د عبدالعليم سعد يكتب: التغيرات المناخية و«الآثار المخيفة »علي كوكب الأرض
كلية الزراعة- جامعة سوهاج – رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج
من الواضح على نحوٍ وافٍ أن التغير المناخي قد بدأ بالفعل يؤثر على حقوق الإنسان. وأن ذلك التأثير من المحتمل أن يتعاظم في الأعوام المقبلة وللتغيرات المناخية اثار مخيفة علي كوكب الارض منها:
- ظاهرة الاحتباس الحراري هي المسبب الرئيسي للحرائق، لأنها ترفع درجة الحرارة في الكثير من المناطق وتجعلها أكثر جفافا وعرضة للاحتراق، كما تتسبب أيضا في ارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء الذي تحتاجه النباتات لنموها. ويقول العلماء ان التغيرات المناخية ستتسبب في مزيد من الحرائق خلال الخمسة والعشرين سنة المقبلة، حيث أن ” نسبة الحرائق ستتضاعف بمستوى خمس مرات حتى عام 2040 مقارنة بالحرائق المسجلة حاليا”. و ستتفاوت من منطقة إلى أخرى .فالحرائق والفيضانات أصبحت تغزو كل ركن من أركان العالم، وأصبح لا مكان للهرب أو الاختباء.. فالاحتباس الحراري يدمر كوكب الأرض بشهادة العلماء.
الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ تسبب في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما اشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا، فيما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، فاليونان تستغيث، ومحميات إيطاليا مهددة، والنيران تلتهم أراضي بكاليفورنيا وبوليفيا .فمنذ نحو أسبوعين تواجه اليونان وتركيا والجزائر حرائق مدمرة، ساهم الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في زيادة حدتها، بعد أن اشتعلت في الغابات منذ الشهر الماضي في بلدان جنوب أوروبا، تزامنا مع أسوأ موجة حارة تشهده المنطقة منذ عقود.. وأدت الحرائق حتى الآن الي القتل للبعض و نقل العشرات إلى المستشفيات وإجلاء الآلاف
- في تقرير عن تأثير التغيرات المناخية على البشرية، قالت وكالة “فرانس برس”، إن نحو 166 مليون شخص في إفريقيا وأميركا الوسطى، احتاجوا إلى المساعدة بين عامي 2015 و2019 بسبب حالات الطوارئ الغذائية المرتبطة بتغير المناخ.
- هناك ما يقرب من 80 مليون شخص، أكثر عرضة لخطر المجاعة بحلول عام 2050.
- فيما يتعلق بسوء التغذية، فهناك نحو 1.4 مليون طفل سيعانون من التقزم الشديد في إفريقيا بسبب المناخ في 2050.
- انخفضت المحاصيل الزراعية بنسبة تتراوح بين 4 و10 في المئة على الصعيد العالمي خلال الثلاثين سنة الفائتة.
- تراجعت كميات صيد الأسماك في المناطق الاستوائية بمعدل يتراوح بين 40 و70 في المئة، بظل ارتفاع الانبعاثات.
- هناك 2.25 مليار شخص إضافي معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك في آسيا وإفريقيا وأوروبا، في ظل سيناريوهات الانبعاثات العالية المفزعة.
- وبالنسبة لتأثير التغير المناخي على الهجرة الداخلية، فسيزيد معدلها بين عامي 2020 و2050 إلى 6 أضعاف النسبة الحالية.
- في حدث نادر، أودت الفيضانات التي ضربت أوروبا وأجزاء من ألمانيا بعد هطول أمطار غريزة، بأكثر من 150 شخصا حتى الآن.ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهر، مما يتسبب في دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي.ويمكن لهذه الظاهرة أن تزيد من احتمالات هطول أمطار غزيرة وعنيفة.وتحذر هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة، من احتمال زيادة حدوث ظواهر مناخية “قصوى” بسبب تغير المناخ في السنوات المقبلة.
نحن بشرٌ نريد الشيء نفسه – ألا وهو مكانٌ آمنٌ للعيش على هذا الكوكب الذي نسميه وطننا. وبينما يجب أن يظل عملنا غير منحازٍ وموضوعيًّا ، نجد أننا نرفع أصواتنا على نحو متزايد، مضيفين إلى الرسالة الواضحة بأن التغيّر المناخي حقيقي وأن البشر هم المسؤولون، وأن الآثار خطيرةٌ و يجب علينا أن نتصرف الآن.