أثيوبيا تتصنع الفرح بإكمال الملء الثاني لسد النهضة، وتروج لأحلامها بهذا الملء، وهو ما شككت فيه مصادر معنية بملف مياه النيل، وأن حقيقة الأمر أن أديس آبابا فشلت في تحقيق حجم التخزين الذي سبق أن أعلنت عنه والذي يقدر بحوالي 13.5 مليار متر مكعب.
وأضافت المصادر لـ «أجري توداي» إن الأمر لم يكن بيد إثيوبيا، لأسباب فنية وسياسية وليس في إمكانها التحكم في كمية التخزين، كما أنها لم تتمكن من مواصلة البناء في الممر الأوسط للسد للمستوى الذي سبق أن أعلنت عنه، موضحة أن حكومة أديس آبابا فشلت بالتأكيد في تنفيذ حجم الملء الذي أعلنته أحاديا.
وأكدت المصادر إن إثيوبيا سبق أن أعلنت أنها ستقوم بتخزين نحو 13 مليار متر مكعب خلال موسم الفيضان الحالي وعلى مرحلتين، الأولى في يوليو الحالي وتعتزم فيها ملء نحو 6.6 مليار متر مكعب، والثانية خلال شهر أغسطس المقبل وتعتزم فيها ملء 6.7 مليار متر مكعب، مضيفة: لكن في واقع الأمر هناك صعوبة كبيرة في تخزين هذه الكمية في ظل الارتفاع الحالي للممر الأوسط لسد النهضة وهو ما يعني عدم صدق الرواية الأثيوبية.
وأوضحت المصادر أن الكمية التي يمكن لإثيوبيا تخزينها خلال هذا العام لن تزيد بأي حال على 3 مليارات ولكنها تحاول من خلال خطاباتها التي سبق أن أرسلتها لمصر والسودان إيهام العالم أنها تصرفها ليس أحاديا وأنها تقوم بالتنسيق مع البلدين.
ومن جانبه أعرب السفير عبدالحليم عبد المحمود سفير السودان السابق في مصر عن أسفه لهذا الاعلان والاجراء الآحادي من جانب إثيوبيا الذي لا يتسق مع ضرورات حسن النية التي أكد عليها إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث عام 2015، ومرتكزات وأسس التعاون الإقليمي والتزامات إثيوبيا بموجب الأعراف الدولية.
ومن جانبه قال الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي في الموارد المائية إن السلطات الاثيوبية فشلت في استكمال عملية الملء الثاني، وانها أجبرت على وقف عمليات البناء في الممر الأوسط لسد النهضة، موضحا أن اثيوبيا لم تستطع بناء سوى 8 أمتار فقط في الممر الأوسط وهذا معناه انهم لن يستطيعوا حجز سوى 3 مليارات متر مكعب فقط.
وقال الدكتور عباس شراقي لـ«أجري توداي» إن إثيوبيا كانت تستهدف تخزين حوالي 13.5 مليار متر مكعب في المرحلة الثانية لملء سد النهضة يضاف اليهم 5 مليارات متر مكعب تم تخزينها العام الماضي في المرحلة الأولي للملء، مضيفا «وبالتالي كان من المفترض ان يتم تخزين 18.5 مليار متر مكعب من المياة في بحيرة السد، ولكن فعليا حجم التخزين في البحيرة حاليا هو أقل من 8 مليارات متر مكعب لكون الارتفاع الحالي للسد يقف عند 573 مترا.
وقال «شراقي»، إن بحيرة سد النهضة وصلت إلى منسوب الخرسانة الحالية (573 م) مما يصعب من رفعها أكثر من ذلك مع استمرار هطول الأمطار بغزارة الأمر الذي أجبر السلطات الإثيوبية على سحب المعدات من أعلى الممر الأوسط وذلك بسبب أن مياه الفيضان بدأت في العبور أعلى الممر الأوسط، مؤكدا أنه رغم ضعف التخزين الثاني الذي يعادل حوالي 3 مليارات متر مكعب، وإجمالي 8 مليارات متر مكعب، فإن موقف مصر والسودان لم يتغير من رفض أي تخزين بدون اتفاق.
واعتبر الدكتور عباس شراقي أن إعلان إثيوبيا نجاح الملء الثاني لهدف سياسي فقط، وقال في رده على تصريحات وزير الري الاثيوبي بأن إكتمال الملء الثاني لن يتسبب في ضرر لمصر والسودان «أن الفيضان بدأ في المرور بالفعل من أعلي الممر الأوسط، مشيرا إلى أن الفتحتين الموجودين في أسفل جسم السد يمرروا يوميا حوالي 50 مليون متر مكعب في حين أن حجم مرور الفيضان أعلى جسم السد يبلغ 600 مليون متر مكعب وقد يصل إلى مليار متر مكعب يوميا وبالتالي فإن حديث وزير الري الاثيوبي عن مرور المياه من الفتحتين لا معنى له.
وكشف الدكتور عباس شراقي عن أن المرحلة الأولى لملء السد لم تكتمل، مؤكدا أن اكتمال عملية الملء تتم في حال البدء في توليد الكهرباء.
وقال: «رغم مرور عام على عملية الملء الأول والتي تم فيها تخزين حوالي 5 مليارات متر مكعب والتي كانت كافية لبدء توليد الكهرباء من التوربينات إلا أنه حتى الآن لم تستطع اثيوبيا بدء توليد الكهرباء» مضيفا: هذا معناه أن هناك مشكلات مستمرة في التوربينات.