الأخبارالانتاجالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

 د عبدالسلام منشاوي يكتب: تأثير موجة الحر علي زراعات القمح وكيفية المواجهة

>> يختلف الضرر في حالة ارتفاع درجة الحرارة لمدة يومين أو ثلاثة ثم تعود الى معدلاتها الطبيعية عن الحرارة العالية طوال فترة امتلاء الحبوب

رئيس بحوث متفرغ – قسم بحوث القمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تتعرض مصر في هذه الأيام لموجة من الحرارة المرتفعة مع سرعة الرياح. وفي مثل هذه الظروف دئما ما يتساءل البعض هل هناك تأثير على نمو وإنتاجية القمح في مثل هذه الحالات وهل هناك وسائل لمواجهة مثل هذه الظروف من خلال الرش بمواد معينة أو معاملات زراعية خاصة.

ومن المعلوم أن القمح في مصر حاليا في مرحلة امتلاء الحبوب، فقد يكون في الطور المائي أو اللبني أو العجيني حسب ميعاد الزراعة. وحينما يتعرض القمح للحرارة المرتفعة في مرحلة الامتلاء يعرف بالإجهاد الحراري النهائي حيث يكون القمح في المرحلة النهائية من مراحل النمو وهي مرحلة الامتلاء وتكوين الحبوب وكذلك نهاية حياة النبات.

ويعد الإجهاد الحراري في مرحلة الامتلاء (الإجهاد الحراري النهائي) أحد أهم العوامل المحددة والتي تؤثر على نمو وإنتاجية القمح الربيعي. ويختلف الضرر في حالة ارتفاع درجة الحرارة لمدة يومين أو ثلاثة ثم تعود الى معدلاتها الطبيعية عن الحرارة العالية طوال فترة امتلاء الحبوب.

ففي الحالة الثانية يكون الضرر كبير، في حين في الحالة الأولى يكون الضرر محدود جدا وقد لا يكون هناك أثر خصوصا إذا كانت درجات الحرارة في طوال فترة الامتلاء في نطاق معدل درجات الحرارة العادية في مثل هذه الفترة وربما لو كانت درجات الحرارة أقل من معدلاتها الطبيعية في فترة الامتلاء فقد لا يكون هناك ضرر نهائي بل قد تعوض درجات الحرارة المنخفضة تلك الفترة وتكون لصالح النبات في الاتجاه الإيجابي.
وتشير توقعات بيانات   الأرصاد الجوية إلى انخفاض درجات الحرارة خلال باقي موسم القمح عن معدلاتها الطبيعية بما يبشر بعدم حدوث ضرر يذكر إن شاء الله على المحصول بل قد يكون هناك اتجاه إيجابي لصالح المحصول العالي طالما أن محصول القمح لم يتعرض لإجهادات أخري مثل نقص الري أو الملوحة أو خلافه.
الحرارة المثلى خلال فترة امتلاء الحبوب هي 18-20 درجة مئوية. عندما ترتفع درجات الحرارة عن 30 درجة مئوية خلال فترة امتلاء الحبوب يحدث انخفاض في إنتاجية الحبوب لأصناف القمح من خلال نقص وزن الحبوب. وتسبب درجات الحرارة العالية انخفاض الإنتاجية المحصولية من خلال التأثير على العمليات الفسيولوجية والكيميائية الحيوية والجزيئية. ويتوقف الضرر الناتج عن درجات الحرارة العالية والتي تتجاوز الحد الأمثل على شدة ومدة ووقت حدوث الإجهاد الحراري، ومرحلة نمو النباتات.
أهم العوامل المرتبطة بانخفاض الإنتاجية تحت ظروف الإجهاد الحراري هي  زيادة عقم الأزهار نتيجة لفشل عملية التلقيح والإخصاب. كما تعمل درجات الحرارة العالية على تقصير فترة النمو، وتؤدي إلى انخفاض اعتراض الضوء وتؤثر على التمثيل الضوئي والنتح والتنفس وكل ذلك يسبب انخفاض وزن الحبوب أو ما يعرف بضمور الحبوب.

وقد تختلف الأصناف في درجة الضرر الحادث نتيجة الحرارة العالية فهناك اصناف لها القدرة على التحمل النسبي لدرجات الحرارة العالية وأصناف أخرى أكثر تضررا من الحرارة المرتفعة. و في الغالب فأن أصناف القمح التي تمتلك القدرة على ثبات وزن الحبوب في ظل ظروف الحرارة العالية يكون لديها درجة عالية من التحمل الحراري .

ويجب التنويه والتأكيد على عدم وجود أي توصية برش أي مواد معينه ولكن يجب عدم تعريض النبات لتعطيش ولكن يجب الحذر من الري وقت هبوب الرياح حتى لا يسبب الرقاد للنباتات والذي ينتج عنه خسائر كبيرة ويؤدى إلى نقص في الإنتاجية النهائية للمحصول .

اسأل الله العظيم أن يحفظ مصر من كل مكروه ويجعله موسم خير وبركة على الوطن والزراع .

 

زر الذهاب إلى الأعلى