FAO \ OIEالأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظماتمصر

«الفاو» تنظم إحتفالية دولية باليوم العالمي لمكافحة السعار ومصر تعرض خطة التخلص من المرض

>> الخدمات البيطرية: نخطط لكسر دورة انتقال المرض في الحيوانات والكلاب وفقا للقرارات والقوانين

عقدت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بالقاهرة إحتفالية باليوم العالمي للسعار بحضور الجهات المشاركة في مكافحة هذا المرض في مصر. وعرض الإطار الاستراتيجي للقضاء على داء الكلب (السعار) الذي يصيب الإنسان في مصر، والذي تم إعداده في ظل جهود مشتركة بين وزارت الصحة والزراعة والبيئة، بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لزيادة الوعي حول مخاطر داء الكلب وتعبئة الجهود لاستئصال المرض.

ووفقا لتقرير رسمي أصدرته «الفاو»، يهدف هذا الإطار الاستراتيجي إلى القضاء بشكل تام على داء الكلب في مصر بحلول عام 2030، وهو هدف يتسق مع الاستراتيجية العالمية الموضوعة في عام 2015 من قبل منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأغذية والزراعة، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، حيث يتطلب هذا بذل جهود كبيرة من قبل جميع الجهات الفاعلة في الشراكة متعددة القطاعات من أجل تحقيق هذا الهدف.

وأوضح التقرير أن مكافحة مرض «السعار» أو داء الكلب من خلال 7 آليات تشمل تأسيس نهج متعدد القطاعات للقضاء على داء الكلب على الصعيد الوطني والقضاء على داء الكلب بين الحيوانات من خلال التحكم في أعداد الكلاب، والتحصين الجماعي لها، والترويج للملكية المسؤولة عن الحيوانات الأليفة والوقاية من داء الكلب في البشر من خلال توفير الأمصال السليمة بعد التعرض للعض، وزيادة الوعي حول آثار داء الكلب والتعرض للعقر من الحيوانات؛

وشدد التقرير علي أن هذه الآليات تشمل أيضا تعزيز أنظمة الترصد والتقصي في كل من البشر والحيوانات وزيادة وعي المجتمع وتثقيفه بشأن التعامل مع الحيوانات من خلال الحملات الاجتماعية والاتصال الفعال وتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية وتعزيز البحوث والدراسات العلمية والعملية في هذا الصعيد.

وأشار التقرير إلي إنه تم تضمين جهود مكافحة داء الكلب في البشر والتعرض للعقر من الحيوانات في مصر ضمن نظام التقصي الوطني لوزارة الصحة والسكان، فعلى الرغم من النقص الإجمالي في الإبلاغ عن حالة الإصابة بالسعار، فإن متوسط عدد حالات داء الكلب البشري المبلغ عنها إكلينيكيًا يبلغ حوالي 50 حالة سنويًا، معظمها بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-14 عامًا ومعظمها في المناطق الريفية.

ومن جانبه قال الدكتور عبدالحكيم محمود رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية ان الهيئة تلتزم بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، بتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتحقيق المبادرة العالمية للقضاء على داء الكلب بحلول عام 2030. وتشمل الخطة الاستراتيجية جميع القطاعات، لذا أدعو كافة الشركاء للعمل سوياً لتنفيذ هذه الاستراتيجية حتى يصبح داء الكلب في مصر شيئاً من الماضي.

وأضاف «محمود»،  ان مرض السعار يعد من أخطر الأمراض المشتركة نظرا لخطورته علي الصحة العامة والتي تستوجب الإسراع في مكافحته وكسر دورة انتقاله في الحيوانات والكلاب خاصة بإتخاذ الإجراءات اللازمة تحت مظلة خطة شاملة للمكافحة طبقا للإمكانيات المتاحة ووفقا للقرارات والقوانين المنظمة لذلك.

وأوضح رئيس هيئة الخدمات البيطرية، نعمل حاليا في إطار التطوير المرحلي لخطط التحكم في المرض والتعاون مع وزارة الصحة وجمعيات المجتمع المدني لإجل الإسراع في إعتماد الاستراتيجية القومية لمكافحة المرض مع التوسع في إستخدام النظم التي تحقق مبدأ الرفق بالحيوان.

وناشد «محمود» المنظمات الدولية ومنها منظمات الصحة العالمية والأغذية والزراعة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الرفق بالحيوان والجهات البحثية للتكاتف مع الجهات التنفيذية للوصول لأفضل أنظمة إدارة الموارد المتاحة وتعظيم الإستفادة منها وتعظيم الأعمال التطوعية وتقديم كافة سبل الدعم لإسراع الخطي نحو مصر خالية من السعار بحلول 2030 .

ولفت رئيس «الخدمات البيطرية»، انه بالتعاون بين هيئة الخدمات البيطرية ووزارة الصحة تم منع دخول مرض حمي الوادي المتصدع الذي ظهر بالسودان وإمتد إلي ليبيا وجيبوتي وأوغندا أواخر 2019 ، وأوائل 2020، مشيرا إلي إنه تم تنفيذ إجراءات الإستعداد للمرض وتكثيف أعمال الإنذار المبكر وتطبيق إجراءات المسوح الوبائية وعمل حزام آمن بالمناطق الأكثر خطورة بالتحصين المكثف ورش الحيوانات لحمايتها من الحشرات والتواصل النشط مع الجهات المعنية مما أدي إلي عدم تسجيل أية حالة بالبلاد حتي الآن.

وكشفت مصادر رسمية مشاركة في مؤتمر مكافحة السعار ، أن حوادث العقر من الحيوانات في مصر، بلغ إجمالي عددها 482،040 حالة في عام 2018، مقارنة بـ 431،917 حالة في عام 2017 و355،373 حالة في عام 2016. إلا أن عدد حالات العقر المبلغ عنها استمرت في الزيادة في عام 2019 لتصل إلى 574149 حالة بزيادة 20٪ عن العام السابق. كما لوحظ أن أكثر من 70٪ من حالات العقر الحيوانات كانت بواسطة الكلاب الضالة.

ومن جانبه قال زيلاليم تاديس، رئيس وحدة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في منظمة الفاو: “تعتبر منظمة الفاو أن داء الكلب هو أحد الأمراض الحيوانية المنشأ التي تؤثر على المجتمعات الفقيرة، وبالتالي فهي تؤكد التزامها بتقديم الدعم لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للقضاء على داء الكلب. وفي الآونة الأخيرة، دعمت المنظمة عملية وضع خريطة وصفية لمخاطر داء الكلب في مصر بهدف توجيه جهود المكافحة في المناطق عالية الخطورة التي تم تحديدها، كما أن المنظمة وبالتعاون مع هيئة الخدمات البيطرية وشركاء آخرين من خلال نهج الصحة الواحدة، يخططون أيضًا للتنفيذ تجربة استرشاديه لجهود مكافحة داء الكلب في مواقع محددة يتم الاتفاق عليها مع الشركاء للتخلص التدريجي من داء الكلب”.

ومن جانبه قال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي  بوزارة الصحة والسكان: “إن القطاع الوقائي من خلال الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية على الإرتقاء بالخدمات الوقائية في مجال ترصد ومكافحة الأمراض المشتركة عموماً وما يخص ترصد ومكافحة مرض السعار بصفة خاصة، موضحا إنه تم العمل على تطوير خدمات الوقاية ما بعد التعرض للعقر أو الخدش من الحيوانات على مستوى أكثر من 300 مركز موزعة على مستوى الجمهورية.

وأضاف «عيد»، في كلمته خلال الإحتفالية إنه تم البدء في تنفيذ خطة ميكنة مراكز علاج العقر والخدش من الحيوان على مستوى الجمهورية، حيث ان هذه المراكز هي الركيزة الأساسية في مكافحة الاصابة بمرض السعار؛ مع العلم أن ميكنة هذه الخدمات يواكب التوجه العام للدولة ضمن خطة التحول الرقمي من ناحية ومن ناحية أخرى يساهم في تيسير الخدمة المقدمة للمواطن وكذلك تحسين جودة البيانات والمعلومات والتي تساعد في إتخاذ الاجراءات والقرارات اللازمة والصحيحة في الوقت المناسب.

ومن جانبها قالت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر  إنه حتى عهد قريب، كانت الاستجابة العالمية لداء الكلب تتسم بالتجزؤ وانعدام التنسيق. والآن، وللمرة الأولى، فإن كلاً من منظمتي الصحة العالمية، والأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والعالمية لصحة الحيوان، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، يعكفون على توحيد القوى تحت مظلة نهج الصحة الواحدة من أجل دعم البلدان في سعيها إلى تسريع وتيرة الإجراءات الرامية إلى التخلص من داء الكلب المنقول بواسطة الكلاب بحلول عام 2030”

و من جانبه أكد ممثل منظمة الصحة الحيوانية أن هذه الاستراتيجية لمكافحة السعار في مصر تسلط الضوء على أهمية إنشاء نظام ترصد وتقييم قوي وفعال لتوفير المعلومات اللازمة لتقييم حالة تطبيق الاستراتيجية واتخاذ الإجراءات التصحيحية وتوجيه التخطيط المستقبلي. معرباً عن اعتقاده بأن التطبيق الفعال للاستراتيجية سيحمي صحة ورفاهية السكان المصريين الذين يتعرضون لخطر الإصابة بداء الكلب.

وفقا للتقارير الدولية لمنظمتي الصحة العالمية والصحة الحيوانية فإن داء الكلب مرض حيواني المنشأ، يمكن أن ينتقل إلى البشر عن طريق العقر أو خدوش الحيوانات، وخاصة الكلاب. ويبلغ العدد التقديري للوفيات الناجمة عن داء الكلب في البشر 65000 حالة سنويًا على الصعيد العالمي. ولا يزال هذا المرض شائعًا في بلدان مختلفة حيث تتسبب الكلاب المصابة بداء الكلب في 99٪ من حالات الإصابة بداء الكلب في البشر.

وأوضحت التقارير إنه يمكن الوقاية من داء الكلب بنسبة 100٪ عن طريق تطعيم الناس، حيث يتلقى ما يقرب من 29 مليون شخص سنويًا العلاج الوقائي بعد التعرض للعقر في جميع أنحاء العالم، وتقدر تكلفة مصل الوقاية من داء الكلب 40-50 دولارًا أمريكيًا للشخص الواحد، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة للعائلات التي تعيش في المتوسط من 1 إلى 2 دولار أمريكي للفرد في اليوم. مع العلم أن اللقاحات ليست متاحة فقط للبشر، ولكن أيضًا للحيوانات وهي تشكل عنصرًا أساسيًا للوقاية من داء الكلب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى