الأخبارالوطن العربى

تونس: تراجع قطاع الماشية بأكثر من 99 % يهدد بإختفاء الأبقار والماعز

>> إنخفضت أعداد الأبقار من 679 ألف رأس إلي 646 رأس فقط والماعز يتقلص إلي 1185 رأس بدلا من أكثر من مليون

تظهر الأرقام الرسمية في تونس تراجعا حادا في أعداد الماشية (أبقار وأغنام وماعز)  وفقا لارقام المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بقطاع الماشية والتي تبدو مخيفة حيث تراجع عدد إجمالي رؤوس الأبقار من 679 ألف رأس في العام 2009 إلى 646 رأس،  وتراجع ايضا قطيع الاغنام من 7ملايين و362 الف الى 6 ملايين و406 راس غنم والماعز أيضا تراجع من 1 مليون و455 الف الى 1185 راس.

ووفقا لتقرير المعهد التونسي فإن ابرز أسباب التراجع المسجل ارتفاع كلفة الإنتاج بدرجة كبيرة فالأعلاف تمثل تقريبا بالنسبة للحليب بين 60 إلى 65 % من كلفة الإنتاج وبالنسبة إلى الأغنام أكثر من 50 %.

كما تعد الأزمة التي يشهدها الحليب تدفع الفلاح إلى التخلي عن رؤوس الأبقار فمع ارتفاع المخزون يتراجع قبول المجمعات للكميات المتوفرة مما يدفع الفلاح إلى إتلاف الكميات التي لديه لتتقلص بذلك قدرته على تغطية تكاليف الإنتاج.

يتم يوميا إتلاف نحو 500 الف لتر حليب، وهذه ليست العوامل لوحدها التي ساهمت في التقهقر الملحوظ في أعداد الثروة الحيوانية، فالتهريب أيضا ساهم بدرجة كبيرة في تقلص قطيع الأبقار. كل هذه العوامل مؤقتة لكن تكلفة الأعلاف دائمة.

وبالنسبة الى الأغنام فان ابرز عواملها عزوف الشباب عن تربيتها باعتبارها عملية مجهدة كما ان التوجه أكثر الى الزراعات المروية وزراعة الاشجار المثمرة يحد من مساحات الرعي ليدفع المربين الى التخلي عن أجزاء كبيرة من قطيعهم. هذا بالإضافة الى عمليات السرقة والنهب المتواصلة

فالأزمات تتوالى لكن لا توجد حلول من الدولة لإرساء استراتيجية للقطاع الحيواني فقد تم التخلي عنه ويتوجه شيئا فشيئا نحو الانقراض.

أما عن انعكاسات هذا التراجع  فانها ستظهر شيئا فشيئا وستدفع الكثيرين الى النزوح الأمر الذي سيخلق ضغوط إضافية على المدن الكبرى فكلفة هجرة السكان للأرياف نحو المدينة ضخمة ولا تقارن بكلفة دعم الدولة لهم. كما ان الدولة ستتحمل تكاليف باهضة عند عمليات التوريد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى