«الفاو»: حالة الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا «مطمئنة» لهذه الأسباب
>> خبراء الفاو يتوقعون تعرض شمال أثيوبيا والصومال وكينيا لموجة من الجفاف
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» توقعاتها الخاصة بأوضاع الجراد الصحراوي في شرق القارة الأفريقية وأن الوضع تحت السيطرة بفضل جهود المكافحة علي نطاق واسع من الحكومات بدعم المنظمة الدولية خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية، إضافة إلى قلّة الأمطار.
ووفقا لتقارير «الفاو»، لم تبلغ بعد الأسراب الموجودة في كلّ من إثيوبيا والصومال وكينيا مرحلة البلوغ وهي على انحسار. وفي ظلّ غياب الأمطار، لن تبلغ هذه المرحلة وستعجز عن التكاثر. ومن شأن موسم الأمطار المقبل الذي من المتوقع أن يكون جافًا بقدر أكبر من المعتاد أن يساهم بدرجة أكبر في انحسار الجراد.
وأعرب تقرير الفاو عن ثمة تفاؤل حذر إزاء تبدّد الطفرة في القرن الأفريقي خاصة في حال حدّت قلّة الأمطار من التكاثر خلال فصل الربيع الحالي وإذا ما ترافق هذا أيضًا مع قلّة الأمطار خلال فصل الصيف في شمال شرق إثيوبيا والصومال.
وأوضح التقرير ان الأسراب التي تعمل الحكومات على مكافحتها تتراوح حاليًا من بضع هكتارات إلى 30 هكتارًا وتحتوي على عدد أقلّ بكثير من الحشرات. مقارنة بحجم أحد الأسراب الذي كان موجودًا العام الماضي في شمال كينيا كان يبلغ قرابة 000 2 كيلومتر مربع.
وحذر التقرير من مخاطر الجراد الصحراوي علي الزراعة والإنتاج الزراعي وأن الجراد الصحراوي بمثابة قنبلة بيولوجية موقوتة إذا ما توافرت له الظروف المواتية. كما أنّ الجراد يحترف البقاء على قيد الحياة ويعرف تمامًا كيفية التعامل مع الظروف الجوية في ظلّ تغير المناخ.
وأعرب التقرير عن مخاوفه من حدوث مفاجات قد تؤدي إلي ظهور الجراد بصورة كبيرة في أسراب عملاقة بفعل أحوال جوية غير اعتيادية نتيجة هطول كميات غزيرة على غير عادة من المتساقطات خارج موسمها وتسبب بانفجار عملية التكاثر.
وحذر من خفض المواجهة في هذه المرحلة بالذات وسيكون خطأً مميتًا. مشددا علي إنه ينبغي تكثيف مهام المراقبة للحفاظ على المكاسب ورصد أيّ انتعاش في نشاط الجراد. وإنه لا بد من وجود أكبر عدد ممكن من الفرق الميدانية للبحث بشكل فاعل عن أي مواطن لتفشي الجراد. ويجب أن تكون فرق المكافحة كافة على أتمّ الجهوزية للتدخل على وجه السرعة. وإذا ما بقيت الاتجاهات الراهنة على حالها، قد تُرفع “حالة الإنذار القصوى” عن العمليات بعد فصل الصيف .
وأشار تقرير الفاو إلي إنه من المسلّم به على نطاق واسع أنّ الاستراتيجية الفعالة الوحيدة لمواجهة فورة الجراد الصحراوي بهذا الحجم هي تلك التي تستخدم مبيدات الآفات المعتمدة. هذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة، لا بل إنّ تداعيات عدم التدخل من حيث القضاء على المحاصيل الغذائية والمراعي في منطقة تعاني في الأساس الأمرّين جراء ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي فيها، هي تداعيات غير مقبولة.
وأوضح التقرير إنه رغم أنّ المبيدات الكيميائية المستخدمة في عملية المكافحة قد تشكل خطرًا على صحة الإنسان والحيوان. لكن بالإمكان إدارة المخاطر من خلال اتخاذ التدابير الاحترازية الضرورية والتقيّد بطرق الاستخدام الصحيحة بحذافيرها.
ولفتت «الفاو»، إلي أن ثمة بدائل بيولوجية لكنها قد لا تكون متاحة بالكميات الكافية وبالسرعة اللازمة في حالة أسراب بهذا الحجم. موضحة أنّ المنظمة وشركاءنا الحكوميين قد استخدموا بالفعل المبيدات البيولوجية خلال الفورة الحالية حينما سمحت الظروف باستخدام هذا الحلّ البطيء المفعول.
وأشارت منظمة الأغذية والزراعية إلي أن هناك أبحاث موسعة جارية حاليًا في مجال المكافحة البيولوجية ووسائل أخرى للمكافحة غير الكيميائية للجراد. وينصب التركيز في الوقت الراهن على العوامل الممرضة ومنظّمات نمو الحشرات. ولا تزال إلى الآن عملية المكافحة بواسطة حيوانات مفترسة طبيعية والطفيليات عملية محدودة، حيث أنّ عدد الجراد يفوق بسهولة عدد أعدائه خلال الفورات، فيما تهاجر الأسراب بسهولة بعيدًا تاركة أعداءها خلفها.
وشدد التقرير علي إن المنظمة الدولية لم تسجل أي حوادث بيئية أو صحية في المنظمة. لكن لا بد من التنويه أيضًا بما حققته هذه العمليات من حيث تجنيب المعاناة البشرية. فقد سمحت عمليات مكافحة الجراد بتجنّب خسارة 4 ملايين طنّ من الحبوب و790 مليون ليتر من الحليب ومكّنت من حماية الأمن الغذائي لنحو 34.2 مليون شخص وتجنّب خسائر في الحبوب والحليب تقدّر بحدود 1.54 مليون دولار أمريكي