د فايزة صديق تكتب: جودة المبيدات وتأثيراتها السمية وعلاقتها بالمتبقيات
>>تحسين جودة مبيدات الآفات بالأسواق تحد من المخاطر على صحة الإنسان والبيئة
باحث أول – المعمل المركزي للمبيدات – مركز البحوث الزراعية – مصر
في عام 2001 أشارت تقديرات لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية(WHO) إلى أن حوالي 30 بالمائة من المبيدات التي تم طرحها بالأسواق في البلدان النامية لم تكن تفي بمعايير الجودة المقبولة دوليا.والتي قدرت قيمتها بحوالي 900 مليون دولار أمريكي سنويا وعندما يؤخذ مستوى الجودة الذي تتم به ملصقات بيانات المبيد والتعبئة والتغليف في الإعتبار، فإن نسبة منتجات المبيدات ذات الجودة المنخفضة تظل أعلى في البلدان النامية.
وقد وردت تقارير في هذا الشأن من كل من منظمة الأغذية والزراعة FAOومنظمة الصحة العالمية WHOومن المعامل الوطنية لمراقبة جودة المبيدات، تشير إلى ارتفاع نسبة وجود مبيدات الآفات دون المستوى القياسي بتلك البلدان.
ترجع الأسباب المحتملة لانخفاض جودة مبيدات الآفات إلى مجموعة من العوامل المختلفة منها على سبيل المثال أساليب الإنتاج السيئة، ضعف مراقبة الجودة، إنتاج المبيدات المزيفة والمنتجات المغشوشة والتخزين السيء للمنتجات قبل طرحها في الأسواق.
كما أن عدم إنفاذ القانون بالدرجة الكافية من قبل السلطات التنظيمية كنتيجة للمعوقات المالية والبنية التحتية والموارد البشرية قد يهيئ الفرصة لأن تتسع رقعة مثل هذه الممارسات.
تحسين جودة مبيدات الآفات التي تطرح في الأسواق يمكن من الحد من المخاطر على صحة الإنسان والبيئة، وتقليل الفقد في المحاصيل، وتجنب عمليات المكافحة غير الفعالة لناقلات الأمراض ذات الأهمية التي تؤثر على الصحة العامة. وتجدر الإشارة إلى أن مختبرات تحليل وجودة المبيدات لا بد أن تكون مختبرات حكومية ذات كفاءة أو مختبرات مستقلة ومعتمدة رسمياً بموجب قانون المبيدات في البلد المعني.
سمية المبيدات الكيميائية الحشرية
إن سمية هذه المواد تتعلق مباشرة بصفاتها الفيزيائية و الكيميائية وخاصة تطايرها وانحلالها أو ثباتها، ويساعد تطايرها على دخولها إلى الجسم عن طريق الرئة وخاصة في وقت الحر، ويستدعى ذلك توافر الأقنعة الواقية، ولها قابلية للانحلال في الشحميات الأمر الذي يسهل دخولها من خلالها للبشرة.
وأما ثبات المادة السامة فيؤدى إلى استمرار الخطر فترة طويلة، ويستوجب ذلك حجب النبات عن الاستهلاك لمدة طويلة منعاً لتعرض المستهلك للتسمم. وتعتبر درجة الحرارة المرتفعة وخاصة أثناء النهار وبصفة خاصة في فصل الصيف من أهم العوامل التي تعمل على زيادة خطر التسمم، وهى ملاحظة يجب الأخذ بها عند وضع التشريعات الخاصة باستعمال المبيدات.
ويلاحظ أنه عند تصنيع المبيدات في المختبرات فهي تنتج بشكل سموم مركزة، وبأعلى نقاوة ممكنة اقتصادياً، إلا أنه يجهز وينتج من المبيدات المركزة أو الخامات مستحضرات مختلفة جاهزة للاستعمال المباشر بعد تخفيفها والغريب أن الشركات المنتجة لهذه المواد لا يصرحون إلا عن سمية المادة النقية رغم أن واجبهم أن يحددوا أيضاً المواد المضافة إلى المادة الفعالة حيث أن خطر هذه المواد المضافة يكمن في أنها قد تزيد من سمية المركب الفعال .
ومن خلال التجارب العلمية التي أجريت تأكد أن المبيدات من أهم الملوثات الكيميائية والمسببة للسرطان .. فها هي الوكالة الدولية للأبحاث السرطانية قد أعادت النظرفي 45 مبيداً حشرياً وفطرياً مستخدمة على الآفات الزراعية،وقد وجد أن 11 مبيداً منها ذات تأثير سرطاني على الحيوان، وهناك العديد من الأمراض التي تعزى إلى المبيدات ومنها سرطان الدم.
أشارت إلى ذلك دراسة سويدية نشرت في المجلةا الطبية البريطانية في أحد أعدادها عام 1987م، كما أكدت العلاقة بين أحد المبيدات والذي يطلق عليه اسم (2. 4 . 5 . تي) (من المبيدات المحظورة ولا يسمح بتسجيله أو تداوله في الدول المختلفة ومنها مصر) وبين نشوء الأمراض السرطانية في الغدد المفرزة حيث أن خطرها يرجع نتيجة ذوبانها في الدهون، ولكنها لا تخزن في الدهون فقط وإنما تتحرر من مخازنها في الدهون ببطء وتلعب دوراً خطيراً في إحداث خلل في الاتزان الهرموني للاستروجين، ويؤدى ذلك إلى زيادة معدلات حدوث الطفرات.
مما سبق نستطيع القول بان هناك علاقة عكسية بين نسبة نقاوة المادة الفعالة وكذلك متبقيات المبيدات أى انه كلما زادت نسبة نقاوة المواد الفعالة المستخدمة فى مستحضرات المبيدات كلما قلت متبقيات ذلك المبيد و يدل ذلك على كفاءة المبيد وذلك لان الجهاز الانزيمى داخل النبات يقوم بكفاءة عالية لتحليل متبقيات هذه المبيدات.وعلى العكس فكلما زادت المتشابهات فى المستحضرات المستخدمة كلما زاد الوقت فى تحليل الجهاز الانزيمى لها فى داخل النبات مما دل ذلك على قلة كفاءة المبيد.
REFERENCE
متاحة في تقارير الاجتماع المشترك لمنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية عن مواصفات مبيدات الآفات على:
http://www.who.int/whopes/quality/fao_who_meetings/en/