د حمدي المرزوقي يكتب: رسالة إلي الرئيس…كيف ننهض بالبحوث الزراعية؟
اجتمع امس ١٥ أغسطس ٢٠٢١ السيد الرئيس مع كبار المسؤولين بالدولة لمناقشة بعض الموضوعات الهامة علي الساحة والتي كان من اهمها ..متابعة تطوير أصول وأراضي مركز البحوث الزراعية في محافظات الدلتا ..
هذا المركز العريق والذي يعد واحدا من أكبر مراكز البحوث العلمية التطبيقية بمنطقة الشرق الأوسط والدول النامية بالعالم اجمع ..لقد أنشأ المركز بالقرار الجمهوري رقم ٢٤٢٥ لسنة ١٩٧٠ ويخضع لقانون الهيئات العلمية رقم ٦٩ لسنة ١٩٧٣ والقانون ٤٩ لسنة ١٩٧٢ ( قانون تنظيم الجامعات المصرية وتعديلاته ) ..
ويعمل بالمركز حوالي عشرة آلاف من الخاضعين للكادر الجامعي والحاصلين علي درجات الماجستير والدكتوراه وايضا حوالي اكثر من عشرين ألفا من الكادر العام والخدمات المعاونة .
ويضم المركز حوالي ١٦ معهدا علميا بحثيا كبيرا تعمل في مختلف العلوم والأبحاث الزراعية الحديثة في مجالات الأراضي والمياه – والمحاصيل الحقلية والمحاصيل السكرية والمحاصيل البستانية ( الخضر والفاكهة والزينه والأشجار الخشبية ) – وبحوث الأمراض والحشرات والميكنة الزراعية والهندسة الوراثية الزراعية وبحوث الإرشاد الزراعي والاقتصاد الزراعي وبحوث الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان والامصال واللقاحات وغيرها بالإضافة الي حوالي عشرة معامل مركزية كبيرة في حجم المعاهد تعمل في مجالات علمية تطبيقية متنوعة مثل الثروة السمكية وإنتاج وتطوير زراعة النخيل والمناخ وبحوث الحشائش والتحليل الإحصائي وتصميم التجارب الزراعية وغيرها ..
ويقوم المركز بتنفيذ برامجه البحثية المختلفة من خلال حوالي ٥٠ محطة بحثية زراعية ( محاصيل حقلية + محاصيل بستانية + إنتاج حيواني ) ..والتي تبلغ مساحتها حوالي ١٠ آلاف فدان منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية ولعل أبرزها بالوجه البحري محطة بحوث سخا ومحطة بحوث الجميزة اما بالوجه القبلي فيعد أبرز تلك المحطات محطة بحوث شندويل ومحطة بحوث سدس ..وبلغ مركز البحوث الزراعية قمة امجاده في أواخر السبعينات والثمانينات حتي اوائل التسعينات حيث بلغت ميزانيته حوالي ٥٠٠مليون جنيها او اكثر .
وحينها استنبط معهد بحوث المحاصيل الحقلية اكثر من ٢٠٠ صنف وهجين من مختلف المحاصيل الحقلية وحقق طفرة هائلة في إنتاجية محاصيل الحبوب الاستراتيجية حيث زاد إنتاج فدان القمح من ٨ اردب عام ١٩٨٢ الي حوالي ٢٠ اردب عام ٢٠٠٧ كما تم زيادة إنتاج فدان الأرز من ٢ طن عام ١٩٨٢ الي ٤ طن عام ٢٠٠٧ وهناك هجن من الأرز يصل إنتاجية الفدان منها حوالي ٦ طن.
كما تم استنباط العديد من هجن الذرة الشامية البيضاء والصفراء والتي ادت بدورها الي زيادة إنتاجية الفدان من حوالي ١١ اردب عام ١٩٨٢ الي حوالي ٢٥ اردب عام ٢٠٠٧ – في حين بلغت الإنتاجية في بعض الحقول الإرشادية من الهجن الفردية ( ٣٠- ٣٥ اردب فدان ) ومن الهجن الثلاثية ( ٢٧ – ٣٠ اردب ) .
إن صناعة التقاوي بمصر ..صناعة وطنية مصرية بنسبة تزيد عن حوالي ٨٠ % في مجال إنتاج واستنباط المحاصيل الحقلية المتنوعة ..ويقوم معهد بحوث المحاصيل الحقلية بأمداد شركات إنتاج التقاوي في مصر والبالغ عددها حاليا حوالي ١٠٠ شركة بتقاوي الأساس اللازمة لإنتاج التقاوي المعتمدة والتي تقوم الشركات بدورها بتوزيعها علي المزارعين ..
ويقوم المعهد باستنباط واكثار تقاوي المربي و الأساس والمسجلة علي اراضي محطات البحوث الزراعية المختلفة وايضا في اراضي قطاع الإنتاج.. وهنا لابد أن نتكلم ولو باختصار دور قطاع الإنتاج في النهضة الزراعية المصرية وهو احد القطاعات الهامة والتابعة لمركز البحوث الزراعية والبالغ مساحته حوالي ٦٥ ألف فدان من اجود اراضي مصر العربية ..وهي اراضي مخصصة للبحث العلمي الزراعي التطبيقي قبل ثورة ٢٣ يولية ١٩٥٢ وتم زيادة المساحة بعد الثورة ..لتكون حقلا علميا امنا ومستقرا لإجراء البحوث العلمية والاكثارات بما يعود بالنفع والخير علي الأمة المصرية والعربية وايضا بلدان أفريقيا الصديقة .
ولقد بدأ هذا القطاع عملاقا وقويا وشامخا وكان اسما علي مسمي ..وشهد ازهي عصوره ايام بعض القيادات الناجحة والقوية مثل ا.د عبدالرحيم شحاتة ( الجنرال المدني ) وايضا المرحوم م. ابراهيم شتا ..ثم دارت به الايام مع تقلص الميزانية ووجود قيادات ضعيفة ..فاصابه الضعف والهوان وخاصة مع تقلص شديد في الميزانية وعدم وجود الكوادر الشابة المبشرة ..
ولهذا فإن الأمر يحتاج الي سرعة الإصلاح في اختيار القيادات الجادة والكوادر الشابة وتحسين الميزانية حتي يسترد عافيته علي وجه السرعة وليس إطلاق( رصاصة الرحمة ) علية ..الإصلاح المالي والإداري مطلوب …
هل تعلم سيادتكم ان ميزانية مركز البحوث الزراعية قد تناقصت من حوالي ٥٠٠ مليون جنيها الي اقل من عدداصابع اليد الواحدة في السنوات الأخيرة….
اننا نعلم علم اليقين انكم تحبون الوطن الغالي مصر ..وايضا تعرفون قدر ومكانة مركز البحوث الزراعية منذ ايام خدمتكم بالقوات المسلحة العريقة الشامخة ..ألستم انتم الذين اخترتم أ.د.عادل البلتاجي رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق مستشارا لكم في حملتكم الانتخابية لفترة الرئاسة الاولي ثم بعد ذلك وزيرا للزراعة وذلك نظرا للسمعة الطيبة لمركز البحوث الزراعية ..
اننا نتفق معكم في ضرورة وأهمية الإصلاح المالي والإداري لاجهزة الدولة المدنية والتي اهملت في العشر سنوات الأخيرة..لابد من عودة الروح والنشاط والحيوية إليها مرة اخري عن طريق العلاج التدريجي ..وليس بالبتر ..ن
عم قد تكون هناك مساحات من اراضي المركز او القطاع داخل الحيز العمراني او غير مستغلة الاستغلال الامثل او المفيد ..وتلك يمكن بيعها علي ان يدخل جزء من عائد البيع في صندوق لدعم البحوث في مركز البحوث الزراعية لاصلاحه وإصلاح الوحدات التابعة له حتي تعود إليها الروح من جديد ..
لقد بدأنا الإصلاح في معهد بحوث المحاصيل وحاليا بدأ الإصلاح في معهد بحوث البساتين وربما معهد بحوث القطن ..إن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة ..خطوة جادة الي الامام
واسلمي يا مصر انا لك الفدا