مدير «المحاصيل الحقلية»: كيف نجحت مصر في تخفيض إحتياجات الأرز المائية؟

قال الدكتور علاء خليل مدير معهد بحوث المحاصيل في مركز البحوث الزراعية إن زراعة الارز في الحزام الشمالي في  9 محافظات تقع شمال الدلتا وخصوصا في المناطق المتأثرة بملوحة التربة في حزام الدلتا الشمالي ضرورة لا غني عنها لدفع غزو مياه البحر للدلتا بإعتبار الأرز محصول استصلاحي وغذائي، مشيرا إلي نجاح الباحثين في المعهد خلال السنوات الماضية في إستنباط أصناف من المحصول أقل إستهلاكا للمياه وأعلي إنتاجية وأقل مدة خلال موسم الزراعة.

وأضاف «خليل»، في تصريحات لـ«أجري توداي»، أن الأرز كان المحصول المتهم دائما بالشراهة في استخدام المياه حيث أن الاصناف القديمة (جيزة 171 – جيزة 172) كانت تمكث 6 اشهر بالارض ويستهلك ما يقارب 8500 م3 من المياه للفدان الواحد و كانت إنتاجيته 4.2 طن للفدان، مشيرا إلي نجاح علماء المعهد في إستنباط أصناف من الأرز قليل الإستهلاك للمياه لمواجهة ندرة المياه من خلال ثلاث محاور رئيسية وهي تقصير فترات النمو للمحصول حيث تم تطوير جميع اصناف و هجن الارز الحالية حيث تبلغ فترة النمو له 118-135 بحد أقصي مما وفر حوالي 30% من الاحتياجات المائية للمحصول

وأوضح مدير معهد المحاصيل ان علماء مركز البحوث الزراعية نجحوا في استنباط اصناف تتحمل نقص المياه حيث تحتوي علي جينات وراثية لتحمل الاجهاد المائي، وتطوير ممارسات زراعية توفر في استخدام المياة مثل الزراعة المباشرة والشتل الالي.

وأشار«خليل» إلي إنه تم تحديد 5 أصناف علي الاقل تتحمل تلك الظروف من نقص المياه وهي جيزة 178 و جيزة 179 و هجين مصر 1 و سخا سوبر 300 و سخا 107 و يمكن ان يتم ريها كباقي المحاصيل الصيفية الاخري ، مع زيادة الإنتاجية الفدانية لمحصول الأرز مقارنة بالأصناف التقليدية الأكثر إستهلاكا للمياه.

ولفت مدير معهد المحاصيل إلي ان الجهود البحثية ساهمت في انخفاض المتوسط العام لاستهلاك المياه للفدان المنزرع بمحصول الأرز من 8500م3 الي 5000-5500م3 لجميع الاصناف التجارية المنزرعة بينما الاصناف الموفرة و باستخدام الطرق و التكنولوجيات الحديثة مثل التسوية بالليزر و الزراعة المباشرة بلع الاستهلاك المائي 4500 م3 وفي ذات الوقت ارتفعت الانتاجية الي 4 طن للفدان كمتوسط عام للجمهورية .