسئلته التي لا تنتهي والتي يشوبها طابع التشكك قائلا:
وماذا تقول يا دكتور لمن يتحدثون بتهكم عن هذا المشروع؟
نقول لهم إنزلوا إلي مدن وقري مصر لتروا بام أعينكم ثورة التنمية الحادثة علي ارض الوطن، وانظروا كيف تحولت وتتحول المجاري المائية المصرية من صورة البرك والمستنقعات إلي صورة حضارية رائعة جعلت البعض من أسر بسطاء شعبنا يجلسون علي شواطئها في جلسات سمر افتقدتها العائلات المصرية ولسان حالهم يقول شكرا لمن غير واقعنا المزري لهذه الصورة الآدمية.
س: وما ضمانة ألا تتحول هذه المجاري المائية بعد تطويرها بهذه الصورة التي تصفها لمكب لنفايات القري والمدن كما هو حادث قبل البدأ في هذا المشروع؟
فقلت؛ هذا سؤال وجيه تكمن الإجابة عليه في ثلاثة أمور:
أولها: وعي المواطن الصالح والذي لا يمكن ابدا ان يقبل بتحويل الجمال قبحا ومن ثم سيحافظ علي هذه المكاسب التي غيرت حياته للافضل.
وثانيهما: ضرورة قيام الدولة وبمشاركة من القطاع الخاص والجامعات ومراكز البحوث بإنشاء مصانع لتدوير مخلفات المدن بواقع مصنع في كل مركز من مراكز الجمهورية لجمع وإعادة تدوير مخلفات القري والمدن وهذا سيسهم في منع التلوث وتحويل المخلفات من مشكلة لثروة كبيرة لصالح الوطن وتحافظ علي الوجه الحضاري للقري والمدن.
وثالثها: وضع التشريعات القوية التي تضمن عدم العبث بتلك المشروعات الرائعة والضرب بيد من حديد علي كل من يحاول هدم منجزات الدولة وإلقاء مخلفاته في المجاري المائية بجره لمحراب العدالة ليكون عبرة لغيره.
وهنا بادرني صديقي بسؤال آخر قائلا:
ما هي توقعاتك لتأثير مثل هذا المشروع علي الزراعة المصرية إنتاجا وجودة؟
فقلت وباختصار ان من يظن ان مشروع تبطين الترع هو مشروع يتم بهدف جمالي فقط فهو مخطئ، فهذا مشروع كما سبق وقلنا يستهدف الحفاظ علي الموارد المائية ورفع كفاءة استخدام كميات المياه المتاحة وتوصيل المياه لنهايات الترع لري الأراضي التي تضررت بفعل عدم وصول المياه إليها وتقليل فترة مناوبات الري.
ثم وهذا هو الأهم انه سيتزامن مع عمليات تبطين الترع تحويل نظام الري للأراضي الواقعة في زمام تلك الترع من الري بالغمر والمتبع منذ عهد الفراعنة لنظم الري الحديثة سواء الري بالرش او بالتنقيط بما سيعمل علي توفير ما مقداره حوالي ٥ مليار متر مكعب مياه.
هذا من جانب، ومن جانب آخر سيتح هذا النظام تطبيق ما يعرف بال Fertigation system
وهو نظام التسميد مع الري بما ينتج عنه رفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل كما ونوعا حيث ستعطي المياه والسماد حسب مراحل النمو المختلفة للنبات ومتطلبات كل مرحلة،
وللحديث بقية