د شاكر أبوالمعاطي يكتب: التباين المناخي وتداخل الفصول يعيد تقييم الخريطة الزراعية

رئيس قسم بحوث الأرصاد الجوية – المعمل المركزي للمناخ الزراعي

هناك اختلاف كبير فى المناخ الحالى عما سبق حيث كان يتسم كل فصل من فصول السنه بصفاته سواء كان صيفا ام شتاءا او ربيعا ام خريفا ومن خلال قراءات المناخ فى السنوات الأخيره لوحظ تغيرا ملحوظا فى عناصر المناخ حيث ارتفاع الحرارة عن المعدلات الطبيعيه التى كان يتسم بها المناخ المصرى وكذلك معدلات هطول الامطار.

وتلاحظ سقوط الامطار فى الخريف او حتى فى الصيف مما يؤكد على تغير المناخ وايضا تداخل الفصول مع بعضها البعض ومن هنا تلاحظ اختلافات مناخيه كبيره عما سبق حيث كان يسود الاستقرار فى المناخ وعناصره دون الدخول فيما يسمى المناخ المتطرف وخروج العناصر المناخيه عن معدلاتها فى الفصول المناخية الاربعه.

وتلاحظ فى هذا الشتاء اختلافات كبيره فى عناصر المناح حيث ساد الدفى معظم موسم الشناء اثناء قترات النهار والبروده اثناء الليل واتساع الفارق بين درجة حرارة الليل والنهار كل هذا يؤدى الى اضظراب فسيولوجى فى النبات والكائنات الماصحبه مما يؤدى الى ارهاق المزارع وزيادة التكلفة فى العملية الانتاجيه وايضا زيادة معدلات الرى لمواجهة الاجهاد الحرارى حيث فى هذه الايام ارتفاع درجات الحرارة ما يقارب 8 درجات مئويه عن المعدلات الطبيعيه .

هذا فى عالم النبات من اخطر ما يكون حيث معظم النباتات فى مراحل حرجه مثلا الفاكهة كلها فى مراحل تزهير وعقد وكذلك القمح والفول البلدى فى مراحل إمتلاء الحبوب ومع الارتفاع فى درجات الحرارة يؤثر على فسيولوجيا النبات ويحدث اجهاد حرارى ويحدث تساقط للازهار او العقد الحديث وكذلك ضمور فى الحبوب وبالتالى نقص فى كميه الانتاج بالاضافة الى ظهور وانتشار العديد من الامراض والحشرات.

وقد نبهنا مرارا على اهمية متابعة النشرات الجويه الزراعية للتدخل السريع قبل حدوث المشكله وتقليل الاضرار قدر المستطاع حيث نشا عن هذه الاختلاف فى الحرارة عدم تزهير الزيتون هذا الموسم او بمعنى ادق نسب تزهير بسيطه لعدم استيفائه احتياجاته من البروده وكذلك دفع المانجو للتزهير مبكرا وما يصاحب ذلك من ظهور امراض البياض الدقيقى وكذلك مرض البياض الزغبى على العنب وظهور العناكب والحلم الدودى على الفول البلدى والبطاطس والطماطم وغيرهم من المشكلات التى حدثت نتيجة النباين الحرارى وعدم انتظام العناصر المناخيه خلال الفصول المختلفة.

لذا يجب الاخذ فى الاعتبار ما يلى:-
1. الاهتمام بالقراءات المناخيه ومردود ذلك على الزراعات القائمه
2. الاهتمام بمواعيد الزراعه
3. حساب احتياجات البردوة والوحادت الحراية لكل محصول
4. الاهتمام بعملية الرى حيث يعتبر خط الامان الاول لتلك التباينات المناخيه
5. الاهتمام بعملية التسميد والمركبات التى تواجه الاجهادات المناخيه
6. متابعه الاصابات المرضيه والحشريه والتدخل فى التوقيت الامثل
يعتبر هذا جزء عن بعض الاثار والمواجهه لتلك الاختلافات المناخيه واثرها على قطاع الزراعه ….

وللحديث بقيه