غدا هو الذكرى ال 52 لاستشهاد بطل الابطال ..
يوم 9 مارس 1969 … يوم “الشهيد”
تاريخ لا ينسى فى حياة المصريين وفي تاريخ الاحرار … يوم ولد النصر من رحم الهزيمة … يوم ولدت العزيمة من غياهب اليأس يوم ولد الاصرار من ثنايا الاحباط …
انه يوم ..
استشهاد الفريق البطل الشهيد / عبد المنعم رياض … رئيس أركان القوات المسلحة المصرية فى مقدمة الصفوف … انه “الجنرال الذهبي” … لقد استشهد بلباسه العسكري ودفن بها .
واستشهد معه حارسه الخاص وهو ابن عمي من قرية قلعة المرازيق – الجيزة – الجندي الشهيد حمدي مهدي عيسى والذي اشتهر بين اقرانه بمحبة مختلف اهالي القرية وكان حريصا خلال عودته للقرية اياما معدودة لانشغاله الدائم بالالتحاق بجولات الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض وكان ابن عمي مثالا للالتزام الوطني والانتماء للدولة المصرية وهو ما انعكس علي علاقاته مع اقرانه وزملاءه واسرته حتي اضحت مثالا يتناقل سيرته النخبه من اهالي القرية.
“لقد حقق أجدادنا أعظم البطولات، وخلفوا لنا تراثا عريضا يجب أن نصونه، ومستقبلا علينا أن نطوره ولن يكون ذلك إلا بهمة الرجال الأقوياء والناس يولدون فتصنعهم ظروفهم وبيئاتهم، ولابد من أن نصنع نحن في الجيش الرجال الأقوياء”…من أشهر أقوال الفريق الشهيد «عبد المنعم رياض» ..
فهو قائد عسكري من طراز فريد ...
هو الشهيد البطل / الفريق محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله – قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، كما شغل من قبل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية و عين عام 1964 رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967 عين كقائدا عاما للجبهة الأردنية.
الميلاد: 22 أكتوبر 1919، بقرية سبرباي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، وقد درس الشهيد في كتاب القرية وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة السيدة نفيسة بالعباسية ثم بمدرسة العريش الابتدائية ثم انتقل إلى مدرسة الرمل الابتدائية بالإسكندرية وقد التحق بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية.
شارك الفريق عبد المنعم رياض في الحرب العالمية الثانية عام 1939 بالصحراء الغربية ومرسى مطروح، ثم شارك في حرب فلسطين عام 1948، وبعد ذلك تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في مايو 1952 ثم عين في يوليو 1954 قائدا للمدفعية المضادة للطائرات.
ثم سافر إلى إنجلترا، حيث حصل على تدريب خاص في سلاح المدفعية المضادة للطائرات بكلية “مانويير” بإنجلترا بتقدير امتياز، ثم استكمل دراسته بأكاديمية “وولتش” العسكرية، كما تلقى دراسات بالولايات المتحدة الأمريكية وقضى عدة سنوات في أرقى الكليات العسكرية بالاتحاد السوفييتي، حيث أطلق عليه الروس لقب “الجنرال الذهبي”.
كما شارك في حرب السويس “العدوان الثلاثي” عام 1956، وفي 10 مارس 1964 صدر قرار بتعيينه رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، ورقي إلى رتبة “فريق” في 21 أبريل 1966، ثم عُين قائدا لمركز القيادة المتقدم في الأردن ثم عُين قائدا للجبهة الأردنية.
بعد أيام من نشوب حرب يونيو 1967 عُين عبد المنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، وبدأ على الفور في إعادة بناء القوات المسلحة ونجح فيها بشكل أذهل الجميع.
وقد حقق رياض انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة “رأس العش” التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وذلك في آخر يونيو 1967 وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968.
وفي الثامن من مارس 1969 يقرر الفريق البطل عبد المنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة المصرية وقتئذ والمسئول عن الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف أن يُشرف على تنفيذها بنفسه لتنطلق نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر فى ساعات قليلة وتدمر جزء من مواقع خط بارليف وإسكات بعض مواقع مدفعيته فى أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.. وفى صبيحة اليوم التالى الأحد 9 مارس 1969 قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده فى القتال داخل أكثر المواقع تقدماً والتى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق ليشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياة الفريق البطل، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التى كان يقودها الفريق بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى الفريق عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا فى الجيش متأثرا ًبجراحه وليصبح هذا اليوم هو ذكرى سنويه ويوماً للشهيد المصرى .
ومن اقوال الشهيد البطل:
“لا أصدق أن القادة يولدون، إن من يولد قائدا قلة من الناس لا يقاس عليهم، كخالد بن الوليد مثلا، ولكن القادة العسكريين يُصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة، إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم والقائد الذي يقود هو الذي يملك المقدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد ذلك القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار”.
“لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد، شرف كل رجل وكل امرأة”.
“إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه”.
تحية اعزاز وتقدير لكل شهدائنا الابرار على مر العصور والازمنة … دمائكم نبراسا لنا وتضحياتكم قناديل من نور … رحمكم الله وجعلكم في عليين مع الانبياء والشهداء ..
9 مارس 2021