د غادة عبدالعظيم تكتب: حقيقة علاقة «الكركمين» بالاجهاد الحراري للأغنام
باحث اول – معمل بحوث الصحة الحيوانيه قسم الكيمياء – مركز البحوث الزراعية
درجة حرارة الجسم تعبر عن التوازن الحاصل بين الحرارة المتولدة في جسم الحيوان نتيجة لعمليات التحول والتمثيل الغذائي التي تحدث للغذاء الذي يتناوله الحيوان ومن جهة اخرى الحرارة المفقودة من جسم الحيوان والتي تمثل الطاقة الزائدة عن احتياجات الحيوان لأداء العمليات الفسيولوجية المختلفة ومن ضمنها إنتاج اللبن واللحم وذلك يعرف بالاتزان الحرارى .
تعتبر الحرارة الزائدة عن احتياجات الحيوان في أشهر السنة الحارة عبئاً عليه يجب التخلص منه وذلك عن طريق:
- الإشعاع
- التوصيل الحراري
- تيارات الحمل والانتقال
- البخر عن طريق الغدد العرقية
وعندما ترتفع حرارة البيئة المحيطة بالحيوان ويقل الفرق بين حرارة جسم الحيوان وحرارة الجو المحيط به فإن مقدرة الحيوان على التخلص من حرارة الجسم الزائدة تقل.
يحدث الإجهاد الحراري عندما يكون الحمل الحراري للحيوان أكبر من قدرته على فقد الحرارة.
تعد درجات الحرارة البیئیة العامل الرئیسي المؤثر سلبیا في اداء الاغنام ، وان ارتفاع درجة حرارة الجسم وزیادة معدل التنفس فوق المستوى الطبیعي احدى العلامات المهمة الدالة على الاجهاد الحراري و تميل الأعراض الأكثر وضوحًا الى زيادة تناول المياه والتعرق یرتبط ارتفاع درجة حرارة الجسم بمعدل استهلاك الغذاء والعلف والتغیرات في الوظائف الافرازیـة وبالتالي التأثیر السلبي في الانتاج والوظائف التناسلیة في الاغنام .
بالاضافة الى ان الإجهاد الحراري يصيب الأغنام والأبقار بشكل مباشر عند الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، خاصة عندما تقترن هذه العملية مع زيادة نسبة الرطوبة الجوية.
ويؤدي الإجهاد الحراري إلى العديد من المشاكل الصحية منها صعوبة الولادة والتهابات الضرع والإجهاض ونقص إنتاج كميات الحليب نتيجة لانخفاض كميات الأعلاف المأكولة والاختيار بين مكونات الخلطة وتقليل عملية مضغ المواد المأكولة.
الحرارة المتولدة فى جسم الحيوان نتيجة لعمليات التمثيل الغذائى تحدث للغذاء المأكول وينتج عنه كمية من الطاقة الزائدة عن احتياجات الحيوان فيضطر إلى التخلص منها كحرارة مفقودة عن طريق التنفس إذ يستنشق هواء الشهيق البارد من الجو ويتخلص من الحرارة عن طريق هواء الزفير الحار الرطب.
يؤدى الإجهاد الحرارى الى تغيرات فى كيميائية الدم تؤثر تأثيراسلبيا على فسيولوجيا الجسم، وأداء وظائف أعضاء الجسم مما يتسبب فى انهيار نسب الخصوبة فى الماشية فتنخفض من 46% إلى أقل من 10% مما يجعل فترة الصيف كارثة بكل المقاييس فى تناسليات المزرعة، وبالتالى معدل الولادات ومحصول اللبن .
تأثير الإجهاد الحرارى لا يؤثر فقط على اللبن والتخصيب ويتعدى إلى تهديد الحياة بتأثيرها المباشر على الحيوان تغيير حموضة الدم مما يؤثرعلى ضعف كفاءة التنفس والقلب ووظائف الكلى ويحدث ما يسمى ضربة الشمس أو ضربة الحراره التى تنهى حياة الحيوان لو لم يعالج وينقذ .
على الرغم من ان كثير من سلالات الاغنام متاقلمة على درجات الحرارة المرتفعة ولكن يحصل فى بعضها ان نسبة الوفيات لا تتعدى 1% من الاغنام المريضة والتى تعانى من مشاكل تنفسية اضافة الى ذاك فانة يحصل انخفاض فى انتاج الحليب؛ وبالنسبة لخراف التسمين ان لم تكن مرباة فى اماكن مضللة فانها لاتتحمل درجات الحرارة اعلى من 40 درجة مئوية وبعدها يحصل وفيات عالية.
الأعراض الرئيسية للإجهاد الحراري:
- زيادة معدل التنفس.
- زيادة استهلاك المياه.
- انخفاض انتاج الحليب
- التغير في تركيب الحليب (انخفاض نسبة الدهون ونسبة البروتين) .
- التغير في تركيز هرمون الدم (زيادة البرولاكتين) .
- تغيير السلوك كرفض الاستلقاء والوقوف بجوار حوض ماء لمنع الإجهاد الحراري.
تشهد محافظات مصر في فصل الصيف طقس شديد الحرارة وإرتفاع كبيرفى درجات الحرارة، لذا توجد بعض النصائح يجب اتباعها للحفاظ على صحة الماعز والأغنام من تأثيرات حرارة الجو المرتفعة وهى كالتالى :
- توافر ماء الشرب النظيف باستمرار ويمكن وضع بعض الثلج بالماء لتبريده قبل تقديمه للحيوان.
- اضافة الفيتامينات لماء الشرب وخاصة فيتامين ج لما له من دور في تخفيف الإجهاد الحراري.
- مراعاة التظليل الجيد للمزرعة ( نظام سقف نصف مظلل) ليحمي الأغنام والماعز من أشعة الشمس المباشرة.
- التهوية الجيدة.
- يراعي أن تكون معالف الغذاء وأحواض الشرب في الجزء المظلل من المزرعة.
وسعى الباحثون لاستخدام طرق عدیدة للتقلیل من تاثیرات الاجهاد الحراري منها تعدیل البیئة المحیطة بالحیوان كاستخدام المظلات و المراوح او التبرید بالرش او استخدام بعض الاضافات الغذائیة كالدهون المحمیة والفیتامینات.
وقد اشار العدید من الباحثین الى اهمیة استخدام بعض الفیتامینات في تقلیل من حدة الاجهاد الحراري. ففي احدى الدراسات تبين ان اضافة فیتامین النیاسین خلال اجواء الصیف الحارة یقلل من تاثیر الاجهاد الحراري المتعرض له الحیوان بشكل عام وان اضافة فیتامین النیاسین ادى الى زیادة انتاج الحلیب خلال فصل الصیف حیث یعتقد بان له دور في التنظیم الحراري.
واستخدم خلال تعرض الماعز للاجهاد الحراري فقد خفض ذلك من درجة حرارة المستقیم ومعدل التنفس وزاد من معدل استهلاك العلف وقلل من تركیز هرمون الاجهاد (الكورتیزول).
ومن الاتجاهات الحديثة ف مجال الطب البيطرى استخدام الاعشاب الطبية و من أكثر الأعشاب انتشارا الكركم
لماذا الكركم مفيد للغنم؟
الكركم جيد بالنسبة للإنسان والحيونات والأغنام، هناك العديد من المركبات الكيميائية الموجودة في الكركم، تحتوي ملعقة كبيرة (حوالي سبعة غرام) من الكركم المطحون على:
23.9 سعرة حرارية
4.4 جراما من الكربوهيدرات
0.5 جرام بروتين
0.7 جرام من الدهون
1.4 جرام الألياف
0.5 ملليجرام منجنيز
2.8 ملليجرام من الحديد
0.1 ملليجرام فيتامين ب
170 ملليجرام من البوتاسيوم
1.7 ملليجرام من فيتامين C
13 ملليجرام من المغنيسيوم
تحتوي جذور الكركم على نسبة عالية من الكركمين وهيا المادة الفعالة فى الكركم، ويعتبر مركب نباتي مضاد للأكسدة، يلعب دورًا كبيرًا في تقليل فرص الإصابة بالأمراض المعدية والمزمنة على حدٍ سواء، نظرًا لقدرته على تقوية الجهاز المناعي وتثبيط نشاط الشوارد الحرة التي تهدد خلايا الجسم بخطر الالتهاب والتلف.
وهذة الية حدوث الاجهاد التاكسدى الناتج عن الاجهاد الحرارى وله فوائد كثيرة على الصحة منها:
- الإجهاد التأكسدي
يحتوي الكركم على مادة كوركومينويد التى تسمى الكركمين لها خصائص قوية مضادة للأكسدة ويعمل على تقليل الإجهاد التأكسدي عن طريق تقليل الجذور الحرة في الجسم ومنع الأمراض ذات الصلة
- يقاوم الالتهاب
يعتبر كل من الكركمين من المركبات المضادة للالتهابات، التي قد تساعد في تقليل الالتهاب بالجسم ومنع الحالات الالتهابية المزمنة.
- يساعد في الهضم
يحتوى الكركم على مركب الفوسفوليبيد تساعد على تحسين عملية الهضم، كما تساعد أيضًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
ويمكن ان نذكر جملة فوائدة فى الاتى
1- إضافه الكركمين في النظام الغذائي للأغنام يضيف إلى الغذاء مواد مضادة للأكسدة.
2- يقلل من الإجهاد التأكسدي الشائع في الحيوانات وخاصة الصغيرة والمرضعة عن طريق تقليل الجذور الحرة في الجسم ومنع الأمراض ذات الصلة ومضادة للالتهابات التي قد تساعد في تقليل الالتهاب بالجسم ومنع الحالات الالتهابية المزمنة.
3- له أثر على صحة الأغنام مما يزيد من تأثير مضادات الأكسدة والمضادة للالتهابات في جودة الحليب، وخاصة في شكل أكسدة البروتين ، وكذلك زيادة إجمالي مضادات الأكسدة التي تعود بالفائدة على صحة الأغنام.
4- يعمل على زيادة في الأحماض الدهنية غير المشبعة وانخفاض في (SFA)
Saturated fatty acids في الحليب، مما يدل على أن الكركمين يمكن أن يعدل بشكل إيجابي الأحماض الدهنية.
5- اكد الباحثون إلى أن إضافة الكركمين إلى نظام غذاء الأغنام بجرعة 80 ملغ يومياً، يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لزيادة أداء الحليب وتحسين جودة الحليب.
6- يمكن استخدام الكركمين كداعم للصحة الأغنام، لاعتباره منتج ذو خصائص غذائية يستفيد منها الأغنام.
7- يمكن أن يقلل بما يصل إلى 40 في المائة من كمية الميثان التي تنتجها البكتيريا في معدة الأغنام ومن ثم تنبعث في الغلاف الجوي عندما ينتقل الحيوان من مكان لأخر.
8- يحتوي الكركم على خواص تجعل العملية الهضمية عند الأغنام أكثر فاعلية وبالتالي إنتاج كميات أقل من النفايات.