د شكرية المراكشي تطالب بلجنة عليا لترشيد إستهلاك المياه ومواجهة «الشح المائي»
>>إنتاج كجم أرز يستهلك 2500 لتر من المياه و إنتاج كجم من اللبن يحتاج إلي 1000 لتر ماء
طالبت الدكتورة شكرية المراكشي الخبير الدولي في الزراعات البديلة للمحاصيل غير التقليدية بسرعة تشكيل لجنة عليا من وزارتي الزراعة والمياه والكهرباء والغرف التجارية الصناعية وكبار رجال الأعمال المعنيين لدراسة مواجهة قضايا «الشح المائي»، الذي ينذر بالخطر إذا تأخرنا في إصدار القرارات السيادية التي تلزم الجميع بالمحافظة على هذا المصدر الشحيح والمكلف أيضا وترشيد استخداماته.
وشددت «المراكشي»، في تصريحات صحفية السبت علي إنه ينبغي أن لا ننسى عوامل الهدر الأخرى كالتسرب في شبكات المياه وعدم الأخذ بأسباب الترشيد المنزلي وتنقية مياه الصرف الصحي والتساهل في تطبيق قرار منع مغاسل السيارات . كما ينبغي أيضا التوسع في مجال أبحاث ودراسات المياه والاستفادة القصوى من تقنيات النانو في خفض تكلفة تحلية المياه والتلوث البيئي.
ولفتت الخبير الدولي في الزراعة إن المياه مورد طبيعي محدود يستهلك 70 إلى 80% من المياه العذبة في الزراعة، مشيرة إلى أن مشكلة نقص المياه هي من أوائل المشكلات والقضايا البيئية إن لم تكن الأولى على الاطلاق.
وقالت «المراكشي»، ان تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية في العالم “المياه وتغير المناخ”، الصادر في 22 مارس من العام الماضي كشف أن التغير المناخي سيؤثر على إمكانية توافر المياه اللازمة للاحتياجات البشرية الأساسية، ما سيترتب عليه تقويض حقوق المليارات من البشر في التمتع بمياه شرب نظيفة وخدمات صرف صحي. إذ يحذر التقرير من أن يفقد 52٪ من سكان العالم، بحلول عام 2050، فرص الحصول على حقهم في مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي، من جَرَّاء تأثير التغيُّر المناخي على موارد المياه؛ مشددًا على الارتباط الوثيق بينهما
وأضافت الخبيرة الدولية في الزراعة ان استهلاك المياه عالميًّا، خلال المئة عام الماضية، ارتفع بمقدار ستة أضعاف، وما زال ينمو باطراد بمعدل 1٪ سنويًّا، بفعل تزايُد السكان، والتنمية الاقتصادية، وتغيُّر أنماط الاستهلاك. وتشير التقديرات إلى أن التغير المناخي -خاصةً الأحداث المناخية المتطرفة، مثل هبوب العواصف ووقوع الفيضانات والجفاف سوف يؤدي إلى تفاقُم الوضع في البلدان التي تعاني بالفعل من “الإجهاد المائي”، وستولد مشكلات مماثلة في مناطق جديدة وهذا ما سيعطل التنمية المستدامة.
وأوضحت «المراكشي» إن التغير المناخي يحرم 52٪ من سكان العالم من مياه الشرب النظيفة بحلول ٢٠٥٠ وأن تقرير للأمم المتحدة يتوقع تدهور نصف المناطق الزراعية في مصر والعراق والمغرب واليمن مع ارتفاع الحرارة 4 إلى 5 درجات.
وأشارت الخبيرة الدولية في الزراعة إلي ان الأرقام تكشف بعض الحقائق الغائبة أمام الراي العام الدولي والمحلي ومتخذي القرار منها ان استهلاكنا للمياه أكثر مما نتصور حيث يبلغ معدل استخدام المياه المباشر للفرد علي المستوي العالمي يومياً حوالي من 130 لتراً. ولكن هذا في الظاهر فقط، إذ إضافة إلى هذه الكمية، يستهلك كل فرد يومياً منتجات زراعية وصناعية تحتوي في طياتها على 4000 لتر من المياه، وهو ما يطلق عليه الاستهلاك غير المباشر للمياه.
ولفتت «المراكشي»، إلي أن إنتاج البيضة الواحدة يحتاج إلي 196 لترًا من الماء ،بينما يحتاج إنتاج واحد كيلو جرام من الذرة إلي 1222 لترًا من الماء ، وإنتاج واحد كيلو جرام من الموز يحتاج 790 لتر ماء، و 1 كيلو جرام من الفول الأخضر يحتاج 586 لتر ماء، وواحد كيلو جرام من الطماطم يحتاج 214 لترًا من الماء، موضحة أن انتاج كيلوجرام واحد من البطيخ يستهلك مترا مكعبا من المياه المخصصة للري. ويلزمنا 130 لتراً من المياه الافتراضية لإعداد كوب واحد من حبوب البن، وهو ما يعادل استهلاك الفرد المباشر للمياه يوميا. وبما أن القهوة شراب يستمتع به عدد كبير من البشر، تستنزف صناعة القهوة 85 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.
وأشارت الخبيرة الدولية في الزراعة إلى أن إنتاج واحد كيلو جرام من محاصيل الذرة أو الأرز أو القمح يحتاج إلى 1222 لتراً من المياه لتلبية الإحتياجات المائية اللازمة لزراعة أيا من المحاصيل الثلاثة. لإنتاج 845 مليون طن من الذرة.
وأوضحت «المراكشي»، إنه بما أن الولايات المتحدة أكثر بلاد العالم إنتاجاً للذرة، فهي أيضاً أكثر من يستهلك ماءً في زراعتها لتصل إلى 760 لتر ماء لكل كيلوجرام، أما الهند، التي تسود فيها درجات حرارة مرتفعة، فتحتاج إلى 2450 لترا من الماء لإنتاج كيلو جرام واحد من الذرة. وتستخدم الذرة كعلف للحيوانات ولإنتاج الطاقة الكهربائية.
وأشارت الخبيرة الدولية في الزراعة ان إنتاج كيلو جرام من الأرز يحتاج إلي 2500 لتر من المياه خاصة أن نصف عدد سكان الكرة الأرضية يعتمد على الأرز للبقاء على قيد الحياة، ولذا يُحصد سنوياً 672 مليون طن من الأرز. موضحة أنه لا بد من تقشير الأرز بعد جني المحصول، فإن ثلث هذه الكمية يضيع كقشور. وهكذا يحتاج كل كيلو جرام من الأرز 1670 لترا لإنتاجه، وبعد إزالة القشور تصل كمية المياه إلى 2500 لتر لكل كيلوجرام أرز.
ولفتت « المراكشي»، إلي أن كل كيلو جرام من القمح يحتاج إلي توفير 1300 لتر من المياه، موضحة ان القمح
يعتبر واحدا من المكونات الرئيسية الثلاث في التغذية. ويُزرع سنوياً حوالي 650 مليون طن من القمح في العالم، معظمها لتغذية البشر. وتستهلك هذه الكمية 790 مليار متر مكعب من المياه. ولكن بالطبع تختلف هذه الكمية من منطقة إلى أخرى، حسب الظروف المناخية، فمثلاً في سلوفاكيا نحتاج إلى 465 لتر لإنتاج كيلوغرام واحد من القمح، في يحتاج مزارع في الصومال إلى 18 ألف لتر.
وأضافت الخبيرة في الزراعة ان إنتاج لتر حليب يحتاج إلي 1000 لتر من المياه ويبلغ الإنتاج العالمي من الحليب 600 مليون طن سنوياً. ولكن وقبل حلب البقرة ومعالجة حليبها، لا بد من سقي البقرة وإطعامها. وهذا يعني استهلاك 1000 لتر ماء لكل لتر حليب. أما في حالة استخدام حليب البودرة، فلا بد من إضافة خمسة أضعاف هذه الكمية من المياه، إذ يعادل لتر الحليب الواحد 200 جرام حليب بودرة.
وأوضحت «المراكشي»، ان إنتاج كيلو جرام من الجبن يحتاج إلي 10 الآف لتر من المياه، ويحتاج تصنيع الجبن إلي طريقة لتخزين الحليب بعد تركيزه وخلال هذه العملية تستهلك كمية لا بأس بها من المياه، مشيرة إلي أن كل 10 لترات حليب تنتج واحد كيلوجرام من الجبن.
وأشار ت الخبيرة الدولية في الزراعة إلي إنه كلما زادت صلابة الجبن وقساوته زادت الحاجة إلى الحليب.فمثلاً جبنة «البارميسان» تتطلب 16 لتراً من الحليب لتكون صالحة للاستهلاك لمدة سنتين.
وفيما يتعلق الإحتياجات المائية لإنتاج البيض أكدت «المراكشي»، ان إنتاج بيضة واحدة يحتاج إلي 200 لتر من المياه، وان كل كيلو جرام من البيض يحتاج إلي 3300 لتر ماء وتشمل هذه العمليات إستهلاك الدواجن من المياه والغذاء.
وأوضحت الخبيرة الدولية في الزراعة انه بما أن غالبية الدجاج تربى في أقفاص تمنعها من البحث عن طعامها بنفسها، فلا بد للمزارع من زراعة الحبوب أو الذرة لإطعامها. ولمعالجة كيلوجرام واحد من الذرة وتحويله إلى علف للدجاج، نحتاج إلى استهلاك حوالي 1300 لتر من الماء، مشيرة إلي أن إنتاج كيلو واحد من لحوم الدواجن يحتاج إلي 4325 لتر من المياه خلال دورة الإنتاج حوالي 38 يوماً في المزرعة يتناول فيها الحبوب والماء. ومن الشائع أن غالبية الدجاج اللاحم والمجمد يربى في مزارع كبيرة جدا. وهذا يساعد في التوفير في المساحة والماء. إلا أن ما ينساه الكثيرون هو أن روث الدجاج والاستهلاك الكبير للمياه، تستنزف الموارد المحلية.
وأشارت «المراكشي»، إلي أن إنتاج كيلو واحد من لحوم الأبقار يحتاج إلي 15 ألفا و400 لتر من المياه موضحة أن أكثر أنواع لحوم البقر استهلاكا للمياه، هي تلك الأبقار التي تتغذى على علف الصويا المستورد من الخارج. في حين تقل هذه الكمية لدى الأبقار التي تعيش في المراعي المفتوحة.