الحكومة تنفذ أول مشروع للعيادة الزراعية باستخدام تقنيات التحول الرقمي
>> سليمان: مرشد إليكتروني لتشخيص أمراض النباتات... وصقر: سياسة الدولة لدعم الرقمنة للدخول في عصر الذكاء الاصطناعى
أعلنت وزارة الزراعة وأكاديمية البحث العلمي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجامعة النيل الأهلية البدء في تنفيذ أول مشروع لتطوير وتحسين الزراعة فى مصر من خلال مشروع قومي لتشخيص ومكافحة الآفات والامراض النباتية على المنصات الالكترونية لتكون مرشد زراعي الكترونى يقدم الخدمات الفنية للمزارعين.
وقال الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية ان مشروع العيادة الزراعية يأتي ضمن ثلاث مشروعات من برنامج الزراعة والغذاء التابع لأكاديمية البحث العلمي، ويعد هذا المشروع من اهم مشروعات الدولة لمرحلة ما بعد كورونا في ٢٠ يوليو ٢٠٢٠ موضحا انه يحتاج فرق بحثية قوية ومتكاملة وملتزمة وترغب في تحقيق إنجاز فعلى على أرض الواقع ومؤسسات متعاونة ومتكاملة وداعمة .
وأضاف رئيس مركز البحوث الزراعية ان المشروع سيقوم بتطوير ورقمنه الإرشاد الزراعي والبيطري، والأمر الذي يؤدي الي سرعة نقل المعلومة الزراعية ونتائج البحوث الي حقول المزارعين مستفيداً من التطور الحديث في تقنيات الاتصالات مما يساهم بدرجة كبيرة في تقليل الفجوة الإنتاجية بين الحقول الارشادية وحقول المزارعين.
وأوضح «سليمان»، ان ذلك يتم بإتاحة المعلومة مباشرة الي المستفيدين مما يساهم بدرجة كبيرة في زيادة الغلة الفدانية بنسبة قد تصل الي 25% في محصول القمح على سبيل المثال، وقياساً على ذلك باقي المحاصيل الاستراتيجية نتيجة التطبيق الأمثل للممارسات الزراعية الجيدة.
وأشار رئيس مركز البحوث الزراعية إن هدف مشروع العيادة الزراعية الذكية هو توفير حلول فورية للمشاكل الزراعية الملحة والتي منها انخفاض عدد المرشدين الزراعيين، عن طريق إيجاد آليات جديدة لتقديم التوصيات الزراعية والبيطرية بشكل فوري وبجودة عالية إلى صغار المزارعين خاصة والعاملين بالقطاع الزراعي عموماً عن طريق الاستفادة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي، مما يحقق اهداف ورؤية الدولة للتنمية المستدامة.
ومن جانبه قال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي أن مشروع العيادة الزراعية هو تعبير حقيقي عن التعاون الوثيق وحقيقي بين مؤسسات البحث العلمي والصناعة والقطاع الخاص وتنفيذ فوري أو في أقصر وقت ممكن. في إطار سياسة الدولة لدعم الرقمنة بما يتيح دخول الزراعة المصرية عصر الذكاء الاصطناعى لمواكبة التطورات العالمية ودعم الحملة القومية للنهوض بالزراعات الصحراوية لمشروع المليون ومليون ونصف فدان.
واضاف «صقر»، ان الاكاديمية قامت بتنفيذ وتمويل وتكوين شراكة بحثية بين مركز البحوث الزراعية كمؤسسة زراعية بحثية من اكبر المؤسسات في مجال الزراعة بالشرق الأوسط مع جامعة النيل كأول جامعة أهلية بحثية لها خبرة جيدة في تقدم الحلول التكنولوجية وفق برمجيات الذكاء الاصطناعي، ليقدما معاً هجيناً بحثياً تكنولوجياً يحول الزراعة المصرية والإرشاد الزراعي الإلكتروني الي منصة ذكية وفق برمجيات التعلم العميق والذكاء الاصطناعي لأول مرة بمصر من خلال مشروع “العيادة الزراعية الذكية – منصة المزارع المصري للمستقبل”.
ومن جانبه قال الدكتور طارق خليل رئيس جامعة النيل ان المشروع يعتمد على استخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والبيانات الضخمة عن طريق متخصصين في تقنيات الحوسبة المتطورة ومعالجة المعلومات. موضحا ان المشروع قام باستغلال الانتشار الواسع للهواتف المحمولة والخدمات المرتبطة بها للوصول للمزارعين والمربين بشكل مباشر وفعال.
بينما قال الدكتور عطوه أحمد عطوه الباحث الرئيسي للمشروع والأستاذ بمركز البحوث الزراعية ان المشروع سيقوم بتجميع كميات هائلة من البيانات والصور الخاصة بمشاكل النبات والحيوان، ويستهدف في مرحلته الأولي ثلاث محاصيل استراتيجية هي القمح والأرز والشعير ويتم زراعتهم فى محطة البحوث الزراعية بسخا في محافظة كفر الشيخ كمنطقة ممثلة للوجة البحرى ويتم زراعة محصولى القمح والشعير فى محطة التجارب الزراعية بسدس بمحافظة بنى سويف كمنطقة ممثلة للوجه القبلى.
وأضاف «عطوة»، هذه البيانات تعتمد على مراعاة ودراسة كل الجوانب المتعلقة بالمشروع من التسميد والاصابات الحشرية والمرضية، مع تسجيل وتوثيق كل الأعراض الظاهرية في مراحل النبات المختلفة على ان يعمم التطبيق فور اعتماده ليغطي كافة انحاء الجمهورية.
وأوضح الأستاذ بمركز البحوث الزراعية إن المشروع يعتمد كل ذلك على التقاط ملايين الصور لكل محصول لتمثل قاعدة بيانات البرنامج، والتي يعتمد عليها اطلاق منصة الكترونية للمزارع المصري تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأول مرة في مصر وبأيادي مصرية. كما سيسهم المشروع في تقديم النشرات الإرشادية الدورية الخاصة بأفضل ممارسات الزراعة والتسميد والتربية للمزارعين والمربيين وكذلك المساعدة في التنفيذ الفعال لحملات مكافحة الأوبئة والآفات.
وأشار «عطوة»، ان هذا المشروع يساعد صغار المزارعين على اخذ القرار المناسب وفى اسرع وقت فى تنفيذ الممارسات الزراعية الجيدة ومواجهة الافات والامراض التى تهاجم المزروعات من خلال التطبيق الحديث لتقنيات الزراعة البازغة والتى تعتمد على الاساليب الحديثة لرقمنة المجال الزراعى والتي يستطيع المزارع من خلالها ان يرسل اى مشكلة تواجهه فى الزراعة من خلال صورة للمشكلة او وصفها كتابة او شرحها بتسجيل صوتى ليصله الحل فى اقل وقت ممكن مما يساعد على حماية وعلاج اى مشاك فى الزراعة فورا مما يعمل على حماية المحاصيل الزراعية وزيادة الانتاج
ومن جانبه قال الدكتور مصطفي العطار رئيس الفريق البحثي بجامعة النيل أن استخدام تقنيات رؤية الحاسوب وخوارزميات التعلم العميق والتصوير الملون والتصوير الطيفي المتعدد لاكتشاف وتشخيص أمراض المحاصيل والحيوانات واقتراح العلاج وتحديد سبل الوصول تلقائيًا إلى موارد الحل هي الهدف الرئيسي للمشروع وسيتم تطبيقه لأول مرة في مصر بمكونات مصرية خالصة، كما سيقوم المشروع بإنشاء بيئة سحابية ذكية قادرة على التفاعل التلقائي مع عدد ضخم من المزارعين والمربين وذلك عن طريق استغلال التقنيات المتقدمة لمعالجة البيانات الفائقة الضخامة واستخدام تقنيات معالجة الصوت لتسهيل التواصل بين المزارعين والمربين من جهة والعيادة الزراعية الذكية من جهة أخرى.