الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د يوسف العبد يكتب: كورونا والأمراض الوبائية فى التاريخ

>>اكثر من ٣٥٠ مرضا مشتركا بين الحيوانات والإنسان  ودور «البيطريين الهام» مهم جداً في الوقاية

رئيس لجنة الأدوية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين السابق

أصبحت شراسة والتنوع الكبيرفى  الفيروسات والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان  خاصة آخرعشرين عاماً تهدد البشرية بدءًا  من مرض جنون الأبقار ثم مرض سارس وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير ومرض ميرس بالجمال ,,واخيراً كورونا (كوفيد١٩) الذي يهدد البشرية  كلها مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا واصبح البعض يرجع السبب لخطورة التغير المناخ العالمي وكذلك التطور الكبير للتكنولوجيا خاصة الجيل الخامس لشبكات التليفون المحمول والتي هاجمها ودمرها البعض في بعض الدول بعد اطلاق شائعات بأنها المسؤولة عن انتشار الأمراض الحديثة .

ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في  ديسمبر 2019. وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.

يتم الاتجار بها في الصين

أظهرت دراسة جديدة أن الفئران وبعض الحيونات البرية المباعة في أسواق ومطاعم جنوب شرق آسيا تحتضن عدة أنواع من الفيروسات التاجية التي تعرف باسم كورونا.

وقد زادت معدلات العدوى بسلالات مختلفة من فيروس كورونا بين هذه الحيوانات خلال رحلة انتقالها من “بيئتها في الحقول إلى الموائد”، مما يشير إلى أنها تنقل العدوى الفيروسية لبعضها بعضا خلال هذه العملية..

واذا علمنا بوجود اكثر من ٣٥٠ مرض مشترك ما بين الحيوانات والإنسان  ودور الأطباء البيطريين الهام جداً في الوقاية وحائط صد ضد انتقال الأمراض المعدية من الحيوان للإنسان فان امامنا فرصة كبيرة لإنشاء الهيئة العليا للوبائيات والأمراض المشتركة بتمثيل من جميع الفئات الطبية والعلمية وخاصة الأطباء البيطريين الجنود المجهولة بجميع كوادرها والتي تعشق هذا الوطن وتمد  ايديها كالعادة للحفاظ علي صحة الانسان والوقاية من الأمراض المشتركة.

وليس دور الاطباء البيطريين ببعيد فى العالم كله ومصر  القديمة والحديثة وخاصة السيطرة علي مرض الطاعون وكذلك امراض البروسيلا ومرض السل واللذان هما ايضا من اصل حيواني,,كما ان  فيروسات كورونا هي سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان.

ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد  مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض كوفيد-19

وبسبب نمو السكان بسرعة في أوروبا وازدياد كثافة السكان في البلدان والمدن أصبحت هناك أرض خصبة لوجود العديد من الأمراض المعدية ومنها الموت الأسود، وهي عدوى بكتيرية، وهو الأكثر شهرة. وباستثناء الجدري والإنفلونزا، كان من النادر وجود توثيق لموجات تفشي العدوى التي يُعرف الآن أن سبب حدوثها كان فيروسي. وكان داء الكلب، وهو مرض عُرف لأكثر من 4000 عام، منتشر في أوروبا واستمر على هذا النحو حتى اكتشاف لويس باستور للقاح في عام 1886. وكان متوسط العمر المتوقع في أوروبا في العصور الوسطى 35 سنة، وكان يتوفى 60% من الأطفال قبل بلوغ سن السادسة عشر، وكان يتوفى الكثير منهم خلال السنوات الست الأولى من الحياة.

كانت الحصبة متوطنة في جميع أنحاء البلدان ذات الكثافة السكانية العالية من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وفي إنجلترا عُرف المرض باسم “ميزيلس”، ووجد أول وصف له في القرن الثالث عشر، وعلى الأرجح أنه كان واحد من التسعة وأربعون وباء الذين وقعوا فيما بين 526 و1087. ويعد الطاعون البقرى، الذي يسببه فيروس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيروس الحصبة، مرض يصيب الماشية وهو معروف منذ العصور الرومانية.

ونشأ هذا المرض في آسيا، ووصل إلى أوروبا لأول مرة عن طريق قبائل الهون الغازية في عام 370. وفيما بعد، نشرت غزوات المغول بقيادة جنكيز خان وجيشه الأوبئة في أوروبا في أعوام 1222 و1233 و1238. وانتقلت العدوى لاحقًا إلى إنجلترا في أعقاب استيراد الماشية من القارة. وكان الطاعون البقرى في ذلك الوقت مرضًا مدمرًا وكان معدل الوفيات الناجمة عنه من 80 إلى 90%. وأدت وفاة الماشية الناجمة عن المرض إلى مجاعة.

  ونبذة صغيرة عن بعض الامراض الوبائية التى ادت لوفاة ملايين البشر عبرe32 التاريخ

 الإنفلونزا الأولى عام 1580

وعلى الرغم من أن أولى حالات الإنفلونزا ربما حدثت بين الجنود اليونانيين الذين خاضوا حرب البيلوبونيز في عام 430 قبل الميلاد، فقد ظهرت أول جائحة إنفلونزا حقيقية في صيف عام 1580 في آسيا، وسرعان ما انتشر الوباء عبر طرق التجارة إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وعلى الرغم من أن عدد القتلى غير معروف، لكن تم الإبلاغ عن 8 آلاف حالة وفاة على الأقل في روما وحدها.

وشهدت هذه الفترة ظهور إجراءات الحجر الصحي ونقاط التفتيش الحدودية في أوروبا. وترجع الإشارة الأولى إلى الإنفلونزا في الأدبيات العلمية إلى عام 1650، وهي مستمدة من الكلمة الإيطالية التي تعني «التأثير”».

 الكوليرا: القرن التاسع عشر

طوال القرن التاسع عشر، كان هناك ما لا يقل عن ست فترات تفشى خلالها وباء الكوليرا. وبدأ كل شيء في منطقة خليج البنغال في الهند، وحصد الوباء العديد من الأرواح أثناء انتشاره على طول طرق التجارة الاستعمارية. وأدت المعلومات الخاطئة، بالإضافة إلى الاستياء من عدم المساواة الاقتصادية، إلى تفاقم تهديد المرض.

كما وأدى تفشي الوباء إلى ظهور موجة من نظريات المؤامرة التي تقول إن طرفاً ما ينشر الكوليرا عمداً لتقليص صفوف الفقراء. وفي المملكة المتحدة وروسيا، استهدف المشاغبون المستشفيات. لكن الباحثين طوروا رؤى أساسية حول مصدر المرض.

   الإنفلونزا الإسبانية عام 1918

ترجع المصادر التي تشير إلى عدوى الإنفلونزا إلى أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشرولكن من المؤكد أن هذه العدوى قد ظهرت قبل ذلك بمدة طويلة. ظهر وباء الإنفلونزا لأول مرة عام 1173 م في أوروبا، وفي عام 1493 تفشى وباء آخر وضرب السكان الأصليين (الهنود الحمر ) في هيسبانيولا.

ويُعتقد أن هذا الوباء هو مرض إنفلونزا الخنازير، وتوجد بعض الأدلة على أن مصدر تلك العدوى هو الخنازير التي كانت على متن سفن كولومبوس و في الفترة بين 1557 و1559 ظهر وباء إنفلونزا في إنجلتر وراح ضحيته خمسة بالمئة من عدد السكان أي حوالي 150.000 شخص.

وكان معدل الوفيات تقريبا خمسة أضعاف وباء إنفلونزا عام 1918وف في يوليو 1580، تم تسجيل أول وباء بشكل صحيح واجتاح ذلك الوباء أنحاء مختلفة في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وارتفعت معدلات الوفيات حيث توفى 8,000 شخص في روما. وفي القرن الثامن عشر ظهرت ثلاثة أوبئة أخرى من ضمنها الوباء الذي ظهر في الفترة ما بين 1781 و1782.

ويُعد هذا الوباء الأكثر تدميرًا في التاريخ؛ حيث بدأ في الصين في نوفمبر 1781 إلى أن وصل موسكو في ديسمبر، ثم اجتاح سانت بطرسبرج في فبراير 1782، وبحلول شهر مايو كان قد وصل إلى الدنمارك. وفي غضون ستة أسابيع كان 75 بالمئة من السكان الإنجليز قد أصابتهم العدوى وسرعان منا انتشر المرض إلى الأمريكتين.

من المحتمل أن تكون أسوأ كارثة طبية في التاريخ، فقد أصابت الإنفلونزا عام 1918 ما يصل إلى ثلث سكان العالم وقتلت ما يصل إلى 50 مليون شخص. كشف الوباء عن عدد الأرواح التي يمكن إنقاذها عن طريق التباعد الاجتماعي.

الأمراض الوبائية في العصور القديمة  

يظهر على مومياء رمسيس الخامس وبعض المومياوات المصرية الأخرى المدفونة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ظهرت علامات الإصابة بالجدري. وفي أثينا في عام 430 قبل الميلاد تفشى وباء الجدري، وفي ذلك الوقت توفى ربع الجيش الأثينى والعديد من المواطنين بسبب العدوى.

وعندما تغير سلوك الإنسان خلال العصر الحديث حيث بدأ في إقامة مجتمعات زراعية ذات كثافة سكانية عالية وأدى هذا التطور إلى انتشار الفيروسات بسرعة إلى أن أصبحت أوبئة متوطنة. ، وعندما اعتمد الإنسان في تلك الفترة على الزراعة وتربية الماشية أصبح لأمراض مثل الطاعون البقري عواقب مدمرة.

ما قبل التاريخ

على مدى من 50000 إلى 100000 سنة ماضية، ظهرت العديد من الأمراض المعدية الجديدة، بما في ذلك تلك التي تسببها الفيروسات وذلك لازدياد أعداد الإنسان المتطور وانتشاره في جميع أنحاء العالم وفيما مضى كان البشر يعيشون في مجتمعات صغيرة منعزلة.

ولم يكن هناك أى وجود لأية أمراض وبائية ثم ظهر الجدري، الذي يعد الفيروس الأكثر تدميرًا وفتكًا في التاريخ، لأول مرة في المجتمعات الزراعية في الهند منذ حوالي 11,000 سنة  .

ومن المحتمل ان يكون هذا الفيروس، الذي أصاب البشر فقط، قد وصلهم من الفيروسات الجدرية الموجودة في القوارض ومن المحتمل أن الإنسان تعامل وتواصل مع هذه القوارض التي كانت بالفعل تحمل هذه الفيروسات، ومن ثم تمت إصابة بعض البشر بهذه الفيرروسات عن طريق العدوي. وعندما تعبر هذه الفيروسات ما يُسمى “حاجز الأنواع” قد يصبح تأثيرها خطيرًا،وربما لم يكن لدى البشر مناعة طبيعية قوية عندئذ.

وفي السابق، عاش الإنسان المعاصر في جماعات صغيرة، وأولئك الذين أصابتهم العدوى إما ماتوا بسببها أو اكتسبوا مناعة لمواجهتها.

ظلت أمريكا وأستراليا خاليتين من الحصبة والجدري حتى وصول المستعمر الأوروبي ما بين القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر. لم يحمل الأسبان الحصبة والإنفلونزا فقط إلى الأمريكتين، بل حملوا الجدري معهم أيضاً.

وكان الجدري مستوطنًا في أسبانيا حيث حمله المورو (الموريون) من افريقيا وانتشر وباء الجدري في تينوتشتيتلان عاصمة امبراطورية الآزتك في المكسيك عام 1519.

بدأ الوباء عن طريق جيش بانفيلو دي نارفييث الذي لحق بإرنان كورتيس ومعه على ظهر سفينته أحد العبيد الأفارقة الذي كان مصابًا بالعدوى. وعندما دخل الأسبان العاصمة في صيف عام 1521 وجدوها ممتلئة بجثث الضحايا المتناثرة.وفي النهاية قتل الوباء أكثر من نصف السكان الأصليين.

أما الأسبان فكان لديهم مناعة من مرض الجدري. ولم يكن كورتيس لينتصر على الآزتك ويغزو المكسيك، مع جيش يبلغ عدده أقل من 900 شخص، دون مساعدة من الجدري.

وهكذا لقى العديد من السكان الأصليين حتفهم عن طريق انتشار المرض الذي دخل دون قصد مع الاستعمار الأوروبي. وبعد 150 عام من وصول كولومبوس إلى الأمريكتين، كان عدد السكان الأصليين قد انخفض بنسبة 80 بالمئة بسبب الأمراض المختلفة ومنها الجدري والحصبة والإنفلونزا. وساهم الهلاك الذي الحقته تلك الفيروسات في محاولات الأوروبيون لتهجير السكان الأصليين وغزوهم.

في القرن الثامن عشر أصبح الجدري مرضًا مستوطنًا في أوروبا؛ حيث كان هناك خمسة أوبئة في لندن فيما بين 1719م و1746م، كما انتشر المرض بصورة كبيرة في كثير من المدن الأوروبية. وبحلول نهاية القرن كان حوالي 400,000 من الأوروبيين يموتون بسبب هذا المرض كل عام. ووصل المرض إلى جنوب أفريقيا عن طريق سفن قادمة من الهند، واجتاح المرض وانتشر في أسترالياعام 1789م. وفي القرن التاسع عشر أصبح الجدري أهم سبب لوفاة سكان أستراليا الأصليين.

وماذا بعد  

دور الأطباء البيطريين واضح وهام عبر التاريخ والأمراض المشتركة تهدد البشرية ما قبل التاريخ ووجود كوادر بيطرية وعلماء داخل مصر تمد ايديها للعون والمساعدة فى انشاء الهيئة العليا للأوبئة

ان التحدى الخطير الذي يهدد البشرية الان كوفيد 19 والذى أصاب ما يقارب 113 مليوون انسان وتسبب في وفاة ما يقارب مليونين ونصف مليوون حتى الان تسارعت شركات عالمية داخل معاملها وانتجت بالفعل لقاح فعال وامن من اليابان والمانيا وامريكا والصين وبريطانيا وتم  طرح اللقاح وبداية التطعيم حول العالم وكان للمجهود الكبير للأطقم الطبية داخل المستشفيات ونقدم لهم كل التحية والشكر والتقدير .

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى