الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د عبدالمنعم صدقي يكتب: خطورة التغيرات المناخية على الانتاج الحيواني والنباتي

>>الإهتمام بالتهوية داخل العنابر ومساكن الحيوانات وتوفير المدى الحراري المريح للحيوان

استاذ  بمعهد بحوث الانتاج الحيواني- مركز البحوث الزراعية – مصر

ينص الهدف الثالث عشر( العمل المناخي) من اهداف التنمية المستدامة علي ” اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره من خلال تنظيم الانبعاثات وتعزيز التطورات في مجال الطاقة المتجددة”

بين عامي 1880 و2012 ارتفع متوسط الحرارة في العالم بـ 0.85 °م. ارتفاع درجة الحرارة درجة واحدة يخفض انتاجية محاصيل الحبوب بـ 5 % بسبب ارتفاع الحرارة فقد العالم  40 مليون طن من القمح والذرة  بين عامي 1981 و2002 و في الفترة بين عامي 1901 و2010 ارتفع متوسط مستوى سطح البحر عالميا بمقدار 19 سم وانكمش مسطح الجليد بالقارة القطبية منذ عام 1979 بفقدان مسطح مساحته 1.07 مليون كيلومتر مع تواصل انبعاثات غازات الدفيئة من المحتمل أن يتجاوز الارتفاع في درجة الحرارة عالميا بنهاية هذا القرن 1.5 °م . وسيستمر ذوبان الجليد. ومن المقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر بما مقداره 24-30 سنتيمترا بحلول عام 2065 و40-63 سنتيمترا بحلول عام 2100. وسوف تستمر بدأب معظم جوانب تغير المناخ لدى كثير من البلدان حتى في حالة وقف الانبعاثات.

ارتفعت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم  (CO2) بنحو 50 في المائة منذ عام 1990. وتسارع النمو في الانبعاثات في الفترة بين عامي 2000 و2010 بأكثر مما كان عليه في كل عقد من العقود الثلاثة السابقة.

تعتبر الزراعة مسئولة عن 80 % من إنبعاثات أكسيد النتروز نتيجة  تحلل الأسمدة  وحوالي40 % من غاز الميتان من تحلل المواد العضوية وحوالي 25 % ومن روث الماشية وبولها. بسبب زيادة النشاط البشري الصناعي ما أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة في الغلاف الجوي  فوجود غازات مثل الميثان وغاز أول أكسيد النيتروز وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هو وجود طبيعي لحفظ حرارة الكرة الأرضية أثناء الشتاء والليل بتركيزاتها الطبيعية لكن بزيادة معدلات النشاط الصناعي حدث زيادة في تركيزات هذه الغازات. وحدوث ما يسمى بـ”الاحتباس الحراري”

لتغيُّرات المناخ  تاثيرات كبرى علي الزراعة بتاثرها على النظم الإيكولوجية ويؤثر على إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني  والموارد الزراعية من التربة والمياه  والأمن الغذائي. وقد تزداد تلك التاثيرات  لتصل الي حالات الجفاف والفيضانات والموجات الحارة وتوزيع الأمطار. النظم الإيكولوجية الاكثر هشاشة ستعاني كثير من تلك التغيرات مما يتسبَّب في تدهور حاد للأراضي ويعرِّض الأمن الغذائي لمزيد من الخطر. ومن اثار تلك التغيرات

  • زيادة مستوى مياه البحر بنحو 50 سنتيمترا
  • التغييرات التي ستحدث ستستمر لعقود أو قرون
  • زيادة متوسط كمية الأمطار في العالم نحو 5 %
  • زيادة درجة الحرارة بنحو 2°م و تقلص مساحة المناطق الجليدية
  • فقدان التنوع البيولوجي  وتعديل تركيب أصناف النظم الإيكولوجية
  • هجرة الأصناف والنظم الإيكولوجية والمحاصيل والحيوانات إلى مناطق جديدة
  • تفاعلات وتوازنات بين الأصناف النباتية والآفات والأمراض
  • وقوع الحيوان تحت إجهاد حراري يقلل من إنتاجيته من لحم أو لبن أو صوف نتيجة أنه يقلل من المأكول وكذلك هذا الإجهاد يوجه الحيوان فيه طاقته لتقليل ذلك الإجهاد مما يقلل انتاجية الحيوان.
  • تؤثر على الصحة التناسلية للحيوان ففي الذكور تقلل من جودة السائل المنوي وفي الإناث يطيل من الفترة ما بين الولادتين ويؤخر الشياع ويقصر فترته مما يقلل عدد المواسم المتحصل عليها من حيوانات انتاج اللبن أو يقلل عدد الولادات من الأغنام والماعز.
  • تغير درجة حرارة المياه مما يدفع الاسماك للنزول لمستوي اقل مما يؤثر علي عمليات الصيد

اقتراحات للتغلب علي اثار التغيرات المناخية

  • تقييم أثر التغيُّرات المناخية  وانسيابية المعلومات و نمذجة اتجاهات المناخ في المستقبل والتنبؤ بها.
  • استخدام التقنيات النووية والنظيرية لمعرفة المزيد عن آثار تغيُّر المناخ وتقييمها بما يدعم تكثيف إنتاج المحاصيل والمحافظة على الموارد الطبيعية.
  • الإدارة الجيدة لمياه المحاصيل وتطوير أساليب تجميع المياه وصيانتها
  • تحسين كفاءة استخدام المياه في المحاصيل مع الاخذ في الاعتبار تكلفة المياة لكل محصول
  • الاهتمام بالزراعة في المناطق الساحلية
  • تعديل العلاقات بين المحاصيل/الحيوان والآفات/ الأمراض بما في ذلك الآفات والأمراض الجديدة
  • تحسين جودة استخدام الأسمدة لتقليل  إطلاق أكاسيد الأزوت في الجو
  • زيادة كفاءة الأعلاف لتحسين عمليات الهضم في المجترات و استخدام إنزيمات تساعد على الهضم
  • تقليل الفاقد في المحاصيل الزراعية والذي يؤدي لفقد يتراوح بين25-30% مسببا خسائر لكميات كبيرة من المياة وفقد قيمة منتجات من الارض فضلا عن انبعاثات الغازات
  • توافر المياه النظيفة أمام الحيوانات طوال الوقت لتقليل الإجهاد الحراري.
  • الإهتمام بالتهوية داخل العنابر ومساكن الحيوانات وتوفير المدى الحراري المريح للحيوان حتى تظل كامل طاقته موجه للإنتاج والصحة التناسلية.
  • الإهتمام بالأعلاف وتقديم علائق متزنة في كافة مكوناتها وعناصرها المعدنية كفيتامين C لخفيف الإجهاد الحراري.
  • تقليل انبعاثات الغازات من الماشية بابتكار اضافات تعمل علي تحويل الغازات لصورة غير غازية

مجابهة التحديات المناخية  لذوي الحيازات الصغيرة

  • الإدارة المتميزة للمحاصيل و المياه و الأراضي بضبط مواعيد الزراعة  لتجنب الارتفاعات الطارئة  في درجات الحرارة  وللتأقلم مع نقص الأمطار
  • استخدام أنواعًا مختلفة من المحاصيل والأصناف
  • استنباط أصناف جديدة من الحيوانات الزراعية كالماشية والمجترات الصغيرة والدجاج والبط والرومي و الأرانب والسمان لها المقدرة علي تحمل ارتفاع درجات الحرارة
  • باستنباط اصناف من المحاصيل الزراعية تتحمل الحرارة والملوحة
  • استنباط الخطوط النباتية والحيوانية التي لها القدرة علي تحمل التغيرات المحتملة.
  • توجه الباحثين نحو تقليل انبعاث الميثان من المجترات
  • التوسع في انشاء البيوت المحمية لتوفر مدخلات الانتاج وتوفير ظروف بيئية مناسبة للمحاصيل والخضر وكذلك زراعه الطماطم علي السلك
  • التوجة نحو انتاج الهجن القزمية في الحمضيات والعنب والفراولة وذلك لان الاحتياجات المائية والغذائية قليله عن الاصناف العادية كما انها تعطي نفس كمية الانتاج واكثر
  • التركيز علي انتاج هجن حيوانية قزمية مثال ذلك (فيديت )هجين دجاج صغير الحجم يعطي انتاج بيض وزن البيضة مساوي لنفس الناتجة من انواع عادية الا ان الفرق في توفير الاحتياجات الحافظة للطائر ويمكن ان يندرج ذلك علي حيوانات اخري
  • اعداد وتنفيذ برامج انتخاب لمحاصيل تعطي انتاج مكثف مع تقليل السكريات بها لمنع الفساد لكي تتحمل النقل التصدير مع تقليل الفاقد

تدعم منظمة الفاو اتفاقية باريس لمواجهة الجوع والفقر والتغير المناخي معاً لتقليص الفقر في المناطق الريفية والزراعة المستدامة والاستراتيجيات التي تدعم فعالية استخدام الموارد وتحافظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية وتستعيدها وتكافح آثار التغير المناخي.كما تقوم الفاو بالفعل بدعم الدول لدمج القطاعات الزراعية في خطط التكيف الوطنية بشكل أفضل ولتنفيذ مساهماتها المقررة وطنياً.

علي كل الاطراف المساهمة في خفض الانبعاثات سواء من الدول الصناعية المسئوله عن جزء كبير من تلك الانبعاثات. الصين أكبر دولة تُسهم في زيادة غازات الاحتباس الحراري ثم أمريكا  فروسيا  ثم كندا ثم  الاتحاد الأوروبي وذلك بسبب النشاط الصناعي المكثف لديها وبالرغم من ذلك فإنها  الأقل تأثرًا بالتغيرات المناخية. درجات الحرارة من المتوقع أن تزيد بنحو درجة مئوية واحدة بحلول عام 2030 وبدرجتين مئويتين في نهاية القرن القادم و  تأثيراتها ستكون متباينة باختلاف الأقاليم. فالتأثيرات على الزراعة مثلا سوف تكون أكثر ضررا في المناطق الاستوائية أكثر من المناطق المعتدلة وقد تستفيد الدول المتقدمة بقدر أكبر ذلك احتمال زيادة إنتاجية الحبوب في كندا وشمال أوروبا وبعض المناطق في روسيا.

ادت إزالة الغابات في مناطق الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية في الاقتصادات الصاعدةحيث تبقي 6.2 مليون كيلومتر مربع من أصل 16 مليون كيلومتر مربع من الغابات المطيرة التي كانت تغطي الأرض سابقًا. تم ازاله ما يقارب 55 مليون هكتار من الغابات المطيرة من أجل الزراعة الحيوانية. فُقد أكثر من 3.6 مليون هكتار من الغابات الاستوائية الأصلية عام 2018.

علي الدول الصناعية الكبري ان تقوم بتبني زراعه حزام اخضر بغابات كثيفة في محاوله لعمل توازن بيئي لتقليل اثر الاحتباس الحراري بصورة فعليه وعليها القيام بدورها بالدعم المادي لمن تضررو من انشطتهم الصناعية والتوقف الفوري عن اي انشطة تسبب مزيدا من الاضرار بالبيئة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى