د هالة إسماعيل تكتب: الأمان الحيوى في مزارع الأسماك
باحث – معهد ضحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعريفه والهدف من تطبيقه
هو سلسلة من الاجراءات و التدابير المتبعة لحماية مزارع الأسماك من الامراض و توفير بيئة صحية امنه و ذلك بالعمل على الحد من انتشار مسببات الامراض سواء كانت فيروسية, بكتيرية, فطرية أو طفيلية وبعض العوامل البيولوجية الأخرى و مراقبتها وكذلك التنظيف والتطهير. ويهدف أيضا الى حماية العاملين والمستهلكين وتحقيق أعلى ربح بتقليل الصرف على الادوية و الرعاية الصحية للاسماك. ويتطلب ذلك برنامج فعال لمنع حدوث العدوى والوقاية منها, لانه في بعض الحالات يكون من المستحيل العودة الى الظروف المثالية داخل المزرعة بالإضافة الى الخسائر الاقتصادية الفادحة .
أهمية تطبيق الأمان الحيوى لمزارع الأسماك في مصر
تواجه اسواق تصديرالأسماك المصرية خطرا كبيرا بعد إعتماد الإتحاد الأوروبى وبعض الدول المستوردة لائحة تقر بعدم استيراد اى نوع من الاسماك المستزرعة من المزارع التى لا تطبق نظم الرقابة والجودة فى كل مراحل الانتاج اضافة الى دخول دول اخرى نامية من دول حوض النيل و بعض الدول العربية فى مجال الإستزراع المكثف لإنتاج البلطى بنظم استزراع وتحكم متقدمة مما يشكل تنافسية عالية جدا مع الأسواق المصرية التى تعتبر من اكبر الأسواق نموا خلال الثلاثة عقود الماضية لذلك يجب وضع إستراتيجيات أمان حيوى محكمة على الرغم من تكلفته الظاهرية المرتفعة الا انه من الممكن ان يوفر مئات الملايين من الجنيهات من خلال انخفاض فرص الاصابة بالامراض بالاضافة الى ثقة المستورد والمستهلك فى المنتج وارتفاع القيمة التصديرية للأسماك .
كيف تنتقل مسببات الامراض الى مزارع الأسماك:
– الأحواض الطينية و هى النوع الأكثر إنتشارا في مصر بسبب انخفاض تكاليف التشغيل والتي تتميز بطبيعتها المفتوحة مما يزيد من تأثير العوامل البيولوجية على الأسماك المستزرعة خلال دورة الإنتاج مثل إستاكوزا المياه العزبة و بعض الطيور والبرمائيات والزواحف و التي تفرض اثارها الضارة و يوثر سلبا على عملية الأستزراع السمكى و يؤدى في نهاية المطاف انتشار العوامل الممرضة بالطرق الميكانيكية و البيولوجية المباشرة والغير مباشرة .
– استخدام مياه الصرف الزراعي والاستعمال الخاطئ للسماد الحيواني مما يؤثر على جودة المياه والتي تعد واحدة من أهم شروط الاستزراع المائي وهي الخطوة الأولى في بدء الجهود لتوفير علاقة مناسبة بين الأسماك والبيئة وتحسين الظروف الصحية والفسيولوجية للأسماك..
– الإدخال المتكرر للأمهات من مصادر غير موثقة وكذلك نقل الأسماك من مناطق جغرافية مختلفة قد يؤدى الى دخول العوامل الممرضة وحدوث موجات مفاجئة من الأمراض التى قد تؤثر سلبا على الإنتاجية النهائية للمزرعة .
– تغذية الأسماك يمكن أن تكون أيضا مصدرا للمرض مثل مسحوق السمك الغير معامل حراريا و الأطعمة المجمدة والأطعمة الحية يمكن أن تسبب البكتيريا والطفيليات والفيروسات والفطريات. أيضا ، إذا تم تخزين الطعام بطريقة غير امنة، يمكن أن تحتوي على السموم الفطرية. كما يتيح تراكم الأعلاف غير المستخدمة على أرضية البرك نمو مسببات الأمراض.
– التسميد العضوى للأحواض الطينية نظرا لخطورة انتشار بعض الامراض من خلال زرق الطيور المستخدم خصوصا اذا لم يعرض الزرق لعمليات تجفيف معقولة للتخلص من الميكروبات الضارة.
– الحاويات المعدنية والمرشحات والرواسب وجدران االاحواض أماكن جيدة لتخزين مسببات الأمراض
كيفية تطبيق الأمن الحيوي في مزارع الأسماك:
1- التعامل المباشر مع المزرعة
– انشاء إدارة للصحة المثلى لضمان التنفيذ المستمر للسياسات الوقائية لمسببات الأمراض
– منع دخول الحيوانات الأليفة والطيور في المزرع
– بالنسبة للأفراد(العمال والمشرفين والزائرين) لابد من وجود ملابس خاصة وأحذية لهم ولا يسمح بزيارات للمزرعة إلا بعد تبديل الملابس
– يجب أن يحدد للزوار أوقات محددة للزيارة وعند الضرورة فقط كعمال الصيانة والمفتشين ويطلب منهم إرتداء أفرولات وكفوف وأحذية وإنشاء مغاطس للقدم على مدخل المزرعة والاحواض.
– يجب اجراء الفحص الدوري للعاملين بالمزرعة.
– يجب أن يحتفظ بسجلات لزوار المزرعة ومواعيد الزيارات وأسماء الأشخاص وطبيعة أعمالهم وعناوينهم كي يكون مرجعاً في حالة حدوث وباء للتقصي عنه عند الضرورة
–عدم الاستعانة بعمال المزارع المجاورة الاخرى.
– وضع شبك على مداخل المياه كحاجز على فتحات الري والصرف يؤدي لمنع دخول أي كائنات أخرى غريبة عن الحوض والتي تحتمل أن تكون حاملة للمرض أو العدوى مثل القواقع التي تحوي الطور المعدي للأسماك والزريعة أو الأسماك البرية الحاملة لأي طور مرضي أو الأسماك المفترسة .
2- مراقبة جودة المياه
الاستعانة ببعض الاليات المستحدثة التي انتشرت فى المزارع السمكية بجنوب شرق اسيا لتقليل فرص وجود اى سموم فطرية او بكتيرية بأحواض الأسماك الطينية مثل إضافة مسحوق الطمى المعقم الذى يستطيع امتزاز و جذب معظم السموم والهبوط بها الى قاع الحوض كذلك استخدام مسحوق الطحالب الخضراء المزرقة التى تمثل مصدر بروتينى عالى الجودة و مضاد جيد للسموم ومحفز ممتاز لجهاز المناعة فى الأسماك
مراقبة نسبة الأمونيا والنيتريت والاكسجين المذاب وثانى أكسيد الكربون لانها تؤدى الى تقليل المناعة و زيادة القابلية المائية لمسببات الأمراض
يجب فصل مياه الحجر عن مياه المزرعة وعدم دخول منفذها إلى المزرعة
3- رعاية الأسماك والزريعة:
من العوامل المهمة لتحقيق الوقاية اللازمة للمزارع السمكية هى الحصول على زريعة من مصادر موثوقة أوعلى الأقل يتم معاملتها في حمامات المضادات الحيوية المخففة أو المطهرات والتي يتم التعامل بها عن طريق الطبيب البيطري أو عمل محلول ملحي للأسماك بتركيز 5 % لمدة 5 دقائق أو محلول برمنجنات البوتاسيوم 1 / 200 ألف للقضاء على أي طفيليات أو فطريات والبكتريا الضارة، ولكن يلاحظ أنه يجب استخدام هذا العلاج في الأحواض التي يسهل صرف مياهها بسهولة حتى لا تضر الأسماك
4- التغذية :
يمكن للأسماك في البيئة الطبيعية المتوازنة القيام بعملية انتقاء للغذاء المناسب الذي تحتاج إليه، وذلك على عكس المزارع السمكية، حيث يعمل المربى على توفير هذه الاحتياجات عن طريق ما يعرف بالتغذية المكملة، وأي نقص أو زيادة في هذه الاحتياجات أو اختلاف في النوعية يؤدي إلى خلل وبالتالي لمرض للأسماك ومن الجدير بالذكر أن أفضل البروتينات التي تضاف للعليقة، هو ما كان من مسحوق السمك، إلا أن معامَلات هضم مساحيق الأسماك تختلف فيما بينها، بل إن معاملة بعض المساحيق بحرارة مرتفعة تسبب زيادة نسبة نفوق السمك وأمراض الكبد ‘كما وجد أن إضافة مخلفات المجازر من دهون الخنازير ولحوم ودهون البقر غير ملائمة للأسماك النهرية، حيث تؤدى لإتلاف الكبد، ويتسبب زيادة بروتين العليقة عن (44% ) إلى الإصابة بالكبد الدهني في أصناف البلطي الأخضر، بينما يؤدى انخفاضه لظهور أعراض قد تؤدى لنفوق أسماك البلطي الموزمبيقي.
5-التطهير
التطهير جزء اساسى لعملية الوقاية من الأمراض ومكافحتها في صناعة الاستزراع المائي. وبالتالي يحد من خطر انتشار الكائنات المعدية ، تطهير عجلات السيارات التي تدخل أو تغادر المزرعة، وكذلك إنشاء توقف للزوار في موقع جيد من المزرعة
تثبيت أماكن التطهير للمعدات والسيارات والاحذية
جمع الأسماك الميتة للحد من انتشار مسببات الأمراض من سمكة إلى أخرى و التخلص منها بوسائل امنه.
6- الحجر الصحى
يساهم في تجنب مشاكل خطيرة متعددة، خاصة ما يتعلق منها بالأمراض المعدية، وهى فترة عزل للاسماك الجديدة مدتها 20-40 يوماً، ومن اهم فوائده :
1- تقييم الوضع الصحي للأسماك الجديدة لان الأمراض في دور الحضانة قد تظهر بعد أيام أو أسابيع من الحصول على السمك السليم ظاهرياً.
2- تقلص مخاطر انتقال المرض إلى الأسماك الموجودة سابقا حيث إن معظم الجراثيم والطفيليات تبقى في حوض الحجر إلى أن يقضي عليها العلاج المناسب
3- آلية إعطاء الأدوية المناسبة لان أحواض الحجر على الأغلب أصغر من الأحواض الجماعية، وبالتالي يلزم دواء أقل ، وكمية المواد العضوية التي قد تحد من نشاط الدواء الفعال تكون أقل
4- أقلمة تدريجية أكثر للأسماك الجديدة لان الحوض الجماعي هو غالباً بيئة شديدة التنافسية تكون فيها الأسماك الجديدة عرضة للخطر
7- التعامل مع حدوث عدوى
علامات وجود المرض : الحركة غير العادية للأسماك، سباحة الأسماك ببطء شديد وترنحها ، سباحة الأسماك وزعانفها مقفلة ‘ محاولة الأسماك للقفز من الماء وخارج الأحواض، أو اتجاه السمك للسباحة على سطح الماء في تجمعات مع فتح الفم لاستنشاق الهواء الجوي، عزوف الأسماك عن تناول الطعام، ارتفاع معدلات العكارة في مياه بالحوض عن الطبيعي مع حدوث تغيير في الرائحة .زيادة أعداد الطيور المائية حول الأحواض ‘حك السمكة جسمها بالحوض أو على جانيه‘ تغير ألوان الأسماك..
فحص الأسماك ظاهريا :اصطياد عدد من الأسماك ومراقبتها في حوض أو إناء زجاجي لمتابعة العلامات الظاهرية على الأسماك، مثل تغير لون السمكة، رشح دموي على الجلد في شكل بقع حمراء، أو في شكل قرح سطحية أو بقع قطنية الشكل .حدوث تورم في مناطق البطن أو العينين أو فتحة الشرج .ظهور أماكن خالية من القشور،ظهور ديدان بين القشور أو الزعانف تغير لون البراز إلى اللون الطيني .وجود ارتشاحات مائية تملأ التجويف البطني.
تشريح السمكة: بفتحها بداية من فتحة الشرج وصولاً للبلعوم باستخدام مقص، ثم قص حول التجويف البطني للسمكة وفحص الخياشيم‘ الأمعاء‘ الكبد‘ الحوصلة المرارية‘ الكلى‘ لون العضلات والحوصلة الهوائية.
الإبلاغ السريع فى المراكز البيطرية ويتم أخذ عينات من الأسماك الميتة أو الأسماك الحية لعزل الميكروبات المسببة للمرض وعمل اختبار الحساسية لتحديد العلاج المناسب
ومن خلال كل هذه القواعد و الاجراءات الصحية المعروفة ” بالامان الحيوى ” تمثل الطريقة الانجح و على المدى الطويل لتحسين المردود الاقتصادى وجودة المنتج .