اخبار لايتالأخبارمتفرقاتمصر

كاتب لبناني:حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة

شبكات تهريب الحمير من تركيا وسوريا إلي لبنان لطرح لحومها بأسعار تنافسية

كشف الكاتب اللبناني أحمد الايوبي عن وجود مافيا تقوم ببيع لحوم الحمير المهربة من تركيا إلي لبنان عبر سوريا علي أنها لحوم بقري للحصول علي عائد مادي كبير وإستغلالا للأزمة التي تمر بها لبنان.

وأوضح «الايوبي» في مقال نشره في صحيفة اللواء اللبنانية ان رأس السلسلة تبدأ من تركيا، حيث تنتشر الأخبار عن «تقاعد» الحمير من الخدمة بعد سنوات من استخدامها من قبل البلديات في أعمال جمع النفايات في الأزقة والحارات التي لا تستطيع سيارات البلدية الوصول إليها، وفي أعمال أخرى، حيث تقيم البلديات حفل تقاعد لتلك الحمير وتعفيها من العمل وتؤمّن لها الرعاية، وفي الأرياف يجري إطلاقها في البرية، حيث تتوافر المراعي.

وقال «الأيوبي»:« لفت هذا الأمر نظر شبكات التهريب السورية الناشطة على الأراضي التركية، فبات عناصرها يرصدون الحمير المتقاعدة ويستولون عليها ويقومون بتهريبها عبر الحدود إلى الداخل السوري، ومنه إلى الحدود اللبنانية، حيث تعمل سيارات خاصة بهذه المافيا على إدخال لحوم الحمير إلى السوق اللبناني».

وأضاف :«كشف هذه المعلومات أحد مشايخ العشائر السورية الذي يقوم بزيارة إلى لبنان، وقد تحدث كشاهد عيان على ما يجري في الجانب السوري، وهو على دراية بأعمال شبكة التهريب إلى لبنان، فيوضح أنّ مافيا لحوم الحمير لا تعتمد فقط على تهريب «الحمير المتقاعدة» في تركيا، فهي تشتري أيضاً ما يتوافر منها في الداخل السوري، بل إنّها توظف أشخاصاً لسرقة الحمير المحلية لتسوقها للذبح مع زميلاتها التركية، وبات هذا الأمر شائعاً في العديد من المناطق السورية.

وأوضح الأيوبي ان لحوم الحمير تُشكِّل  تجارة مربحة، فمافيا التهريب تشتري الحمار من السوق السورية بما يوازي الخمسين دولارا أميركيا كحدٍ أقصى، فضلاً عما يتوفر من حمير مسروقة، وهي بذلك تجني الأرباح الطائلة بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار في لبنان، وقد يصل الربح بالحمار الواحد إلى خمسة عشر مليون ليرة، حسب وزن كل حمار، حتى أنّ المصدر اعتبر هذا التهريب مربحاً مثل تهريب المخدِّرات، فهو يكاد يكون بلا كلفة للمواد الأساسية، ويعتمد على مصدر توريد شبه مجاني. يبلغ المردود اليومي لكلّ فرد من أفراد هذه الشبكة ما لا يقلّ عن 700 دولار أميركي وهو مبلغ خيالي بالاستناد إلى وضع العملة السورية، وهو مردود متواصل، فالحمير في تركيا متوافرة بأعداد كبيرة وعمليات تهريبها متواصلة وهي تشكِّل مورداً مستديماً لهذه العصابات.

وأشأر إلي أن تسرّب لحم الحمير إلى الأسواق اللبنانية، التي شهدت تدفـّق كميّات من اللحوم الرخيصة الثمن ليصل سعر الكيلوجرام الواحد إلى 40 ألف ليرة على أساس أنّها من لحم العجل البقري «الطازج»، وذلك وسط الفوضى العارمة التي تجتاح الأسواق وسيطرة «سوق سوداء» يحاول من خلالها كثير من تجار اللحوم وأصحاب الملاحم الحصول على «اللحم المدعوم» من الدولة، والتوسع نحو السعر الأدنى لتوفير أعلى الأرباح، من دون الالتزام بالمعايير الصحية، وهذا ما سمح لمافيات التهريب بفتح سوق جديد في لبنان هو سوق بيع لحم الحمير.

ولفت الكاتب اللبناني إلي أن سعر الـ 40 ألفاً طرح علامات استفهام كبيرة حول طبيعة ونوعية هذه اللحوم التي تصل إلى اللبنانيين بهذا السعر المتدني في هذه الأزمة الخانقة. وفي نظرة إلى الأرقام، يتضح الآتي: يُباع الخروف في بازار المواشي «واقفاً» بين 33 ألفاً و35 ألفاً للكيلوجرام الواحد، بمعنى أن الخروف الذي يزن 50 كيلوجراماً لا يبقى منه، بعد نزع عظامه وأقدامه وجلده، إلا 21 كيلوجراماً، وبالتالي يقف الكيلوجرام الواحد على التاجر بـ 80 ألفاً. أما بالنسبة الى العجل الذي يزن 400 كيلوجرام، فسعر الكيلو منه «واقفاً» بعشرين ألفاً، يعني 400 ضرب 20 يساوي ثمانية ملايين ليرة. وفي كل 100 كيلوجرام يحصل الجزار على 40 الى 45 كيلوجراماً من اللحوم تقريباً يعني من أصل 400 كيلو يبقى للحّام 160 كيلو من اللحم تقريباً، ويفترض أن يبيع الكيلو الواحد بسعر لا يقل عن 49 الى 50 ألفاً كي يسترد الرأسمال. فكيف يظهر في السوق من يبيع «اللحم الطازج» بأربعين ألفاً ليرة

 

زر الذهاب إلى الأعلى