د رنين الجمال تكتب: كيف نحمي صحة الإنسان من أمراض الأسماك؟
طبيب بيطرى ثالث – معمل فحوص الأغذية ببورسعيد معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعتبرالأسماك من اهم المصادر الرئيسية في تغذية الانسان لما تحتويه من عناصر غذائية من البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية الهامة وغيرها من العناصر الضرورية للحياة حيث تمثل ثلث البروتين الحيواني من غذاء الانسان و خصوصا في محافظة بورسعيد.
كما ا ن الثروة السمكية تعتبر من اهم مصادر الدخل في مصر سواء في الأسواق الداخلية او من خلال التصدير للأسواق العالمية. فلذلك تهدف هذه الدراسة الى حماية صحة المستهلك و أيضا حماية للثروة السمكية.
وأكدت الدراسات العلمية أن الغذاء وسط جيد وبيئة صالحه لنمو اغلب الميكروبات وخاصة البكتيريا الممرضة للأسماك , وتنشط هذه البكتريا وتتكاثر بسرعة كبيرة عند توافر البيئة المناسبة لها من درجة الحرارة ورطوبة وغيرها ، أي أن الغذاء أصبح مصدراً لنقل الكثير من الأمراض .
ونظرا لأهمية الأغذية البحرية وخطورة هذه الامراض فان هذه الدراسة تهدف الى تحديد مدى انتشار بعض الميكروبات وخاصة (ميكروب الايروموناس و السيدوموناسى والفبريو) في بعض الأسماك البحرية في محافظة بورسعيد ومنها ( الدينيس والسهلية من اسماك العائلة البورية)
بعض من فوائد الأسماك:
- تحتوى على فيتامين A والذى يحافظ على صحة الجلد وصحة العين.
- تعد مصدر هام للبروتينات ومضادات الاكسدة مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان وامراض القلب.
- تعتبر مصدر هام للاملاح المعدنية وخاصة اليود وأيضا الصوديوم والبوتاسيوم .
- تحتوى على الاحماض الدهنية الأساسية لذلك تعالج الحالة النفسية والمزاجية.
- تعالج امراض القلب والوقاية منها حيث ان زيت السمك يحتوى على بعض العوامل التي تقاوم تكون الجلطات الدموية التي تسد مجرى الاوعية الدموية وتخفض نسبة الكوليسترول لذلك فهى تحمى أيضا من الازمات القلبية المفاجئة.
- تعتبر الأسماك من الأغذية المفيدة لتقوية الذاكرة.
- تساعد الأسماك في علاج الربو لغناها بالزيوت الطبيعية.
- تحتوى الأسماك على نسبة كبيرة من الحديد الحيوانى سهل الامتصاص لذلك تعتبر بديلا لتناول اللحوم .
ومن اهم الأمراض البكتيرية (Bacterial diseases) التي تصيب الأسماك:
حيث تتعدد البكتريا المرضية للأسماك والتي يمكن تقسيمها كما يلى:
أ. وفقا لتحملها لدرجة الحرارة:
- البكتريا السيكروفيليك التي تنمو في درجات الحرارة الدنيا (٠–١٥) درجة مئوية
.(Sychrophilic bacteria)
- البكتريا الميزوفيلك التي تنمو في درجات الحرارة الدنيا (٢٠–٥٥) درجة مئوية (Mesophilic bacteria)
ب. على حسب طبيعتها:
- البكتريا الدنيئة والتي تعيش على المواد العضوية (Saprophytic bacteria).
- البكتريا الانتهازية (Opportunistic bacteria).
- البكتريا المرضية (Pathogenic bacteria).
ج. على حسب احتياجها للاكسجين في النمو والتكاثر:
- البكتريا الهوائية (Aerobic bacteria).
- البكتريا اللاهوائية (Anerobic bacteria).
د. على حسب طبيعتها المرضية:
- بكتريا التسمم الدموي (Septicaemic bacteria).
- البكتريا الخارجية الحادة (Non-septicaemic bacteria).
- البكتريا الجهازية و المزمنة و الدرنية (Granulomatous bacteria).
ويمكننا تناول وشرح التقسيم الأخير على حسب طبيعتها المرضية:
أولا: أمراض التسمم الدموي البكتيرية في أسماك المزارع السمكية:
وهى تضم العديد من الأمراض لعل أهمها:
1- مرض التسمم الدموي الإيرومونسى.
2- مرض التسمم الدموي السيدوموناسى.
3- مرض الكوليرا (الفيبريو).
4- مرض الإدوارسيللا.
5- مرض التهاب الفم و الأمعاء الأحمر.
6- مرض التسمم الدموي للميكروب السبحى (الإستربتوكوكس).
طريقة العدوى وكيفية حدوث أمراض التسمم الدموي البكتيرى:
طريقة العدوى:
1- عن طريق الفم.
2- عن طريق الخدوش في الجلد أو الخياشيم.
كيفية حدوث العدوى:
- تحدث العدوى غالبا في الأسماك التي تعانى من الإجهاد في المزارع السمكية ولعل الكثافة في أعداد الأسماك المستزرعة في وحدة المياه أو نقل الزريعة لمسافات طويلة أهم عوامل الإجهاد للأسماك.
- تكاثر الميكروبات السابقة في أمعاء الأسماك يصاحب بإفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة باسم الإنتيروتوكسين والذى يؤدى الى التهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهية.
- مع تزايد التكاثر البكتيري في الأمعاء الملتهبة يصل الميكروب الى الدم ليفرز العديد من السموم البكتيرية لعل أهمها سموم الهيموليسين والبروتياز والسيتوتوكسين والتي تؤدى الى التكسير الحاد في خلايا الدم الحمراء والبيضاء على السواء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتي تؤدى الى العديد من الأعراض المرضية الخارجية والداخلية على السواء.
- في الحالات المزمنة يصل الميكروب المسبب للمرض الى عضلات وجلد الأسماك مفرزا سما آخر يعرف باسم الدرمونكروتوكسين والذى يؤدى الى تنكرز الجلد وظهور القرح السطحية والعميقة في أجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة.
الأعراض الظاهرية لأمراض التسمم الدموي البكتيري:
1- الطور فوق الحاد:
أ- النفوق الحاد في الأسماك المصابة والذى يصل الى نسبة ١٠٠٪ في الأسماك الصغيرة (يرقات وزريعة الأسماك) وحوالى ٨٠-٩٠٪ من الأسماك اليافعة في أحواض التربية دون ظهور أعراض خارجية مميزة نتيجة للصدمة الدموية من ارتفاع الحمل البكتيري ونسب السموم المفرزة منها في دماء الأسماك المصابة.
2- الطور الحاد:
أ- الأنزفة الخارجية على زعانف والأماكن المختلفة من جلد الأسماك المصابة.
ب- تساقط القشور مع التآكل الشديد للزعانف في الأسماك المصابة.
ج- جحوظ العينين.
د- الإستسقاء البطني.
ه- بروز الأمعاء الملتهبة من فتحة المجمع لبعض الأسماك.
3- الطور المزمن:
أ- القرح السطحية والعميقة على جسم الأسماك المصابة والتي تظهر بأماكن محددة تختلف من سمكة لأخرى في الأسماك المختلفة حيث تظهر في البداية في منطقة الذيل في أسماك المبروك العادي، وعلى الظهر في أسماك البلطي النيلي والمنطقة الخلفية للرأس في أسماك البوري.
ب- في حالة الإصابة بميكروب (الإيدواردسيللا تاردا) خاصة في أسماك القرموط تظهر بعض الانتفاخات على الجلد والمحتوية على غاز كبريتيد الهيدروجين ذو رائحة البيض الفاسد والذى يؤدى الى اكتساب الأسماك هذه الرائحة وكأنها مرباه في مياه الصرف الصحي.
ويمكن تشخيص هذه الأمراض عن طريق:
1- الفحص الظاهري للأسماك المصابة ويشمل تاريخ المرض في المزرعة، نوعية الأعلاف المستخدمة، نوعية المياه المستخدمة.
2- الأعراض المرضية الظاهرية.
3- الصفات التشريحية الداخلية.
4- عزل المسبب المرضى البكتيري معمليا وتصنيفه بيوكيميائيا.
5- التصنيف المؤكد من خلال طرق البيولوجية الجزيئية (PCR).
أعراض التسمم الدموي
طرق الوقاية و العلاج:
ينطبق القول الشائع بأن الوقاية خير من العلاج تماما على أمراض التسمم الدموي البكتيري بين أسماك المزارع السمكية لعدة أسباب:
١. أن العلاج غالبا ما يتم بعد ظهور الأعراض المرضية على الأسماك مما يعنى أن السموم البكتيرية التي تحدث تلف الأنسجة في الأسماك المصابة قد تم إفرازها بنسب عالية.
٢. أن العلاج الكيميائي غالبا ما يكون باستخدام المضادات الحيوية واسعة المدى، ولكن التأثير العلاجي غالبا ما يكون محدودا نظرا لأن المضاد الحيوي قاتل للبكتريا ولكنة لا يؤثر على السموم البكتيرية المفرزة.
٣. أن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالبا ما تكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل على الأعلاف المعالجة بالمضادات الحيوية.
٤. أن وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوي المستخدم للأسماك يعنى حدوث تعود للميكروب المسبب على المضاد الحيوي المستخدم مما يؤدى الى وجود عترات بكتريه ممرضة لا تتأثر بهذا المضاد الحيوي إذا ما أعيد استخدامه.
٥. أن المضادات الحيوية غالبا ما تكون عوامل مثبطة مناعيا وصحيا للأسماك المصابة مما يؤدى الى سرعة وزيادة نفوق الأسماك والذى يمثل خسائر اقتصادية .
ثانيا: الأمراض البكتيرية الخارجية
وهى من الأمراض البكتيرية الشائعة في مياه المزارع السمكية في المياه الدافئة. ولعل المسبب البكتيري لها هو ميكروب الفلافوبكتريا الذى يتواجد بصورة طبيعية في مياه المزارع السمكية خاصة التي تتميز بارتفاع نسب المادة العضوية.
وتتلخص هذه الأعراض الأكلينيكية فيما يلى:
1- أعراض الأسفكسيا (نقص الاكسجين) المتمثلة في ظهور الأسماك على سطح المياه خاصة عند فتحة الري للأحواض.
2- تآكل الأغشية الخيشومية للأسماك المصابة.
3- نفوق الأسماك خاصة كبيرة الحجم (المردود الاقتصادي).
4- تآكل الذيل والزعانف وظهور التقرحات الجلدية التي تؤدى الى ارتفاع نسب النفوق بين الأسماك.
طرق الوقاية والعلاج:
1- استخدام المطهرات الخارجية مثل ملح الطعام وبرمنجنات البوتاسيوم كحمامات خارجية.
2- استخدام المضادات الحيوية (كإضافات علفية ومطهرات خارجية) في الحالات المتقدمة لسرعة القضاء على الميكروب.
ومما سبق يتضح انه يتوجب علينا حماية الثروة السمكية بكافة السبل ودراسة الاخطار التي تهددها والامراض التي تصيب الأسماك وتنتقل الى الانسان مما يؤثرعلى الصحة العامة وذلك من خلال الأساليب العلمية المناسبة للحفاظ عليها وزيادة الكفاءة الإنتاجية من الأسماك مما يساهم في زيادة الدخل القومى للبلاد. .