د عبدالسلام منشاوي يكتب: إستنباط أصناف «القمح» المصري لتعزيز وزيادة إنتاجية المحصول
>>برنامج بحوث القمح ديناميكي وفعال في إنتاج واستنباط أصناف القمح الجديدة ذات المحصول المرتفع والمقاومة للأصداء
رئيس بحوث متفرع – قسم بحوث القمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر
قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تأثراً بالظروف المناخية. والزراعة هي مفتاح التقدم الاجتماعي والاقتصادي لمعظم البلاد وكذا في مصر، فهي تلعب دوراً رئيسياً في الاقتصاد القومي المصري.
وتشير العديد من الدراسات إلى حدوث تأثيرات للتغيرات المناخية على إنتاجية عدد من المحاصيل الزراعية. وتتوقع بعض الدراسات أن يكون هناك نقص في محصول القمح وزيادة في الاحتياجات المائية للمحاصيل الرئيسية بسبب للتغيرات المناخية.
ولتخفيف المخاطر يجب إحداث تغيرات جذرية في السياسات الزراعية والمائية الحالية تركز على إعطاء قدر أكبر من الاهتمام للإسراع بمعدل النمو في إنتاجية المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى مضاعفة الإنفاق على البحوث الزراعية خصوصا البحوث المتعلقة باستنباط وتطوير الأصناف وخاصة الأصناف المتحملة للملوحة والحرارة والجفاف والأصناف قصيرة العمر والمقاومة للأمراض والآفات.
إن زراعة أصناف من القمح تتحمل درجات الحرارة المرتفعة بالإضافة إلى مقاومتها للجفاف إلى جانب زراعة القمح في الميعاد المناسب مع الالتزام بالسياسة الصنفية لأصناف القمح على المناطق الجغرافية من الممكن أن يمنع التأثيرات السلبية المتوقعة أو على الأقل يخففها، ويتطلب ذلك برامج بحثية قوية لتلبي تلك المتطلبات.
يعتبر استنباط أصناف قمح ذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض خاصة أمراض الأصداء الثلاثة (الصدأ الأصفر وصدأ الأوراق والصدأ الأسود) وذات جودة عالية في صناعة الخبز هو الهدف الرئيسي لبرنامج التربية في قسم بحوث القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية. بالإضافة إلى تطوير الأصناف المتحملة للملوحة والحرارة والجفاف والأصناف قصيرة العمر.
وقد استطاع برنامج بحوث القمح على مر السنين استنباط العديد من الأصناف ذات الإنتاجية العالية مما أدى إلى زيادة إنتاجية الفدان من 9,5 أردب للفدان في نهاية السبعينات إلى متوسط18,5 أردب للفدان حاليا كما أن سقف إنتاجية هذه الأصناف يصل من25-28 أردب للفدان لدى المزارعين المتميزين.
ولقد كان ومازال برنامج بحوث القمح ديناميكي وفعال في إنتاج واستنباط أصناف القمح الجديدة ذات المحصول المرتفع والمقاومة للأصداء.
وهناك على مدار السنوات الماضية العدية من الأصناف تم إلغائها بسب كسر المقومة وإحلال أصناف محلها.
كما يتم وضع سياسة صنفيه تتماشى مع هذه الأهداف وإلغاء أي أصناف تنكسر مقاومتها للأمراض وإحلال أصناف جديدة مقاومة محلها وزيادة مساحات إكثار الأصناف المقاومة.
وفي المواسم الماضية 2018/2019 و 2019/2020 ظهرت الإصابة بمرض الصدأ الأصفر، والتي تتكرر في سنوات متفرقة حيث تهدد زراعة القمح نظرا لخطورتها.
إلا أن تنوع الأصناف واختلاف درجات مقاومتها أدى إلى عدم حدوث خسائر فادحة في المحصول، وكانت شدة الإصابة بنسب مختلفة بين الأصناف.
وتشمل السياسة الصنفية الحالية لقسم بحوث القمح العديد من الأصناف سواء كانت أصناف قمح المكرونة أو قمح الخبز. فأصناف قمح المكرونة والتي يوصى بزراعتها في الوجه القبلي وتشمل أصناف بني سويف 1 وبني سويف 5 وبني سويف 6 وبني سويف 7 وسوهاج 4 وسوهاج 5.
أما أصناف قمح الخبز التجارية المتداولة والتي تزرع في مصر سواء في الوجه البحري أو القبلي فهي سدس 14وجيزة 171 و جميزة 12وسخا 94 ومصر 1 ومصر2 وسدس 12 وشندويل 1 وجميزة 11 وجيزة 168 بالإضافة إلى الأصناف الجديدة حديثة التسجيل وعالية المقاومة للأصداء وهي سخا95 ومصر3 والتي سوف يتوفر لها تقاوي معتمدة لدى إدارة التقاوي والشركات لتوزع على المزارعين في الموسم القادم لكي تحل محل الأصناف القابلة للإصابة (سدس 12 وشندويل 1 وجميزة 11) والتي سوف يتم إلغائها حيث أن وجودها ضمن السياسة الصنفية تمثل خطورة على زراعة القمح المصري.
كما انه يجرى حاليا تسجيل أربعة أصناف جديدة من قمح الخبز أظهرت درجة عالية من المقاومة للصدأ الأصفر وهم مصر 4 وسخا 1002 ونوبارية2 وشندويل2 وتقوم إدارة فحص واعتماد التقاوي حاليا بعمل اختباراتDUS لها للموسم الثاني وبعدها في موسم 2021/2022 يبدأ إكثار تقاوي الأساس لها بعد التسجيل . كما يجرى تسجيل صنف قمح مكرونه وهو بني سويف8 وتقوم إدارة فحص واعتماد التقاوي حاليا بعمل اختباراتDUS للموسم الثاني له.
ولا يتوقف دور قسم بحوث القمح على برنامج التربية والمعاملات فقط بل يتم نقل التكنولوجيا الجديدة لزارعة القمح إلى حقول المزارعين حيث يتم التعريف بالأصناف الجديدة والتوصيات الفنية الخاصة بزراعة الأصناف الحديثة والتوعية بأهمية زراعة الأصناف المقاومة للإمراض والتعريف بالسياسة الصنفية الجديدة من خل الندوات قبل الزراعة والتعريف بالتوصيات الفنية في الحقل أثناء الموسم من خلال المدارس الحقلية والندوات الحقلية وأيام الحقل وأيام الحصاد.
ولكي تستمر فاعلية قسم بحوث القمح في تعزيز وزيادة إنتاجية محصول القمح بمصر فإن خطة قسم بحوث القمح تتمثل في الدعم والتركيز على السياسة الآتية:
- الاستمرار في استنباط الأصناف عالية الإنتاج مع المقاومة للأصداء وإدخال جينات المقاومة بها.
- الإسراع بإكثار تقاوي المربي والأساس للأصناف المستنبطة حديثا والمقاومة للأصداء لتحل محل الأصناف القابلة للإصابة.
- التعاون مع قسم بحوث أمراض القمح في تحديد موقف الأصناف المصرية من السلالات المرضية الأكثر عدوانية والأشد شراسة ومعرفة مدى قدرتها المرضية على إصابة الأصناف المزروعة والسلالات المبشرة.
- التعاون مع قسم بحوث أمراض القمح في معرفة جينات المقاومة التي ما زالت فعاله والاستفادة منها بإدخالها في الأصناف المصرية من خلال برامج التربية.
- تعزيز الأصول الوراثية المقاومة سواء المحلية أو المستوردة من خلال الاتصال بمحطات التربية المتخصصة في العالم لتبادل الأصول الوراثية المقاومة واستخدامها في البرامج التربية القومية.
- الاستمرار في دعم وإتباع السياسة الصنفية لإحلال الأصناف المقاومة محل الأصناف القابلة للإصابة.
- مداومة المتابعة والفحص خلال مواسم زراعة القمح لاكتشاف الإصابات المرضية للأصداء مبكراً للحد من حدوث ضرر كبير في إنتاج القمح، وذلك من خلال الاستمرار في عقد ندوات ومؤتمرات للتعريف بالمرض وخطورته وأهمية زراعة الأصناف المقاومة والتوعية باستخدام المبيدات الفطرية في حالة ظهور سلالات مرضية جديدة ويتم الرش بالتعاون بين كل منقسم بحوث القمح وقسم بحوث أمراض القمح وجهاز الإرشاد الزراعي بالمحافظات مع ضرورة دعم جهاز الإرشاد الزراعي لأداء مهامه المنوط بها.
- التنبيه والتشديد على ضرورة التزام الجهات المعنية بإنتاج وتوزيع التقاوي بالسياسة الصنفية الموضوعة من قبل قسم بحوث القمح وعدم توزيع تقاوي الأصناف القابلة للإصابة في محافظات الدلتا والمناطق للمنوع زراعتها بها.
- دعم الجهات الإعلامية بالمادة العلمية لزيادة التوعية الإعلامية بأهمية زراعة الأصناف الحديثة المقاومة للأمراض والتعريف بأهم المبيدات الفطرية في حالة ظهور الإصابة مع ضرورة توفير مبيدات موثوق فيها.
- التعاون والاستفادة من معلومات قسم بحوث أمراض القمح والمبنية على جمع عينات الصدأ وإرسالها إلى الجهات المتخصصة وفحصها وتحليلها وتعريف التراكيب الوراثية من الفطر والسلالات الفسيولوجية المنتشرة تحت الأجواء المصرية وهل هناك طرز وراثية جديدة من عدمه.
نسأل الله أن يجعل هذا الموسم موسم خير وبركة على الوطن والزراع.