د ايهاب هلال يكتب: دلالة الاحتفال بيوم الشمبانزي العالمي
خبير حياه برية واستاذ في معهد صحة الحيوان – مركز البخوث الزراعية
يحتفل العالم يوم ١٤ يوليو من كل عام باليوم العالمي للشمبانزي و يوافق هذا اليوم أول خطوة اتخذتها د. جان جودال في
Gombe Stream National Park, Tanzani
لتبدأ رحلة دراسة متعمقة لسلوكيات اقرب الكائنات للإنسان، الشمبانزي.
و قد حدد العلماء خریطة جینوم کل من الإنسان والشمبانزي وکانت النتیجة أن الحمض النووي للشمبانزي مطابق بنسبة من 94,6 % إلى 99,4 %
اكتشف العلماء من دراسة سلوكيات الشمبانزي قدرته على استخدام الأدوات وتسخيرها لخدمته، ومن الأمثلة على استخدام الشمبانزي للأدوات استخدام العصي للقيام بأعمال الحفر في تلال النمل الأبيض – حيث يتناوله الشمبانزي كغذاء – و ايضا استخدام العصي الصغيرة لأخراج النمل الأبيض من أوكاره.
كشفت دراسة حديثة استخدام الشمبانزي لأدوات متقدمة مثل الرماح، في السنغال حيث يشحذونها باستخدام أسنانهم، واستخدامها لعمل الثقوب الصغيرة في الأشجار.
قبل معرفة قدرة الشمبانزي على استخدام الأدوات، كان يعتقد أن البشر هم النوع الوحيد القادر على استخدام الأدوات، ولكن من المعروف الآن أن العديد من الأنواع الأخرى تستخدم الأدوات.
و للشمبانزي استراتيجيات صيد متطورة التي تتطلب التعاون والنفوذ والمرتبة وقادرة على الخداع ، يمكنها أن تتعلم كيفية استخدام الرموز وفهم جوانب اللغة البشرية و مفاهيم العدد والتسلسل الرقمي.
تبلغ فترة الحمل للشمبانزي ٨ شهور ، و يتم فطام الصغير بعد ٣ سنوات إلا أنه يظل مرتبطا بعلاقة وثيقة بوالدته و إخوته لعدة سنوات، و يعيش الشمبانزي لمتوسط عمر ٦٠ عاما في مجموعات تتراوح من ١٥ إلى ١٠٠ فرد تقريبا، و يتواجد ثلثا أعداد الشمبانزي في دولة الكونغو والجابون و الثلث الباقي ينتشر في جميع أنحاء وسط افريقيا.
تمثل الفاكهة ٦٥% من غذاء الشمبانزي، كما أنه يتغذى على النباتات و الخضروات و لحاء الأشجار و الثدييات الصغيرة و الحشرات و لحاء الأشجار.
يصنف حيوان الشمبانزي ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منذ عام 2007، ويوجد حوالي ١٥٠- ٣٠٠ الف فرد من الشمبانزي على قيد الحياة، وذلك حسب تقدير الصندوق العالمي للحياة البرية، ووفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يُتوقع أن تبقى حيوانات الشمبانزي على قيد الحياة ما يقارب 30 إلى 40 سنة أخرى، و ذلك لتدمير الانسان أماكن سكنها بإزالة الغابات، والصيد الجائر، كما أنّ حيوان الشمبانزي معرض للفيروسات التي تصيب الإنسان، مثل الالتهاب الرئوي والسعال الديكي والإيبولا والبرد الشائع، والإنفلونزا والحمى الصفراء والسل والحصبة وفيروس نقص المناعة البشرية، وقد تصاب بأمراض طفيليات أخرى مثل داء الفيلاريات، والجيارديا والبلهارسيا، و السالمونيلا، فكل ذلك يساهم في تهديد حيوان الشمبانزي بالانقراض.