باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه فرع الاسماعيليه – قسم الباثولوجيا الاكلينيكيه
تعتبر الماشية من حيوانات المزرعة ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة كمصدر رئيسي للحوم وإنتاج الألبان في مصر ، ولكن يُعتقد أن إنتاجيتها تتضاءل بشكل كبير بسبب الأمراض الطفيلية التي تسببها طفيليات الدم التي ينقلها القراد مثل البابيزيا والثيليريا وهم من أهم وأخطر أمراض البروتوزوا الممرضة التي تصيب هذه الحيوانات في مصر والتى تنتشر بشكل كبير .
البابيزيا:
تعتبر عدوى البابيزيا في الماشية احد أهم الأمراض التي ينقلها القراد والتي تتميز بالحمى ويسببها طفيل وحيد الخلية أو أكثر من جنس بابيزيا، الشكل الحاد لها يطلق عليه بابيز يوزس “Babesiosis” يتميز بالنمو والتكاثر السريع للطفيل في دم العائل مما يسبب تكسير كرات الدم الحمراء على نطاق واسع مما يؤدى إلى فقر الدم واليرقان ويظهر البول الملون وقد يتحول البراز الى اللون الاسود وتضخم الطحال وغالبا ما يفضى إلى الموت، أما الإصابات تحت الإكلينيكية أو المزمنة والتي يطلق عليها بابيزيازس “Babesiais” والتي غالبا ما تعقب الشفاء من عدوى أولية بالطفيل فانه يصعب تمييزها إكلينيكيا وتكون مصحوبة بفقر الدم ودرجات متفاوتة من الهزال.
الأبقار هي أكثر الحيوانات تأثراً بعدوى البابيزيا وتكون الخسائر الأكثر حدة في الأبقار مكتملة الحساسية للإصابة عند دخولها المناطق الموبوءة، ولذلك فعدوى البابيزيا تعتبر من العقبات المهمة التي تقف حائلا دون برامج تطوير سلالات الأبقار في المناطق الموبوءة، أما الحيوانات المحلية في هذه المناطق غالبا ما تكون محمية بفعل الإصابات الطبيعية التي حدثت لها في حياتها المبكرة ودرجة هذة الحماية تعتمد على درجة هذه الإصابات المبكرة. بخلاف نفوق الحالات الحادة فان المردودات السلبية لأي وباء تشمل إجهاض الأبقار العشار وانخفاض خصوبة الثيران وانخفاض إنتاج اللبن إلى جانب تكاليف العلاج وبرامج مقاومة المرض خاصة مكافحة القراد.
هناك العديد من الأنواع من البابيزيا وهي بابيزيا بيغيمينا ، بابيزيا ديفرجنز ، بابيزيا بوفيس ، وتعتبر B. bovis و B. bigemina من الأنواع الرئيسية التي تؤثر على الماشية الموزعة على نطاق واسع في جميع أنحاء مصر وغيرها من البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية وهي مسؤولة عن معدلات نفوق عالية تصل إلى 50٪ في القطعان المعرضة للإصابة.
الثيليريا :
ومن الطفيليات التى يمكن أن تصيب الماشية أيضا طفيل ” الثيليريا “، حيث ينقل هذا الطفيل نوع من مفصليات الأرجل تسمى القراد، وهذا الطفيل الخارجي يعتبر عائل وسيط، وهو يقضي فترة من حياته على جسم الحيوان ويتغذى على دمه ، فاذا تطفل القراد على حيوانات مصابة بطفيليات الدم، فان هذا الطفيل ينتقل إلى القراد مع الدم ويستكمل الطفيل دورة حياته داخل القراد.
وعندما يتطفل القراد المصاب على حيوان سليم فأنه ينقل الطفيل إلى دم الحيوان وبعد مدة حضانة 1-3 اسبوع داخل جسم الحيوان، تبدأ ظهور أعراض المرض الحادة مثل فقدان الشهية تماماً مع إنعدام حركة الكرش، وارتفاع شديد في درجة الحرارة قد تصل إلى 40 – 41.5، وتؤدى الاصابة بطفيل الثيليريا الى حدوث عتامة على عين الحيوان وهى من الاشياء المميزة للمرض، وكذلك الاصابه بهذا الطفيل تؤدى إلى نقص وزن الحيوان وهبوط مفاجىء وسريع فى ادرار اللبن، والاجهاض فىالعشار، وقد تنتهي الحالة الحادة إلى النفوق.
وفي الحالات المزمنة للمرض، تتضخم الغدد الليمفاوية خاصة في حالة الإصابة بطفيل الثيليريا، وكذلك الهزال والانيميا واليرقان( الصفراء) مع ضعف مقاومة الحيوان للأمراض الاخرى، والإصابة تكون شديدة في الحيوانات الاجنبية التي تستورد من مناطق خالية من المرض وتنتهي بالنفوق في بضعة ايام.
التشخيص (Diagnosis):
1-الثيليريا:
يعتمد النشخيص على ظهور الأعراض وتواجد القراد على جسم الحيوان كما يعتمد على التشخيص الميكروسكوبي للطفيل في الدم، حيث يمكن التعرف على الطفيل في شرائح افلام الدم المصبوغة بصبغة جيمسا.. ويفضل ان تكون العينات ما خوذة اثناء ذروة الارتفاع في درجة الحرارة، حيث تكون نسبة اصابة كرات الدم الحمراء في ذروتها.
اما الحيوانات النافقة فيتم اخذ افلام على شرائح من تجويف القلب وارتشاحات الانسجة الداخلية للكبد. والطحال والكلوتين والغدد الليمفاوية. ويفضل في جميع الافلام ان تثبت بالكحول فورا.
ويلاحظ عند التشخيص ان بعض الحالات تكون مصابة بنوع او اكثر من طفيليات الدم.
التشخيص المعملى:
یتأكد التشخیص المبدئي برؤیة البیروبلازما داخل كرات الدم الحمراء في مسحات الدم المصبوغه بصبغة جیمسا أو برؤیة المنقسمات (schizonts) أو المنقسمات الكبرى macro-schizonts كما يمكن التعرف علي Koch’sbluebodies والتي تعرف بأجسام كوخ الزرقاء فى المسحات التشریحیة المأخوذة من الكبد أو الغدد اللیمفاویة السطحیة المصبوغة بصبغة جیمسا
2-البابيزيا:
ظهور أعراض الإصابة بالمرض إلى جانب تواجد القراد على الحيوان.
- عمل مسحات من دم الحيوان المشتبه إصابته وصبغها بصبغة الجيمسا وفحصها ميكروسكوبيا للتأكد من وجود طفيل البابيزيا داخل كرات الدم الحمراء
- إستخدام بعض الطرق السيرولوجية مثل الإليزا للكشف عن وجود الأجسام المناعية لطفيل البابيزيا بدم الحيوان المشتبه إصابته بها
الوقاية والعلاج:
- مقاومة الطفيليات الخارجية، وذلك بمداومة رش او تغطيس الحيوانات في محلول المبيدات .
- عدم تعريض الحيوانات للإجهاد مثل سوء التغذية، التقلبات الجوية و رد فعل اللقاحات.
- عزل الحيوانات المشتبه فيها للتشخيص والعلاج لمنع انتشار العدوى.
- ولعلاج الثيليريا تعطى مستحضرات تحتوي على بارفاكون (Parvaquone) مثل كلوكسون وغيرها.
- يعطى تتراسيكلين (اوكسي تتراسيكلين) 500 جم/طن علف للوقاية اثناء انتشار المرض، ويعطى الحيوان المصاب كلورتتراسيكلين بمعدل 11 ملج/كجم من وزن الجسم. حقن في العضل يوميا لمدة 10 ايام او اعطاء اوكسي تتراسيكلين لمدة 5 ايام بمعدل 22 ملجم/كجم من وزن الجسم في العضل يوميا.
- فى حالة الأصابهبالبابيزيا نقوم بعزل الحيوانات المصابة وعلاجها بعقار الإميزول(Imizol) بجرعة 2 مل / 100 جرام وزن حي وذلك عن طريق الحقن في العضل ، وكلما بدأ في العلاج مبكرا كانت الفرصة للشفاء كبيرة.
مقال مفيد، شكراً.
يرجى تصحيح الخطأ المطبعي في آخر المقال; حيث أن جرعة الاميزول 2-2.5 مل/100 كيلو جرام
و يمكن كبديل إعطاء الحيوان المصاب بالبابيزيا الدواء: انتروبار، بمعدل امبول لكل 300كجم