خبير أراضي ومياه: نجاح إدارة الزراعة يرتبط بالتركيب المحصولي المناسب لدرجة «الملوحة»
>> إسماعيل: المحاصيل الورقية هي الأكثر مقاومة للملوحة يليها المحاصيل الحقلية فالخضروات
قال الدكتور علي إسماعيل خبير الأراضي والمياه في مركز البحوث الزراعية إن نجاح الزراعة وإنتاج المحصول علي ملوحة مياه الري وطبيعة ملوحة التربة وطبيعة القوام ومستوي الخصوبة بها موضحا أن منظومة الري الحديث ساعدت في التغلب علي كثير من مشاكلها وذلك بإمداد المحاصيل باحتياجاتها من المغذيات والعناصر الغذائية التي تم تقسيمها الي مجموعة العناصر الضرورية والغير ضرورية ومجموعة العناصر الكبرى وهي التي يحتاجها بكميات كبيرة واخري يحتاجها بكميات صغيرة وتسمى العناصر الصغرى.
وشدد «إسماعيل»، في تصريحات صحفية لـ«أجري توداي»، علي ان العامل الاكثر اهمية وارتباطا بالإنتاج واستمرار نمو النبات هو الملوحة سواء في مياه الري او التربة وهو مرتبط بكمية الماء التي يفقدها النبات بعملية النتح موضحا إن ملوحة مياه الري المرتفعة من شأنها تقليل إنتاجية المحصول المفترضة.
وأضاف خبير الأراضي والمياه إنه بشكل عام المحاصيل الورقية باستثناء النعناع والبقدونس هي الأكثر مقاومة للملوحة يليها المحاصيل الحقلية فالخضروات فأشجار الفاكهة التي تُعد الأكثر حساسية للملوحة، وإنه ومن المهم معرفة حقائق وأرقام نوعية مياه الري فهي من الأمور الضرورية لإدارة الري والتسميد بحكمة وللتعامل السليم مع مشاكل الملوحة التي باتت تؤرق العديد من المزارعين علي المستوي القومي والاقليمي مع ندرة وشح المياه في المناطق الجافه وشبة الجافة.
وأوضح «إسماعيل»، إنه من المهم تحليل نوعية المياه الوقوف على صلاحيتها للري وتحديد افضل التراكيب المحصولية المناسبة مع ملوحة التربة و يتضمن تحديد الملوحة تقاس الملوحة بواسطة التوصيل الكهربائي EC و مجموع المواد الصلبة الذائبة TDS تحددان كمية الأملاح الذائبة الأيونات في عينة الماء و تأثير ارتفاع ملوحة المياه على المحصول يرجع الى عدم مقدرة النبات على منافسة الأيونات الذائبة في محلول التربة وعدم امتصاص الماء مما يسبب جفاف فسيولوجي و كلما ارتفعت ملوحة محلول التربة كلما قل الماء الميسر للنبات حتى و إن بدت التربة مبللة.
وأشار خبير الأراضي والمياه إلي ان علاج مشكل التملح في المياه والتربة يعتمد علي الالتزام بعدد من التوصيات لرفع كفاءة الموارد المائية والارضية منها خلط نوعيات مختلفة من المياه بنسب معينه بهدف تخفيف تركيز الأملاح الذائبة في مياه الري المراد إضافتها مشددا علي أهمية تبادل عملية الري من خلال إضافة المياه ذات النوعية الجيدة والمياه ذات الملوحة العالية أثناء الري ، واستخدام المياه ذات النوعية الجيدة أثناء المراحل الحساسة لنمو النبات.
ولفت «إسماعيل»، إلي ضرورة اختيار الأصناف المحتملة للدرجات المختلفة لملوحة مياه الري وجدولة برمجة الري مع الأخذ بعين الاعتبار أثر ملوحة مياه الري على الإنتاج وتحديد فترات الري، مع احتساب كميات مياه غسل الأملاح الذائبة في مياه الري و التربة (الاحتياجات الغسيلية) وفترات إضافتها.
ونبه خبير الأراضي والمياه إلي ضرورة تسوية الأرض الزراعية والمتأثرة بالملوحة و وضع الصرف الجيد لها لتفادي تراكم الأملاح الذائبة في مياه الري واستخدام نظام الري بالفقاعات (ببلر) تفاديا لحدوث قشرة صلبة على سطح التربة، مشيرا إلي أهمية استخدام نظام الري بالرشاشات في حالة التربة الرملية والرملية الطميه.
وشدد «إسماعيل»، علي أهمية مراعاة أن لا تكون كمية الأملاح الذائبة في مياه الري عالية حيث سيؤدي ذلك إلى حرق الأوراق، واستخدام الري بالتنقيط فقط في حالة التربة الناعمة وعند زراعة الأعشاب و الأعلاف المتحملة للملوحة العالية مع ضرورة إضافة الاحتياجات الغسيلية للحد من تجمع الأملاح في منطقة الجذور
وأوضح خبير الأراضي والمياه، إن صلاحيات مياه الري في الزراعة وخاصة المياه الجوفية الملحية والتي تبنى عليها استثمارات زراعية يعتمد علي الاختيار المناسب للتركيب المحصولى المناسب لهذه المياه و نوعيتها والتي تضع حدود قصوي للملوحة لا تتعدي 3500 جزء في المليون مع الأراضي الرملية الخفيفة وتركيب محصولي يحقق عائدا اقتصاديا.
ولفت «إسماعيل»، إلي إنه يمكن ان يتم في المستقبل تحلية جزئية لمثل هذه الملوحة العالية و وربما يكون الاستزراع السمكي المكثف في المناطق المستصلحة ذات ملوحة الابار المرتفعة اكثر جدوى اقتصاديا لإنتاج أسماك البوري والقاروص والدنيس والجمبري عنها في الاستزراع النباتي.