د غادة عبدالعال يكتب: هذه العدوي في الماشية تهدد الصحة العامة
باحث اول معهد بحوث الصحة الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعتبر عدوي «الكامبيلوباكتر» في الماشية من الامراض الهامة التي تصيب هذه الحيوانات وتتسبب في خسائر اقتصادية بها ويسبب هذا المرض الاسهال وقد يكون مدمما احيانا في الحيوانات الصغيرة .
بينما عادة يسبب هذا الميكروب الشبق غير المنتظم والعقم اوالاجهاض في الحيوانات الكبيرة. ويعرف مرض الكامبيلوباكتر باسم داء النعاج العطيفي حيث يصيب النعاج ويسبب الإجهاض في الفترة الأخيرة من الحمل في النعاج المصابة.
ومن المعروف ان هذا المرض تسببه بكتيريا العطيفة أوما يسمي ببكتريا Campylobacter ssp. وقد تم اكتشاف هذا المرض في الأغنام في معظم أنحاء العالم وتكمن خطورة هذا المرض في كونه مرض معدى من الممكن أن ينتقل للإنسان ، وخاصة الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة ، وقد يتسبب في تجرثم الدم.
أعراض مرض الكامبيلوباكترفي الأغنام:
قد تظهر بعض الأعراض علي النعاج المصابة منها خروج بعض الإفرازات لبضعة أيام ، ثم يحدث الإجهاض المفاجئ في أواخر الحمل وقد يزداد معدل الإجهاض بسرعة على مدى عدة أيام (بحيث يكون متوسط تفشي المرض في القطيع 20٪ ، ولكنه يختلف من 5 إلى 50٪ ، بل وقد يصل إلى 70٪ أحيانا)·
قد تولد حملان ميتة أو ضعيفة.
تستمرالإفرازات بنية اللون لمدة تصل إلى أسبوعين بعد الإجهاض (وتحتوي هذه الإفرازات على ملايين البكتيريا المُعدية)·
نفوق النعاج المصابة بنسبة قد تصل إلى 5٪ نتيجة تسمم الدم خاصة بعد إصابة الرحم.
50% من الحملان المولودة من النعاج الأم المصابة تموت في الرحم بينما تظهر بالصفة التشريحية (مناطق دائرية صفراء 1 × 20 ملم) في انسجة الكبد في 20% من الحملان المجهضة وكذلك تمتلئ تجاويف الصدر والبطن وحول القلب بسوائل تختلط بالدم مما قد يؤدي الي (تورم) الأنسجة تحت الجلد وكذلك تورم أغشية المشيمة (بعد الولادة) وظهور لون برتقالي شاحب مما يجعلها تبدو علي شكل (أزرار) ، بدلاً من اللون الأحمر الطبيعي.
طرق العدوى وانتشارها:
عادة ما يكون صعبا تتبع معرفة الطرق الأولي التي دخلت بها هذه البكتيريا إلى القطيع. ولكن عندما تصاب الأغنام والماشية بهذه البكتيريا فهي تستوطن الأمعاء وقد تنقل الحيوانات والطيور البرية أيضًا البكتيريا من قطيع إلى آخر ، أو من مزرعة إلى أخرى.
وتكون النعاج عرضة للعدوى خلال النصف الثاني من الحمل ويرتبط انتشار العدوى في المواسم الجافة بتجمع الأغنام حول مناطق الرعي والمياة حيث تنتقل البكتريا عن طريق المراعي أو المياه الملوثة حيث أن هذه البكتريا تعيش وتتكاثر في البيئة الرطبة والباردة ، مما يسمح بانتشار المرض بسرعة إلى بقية القطيع.
وتنتتشر البكتيريا بعد ذلك في دم النعاج المصابة وتنتقل بعدها إلى الرحم حيث تتكاثر في المشيمة وتصيب أغشية المشيمة وتسبب إجهاض الحمل.
ويحدث الإجهاض عادة بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة. وتعتبر الحملان المجهضة نفسها مصدرا هاما للعدوي لكونها تحتوي على أعداد كبيرة من البكتيريا.
التشخيص:
بالصفة التشريحية غالبًا تظهر مناطق دائرية صفراء أوبيضاء على الكبد في الأجنة المجهضة بسبب عدوى الكامبيلوباكتر.
ولتأكيد التشخيص في المعمل ، يمكن عمل اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل pcr لعينات من أنسجة الكبد من الجنين المجهض ، أومن إفرازات المشيمة أومن الإفرازات المهبلية للأم ، وكذلك يمكن أن تتم الإختبارات الباثولوجية لعينات أخري مثبتة بالفورمالين من الكبد.
كما يمكن إستخدام عينات الدم لاختبار الأجسام المضادة من القطيع الذي يشتبه في تعرضه لبكتيريا الكامبيلوباكتربحيث يتم أخذ العينات في أقرب وقت ممكن بعد التأكد من الإصابة.العلاج:لا يوجد علاج عملي لمنع الإجهاض الناتج من عدوي الكامبيلوباكترحيث أنه بمجرد أن يبدأ الإجهاض ، تكون مشيمة النعاج المصابة قد تعرضت بالفعل للضرر.
ولكن يمكن معالجة النعاج التي أجهضت بالفعل بالمضادات الحيوية لتقليل الخسائر الناجمة عن الإلتهابات البكتيرية في الرحم والأغشية المحيطة به.
طرق الوقاية:
عزل النعاج المجهضة ومحاولة علاجها كما سبق بالمضادات الحيوية.
جمع وحرق الحيوانات النافقة أو الحملان المجهضة وأغشية المشيمة.
عدم نقل النعاج المصابة حيث أنها قد تكون حاملة للميكروب بمجرد الإصابة بالعدوى ، ولكن عادة ما تطور القطعان مناعة جيدة.
التأكد من عدم تلوث الأعلاف والمياه عن طريق الإفرازات المهبلية والحملان المجهضة.
يجب توفيراللقاح ضد الكامبيلوباكترواعطاؤه لقطعان الماشية حيث أنه يوفر مناعة ضد المرض وذلك قبل التعرض إليه.
حيث أنه مرض معدي فتكمن خطورته في أنه يمكن أن ينتقل للإنسان ، لذلك من المهم ارتداء القفازات التي تستخدم لمرة واحدة وتغطية الجروح والخدوش قبل التعامل مع المواد المجهضة أو التي يحتمل أن تكون ملوثة بالميكروب.
وكذلك غسل اليدين جيدا دائمًا وتغييرالملابس وغسلها وتعقيم الأحذية والمعدات بعد التعامل مع المواد الملوثة.
عدوي الكامبيلوباكتر في الانسان:
لقد ثبت أن بكتيريا الكامبيلوباكتروخصوصا ً Campylobacter jejuni تسبب التهاب القولون ليس فقط في الحيوان ولكن أيضا في الانسان مما قد يسبب بعض الاعراض مثل الحُمَّى وآلام في البطن والإسهال.
وقد عرفت هذه البكتيريا كاحد الاسباب الشائعة للإسهال في الولايات المتحدة وبين الأشخاص الذين يسافرون إلى البلدان التي قد تكون الأغذية والمياه فيها ملوثة.
وقد يصاب الانسان بالعدوى بعدة طرق مثل:
- تناول أو شرب المياه الملوثة (غير المعالجة)، أو الحليب غير المبستر، أو اللحوم غير المطبوخة (الدواجن عادةً)، أو الطعام المُحضر على أسطح المطبخ التي تلمسها اللحوم الملوثة
- عند استهلاك لحوم أو مشروبات ملوثة.
ومن المعروف ان عدة أنواع من بكتيريا كامبيلوباكتر والتي تشتهر باسم Campylobacter jejuni)) تسكن عادةً في الجهاز الهضمي للعديد من الحيوانات (بما في ذلك الماشية والأغنام والخنازير والدواجن). ويمكن لبراز هذه الحيوانات أن يلوث المياه في البحيرات والجداول.
كما قد تتلوث اللحوم والدواجن وقد يكون الحليب غير المبستر ملوثًا أيضًا فيكون أحد وسائل نقل العدوي.
الأعراض
تتطور الأعراض الناجمة عن الاصابة ببكتريا كامبيلوباكتر في غضون يومين إلى خمسة أيام بعد التعرض، وتستمر لمدة أسبوع. وتشمل أعراض التهاب القولون الناجم عن بكتيريا كامبيلوباكتر كلاً من الإسهال، وألَم البَطن، والتشنجات، التي قد تكون شديدة. قد يكون الإسهال دمويًا، وقد يصاحبه غثيان، وقيء، وصداع، وآلام في العضلات، وحمى تتراوح بين 38-40 درجة مئوية.
المضاعفات: وتشمل كلاً من:
- تلوث (تجرثم) الدم
- متلازمة غيلان بارية
- التهاب المفاصل التفاعلي
1- تلوث الدم (عدوى مجرى الدم): تحدث بشكل مؤقَّت عند بعض المصابين بالتهاب القولون. وعادة لا تسبب هذه العدوى أية أعراض أو مُضَاعَفات. ولكن، قد يُصاب مجرى الدَّم بشكل متكرر أو مستمر بالعدوى لدى عدد قليل من المرضى. وعادةً ما يتطور هذا النوع من تجرثم الدم عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب يضعف الجهاز المناعي، مثل الإيدز، أو السكّري، أو السرطان.
وتسبب هذه العدوى حمى طويلة الأمد أو متكررة. وقد تتطور لدى المريض أعراض أخرى إذا وصلت العدوى إلى اعضاء أخرى عن طريق الدم، مثل:
- الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي مما يؤدي للإصابة بالتهاب السحايا meningitis
- العظام مما يؤدي للإصابة بالتهاب العظم osteomyelitis
- المَفاصِل مما يؤدي للإصابة بالتهاب المفاصل infectious arthritis
- الصمامات القلبية في حالات نادرة مما يُؤدي للإصابة بالتهاب اغشية القلبendocarditis
- مُتلازمة غيلان باريه (اضطراب عصبي): تحدث بنسبة واحد بالألف من المرضى المصابين بالتهاب القولون الناجم عن بكتريا Campylobacter، وذلك لأن الأجسام المُضادَّة التي تكافح العدوى قد تهاجم أعصاب الجسم نفسه في بعض الأحيان.
- وقد تُسبب مُتلازمة غيلان باريه الضعف أو الشلل. ويعتقد الباحثون بأن التهاب القولون الناجم عن Campylobacter يسبب حوالى 30٪ من إجمالي الإصابات بمُتلازمة غيلان باريه
- ويتعافى معظم المرضى، ولكن العضلات قد تكون ضعيفة إلى حد كبير. وقد يواجه المرضى صعوبة في التنفُّس ويحتاجون إلى استخدام جهاز تنفس اصطناعي بينما لا يتعافى الضعف بشكل كامل دائمًا.
التهاب المَفاصِل التفاعلي reactive arthritis :
يحدث في غضون أيام إلى أسابيع بعد تعافي الإسهال. عادةً ما يُسبب الاضطراب التهابًا وألمًا في الركبتين، والوركين ووتر Achilles tendon
ولهذا فإنه يوصي باتخاذ التدابير الوقائية الكافية لمكافحة هذا الميكروب في جميع مراحل السلسلة الغذائية من الإنتاج الزراعي في المزارع إلى تجهيز الأطعمة وتصنيعها وتحضيرها في السياقين التجاري والمنزلي.
وتشمل تلك التدابير الحد من انتشار الميكروب من خلال تطبيق اساليب الامن والامان الحيوي لتجنب انتقال ميكروب الكامبيلوباكتر من البيئة إلى الحيوانات أو الطيور الموجودة في المزارع حيث وجد ان الطيور البرية أو المهاجرة قد تكون مصدرا لنقل العدوي في تلك المزارع خاصة اذا كانت مزارع مفتوحة.
أيضا فانه يجب أخذ التدابير الازمة عند ممارسات الذبح يتم مراعاة قواعد النظافة للحد من تلوث الذبائح بالبراز. كذلك تدريب العاملين في المجازرعلي تطبيق اساليب الأمن والأمان الحيوي للحفاظ علي حياتهم وعدم تعرضهم للعدوي. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة توخي الحذر ومراعاة قواعد النظافة الخاصة بتحضير الطعام والفصل بين الطعام النيئ والطعام المطبوخ وكذلك طبخ الطعام طبخاً جيداً والحفاظ على إبقاء الطعام في درجة حرارة مناسبة.