الأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد بدوي يكتب: تأثير التغيرات المناخية وإنعكاساتها على الزراعة والأمن الغذائى

أستاذ الأراضى – معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة – مصر – مدير عام مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية

العين – الإمارات العربية المتحدة

 مقدمة:

تشكّل ظاهرة تغيّر المناخ تهديداً على مستوى العالم للدول الغنية والدول الفقيرة على حد سواء نظرا لأن البيئة لا تعرف الحدود الجغرافية فنتأثر هنا فى دول حوض البحر الابيض المتوسط بالأمطار الحامضية التى تتكون مسبباتها فى أوربا مثلا وغيرها من الأضرار البيئية التى يحدثها المناطق والدول الصناعية والتى يدفع ثمنها ويتحمل المعاناة منها الدول الفقيرة.

و لما لتغيرات المناخ من آثار سلبية كبيرة وواسعة النطاق، فعلى الرغم من أنّ كوكب الأرض تعرّض لتغيّرات طبيعية في درجات الحرارة على مدى عشرات الآلاف من السنين، إلّا أنّ معدّل الإرتفاع الحالي في متوسّط درجة حرارة سطحه يعتبر إرتفاع غير مسبوق.

إذ تساهم هذه الطاقة الحرارية الزائدة في الكثير من التغييرات على الكوكب، منها: التغيّر في الأنماط المناخية ونسبة هطول الأمطار، ممّا يهدّد إنتاج الغذاء، إلى جانب تغيّرات في دورة حياة ومواطن العديد من النباتات والحيوانات، وارتفاع مستوى مياه البحار، الأمر الذي يزيد من خطر حدوث الفيضانات، كما يمكن أن يتسبّب الإحترار الحالي أو المستمرّ في تغييرات غير متوقّعة، بحيث يجد العديد من الكائنات الحية بما فيهم البشر صعوبة في التكيّف معها.

وتعتبر ظاهرة التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه كافة القطاعات المختلفة بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد أصبحت واقعاً ملموساً نشاهد آثارها ونتعامل معها في جميع المجالات، حيث أخذت هذه الظاهرة إهتماماً كبيراً من قبل الجهات العلمية والمنظمات والحكومات، وذلك للحد منها والتخفيف من آثارها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. حيث أدت ظاهرة التغير المناخي إلى إرتفاع كبير في نسبة ثاني أكسيد الكربون والذي تبعه إرتفاع كبير في درجة حرارة الأرض، وقد تمثلت هذه الزيادة منذ قيام الثورة الصناعية في أوروبا

ولقد تم إنشاء إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في أعقاب مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1992 حول البيئة والتنمية في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو المعروف إعلامياً بقمة الأرض، وقد كان الهدف المعلن لهذه الإتفاقية هو تقليل غازات الإحتباس الحراري من أجل منع تغير المناخ الخطير الناجم عن الأنشطة البشرية.

ولقد تبنى مؤتمر «كوب 26» بإسكتلندا للمناخ، «ميثاق جلاسكو» الهادف إلى تسريع وتيرة مكافحة الإحتباس الحراري، ولكن من دون أن يؤكد إبقاءه ضمن سقف 1,5 درجة مئوية، ولا تلبية طلبات المساعدة من الدول الفقيرة، كما تم التوافق على الخفض التدريجي للدعم المقدم إلى الوقود الأحفوري. وقال رئيس «كوب 26» ألوك شارما، بعد أن قرر إنهاء القمة،  بعد تمديد المناقشات يوماً إضافياً: إن «ما تم طرحه في جلاسكو صفقة متوازنة»، حظي فيها الجميع بفرصة إبداء آرائهم، معرباً عن أمله في أن يستمر العمل الجماعي لدفع الجهود الساعية لحماية المناخ إلى الأمام.

وسوف يتم تنظيم مؤتمر كوب-27- للدول الأطراف بشأن التغيرات المناخية فى مصرنا الحبيبة بمدينة شرم الشيخ فى العام المقبل 2022 وكذلك مؤتمر كوب -28 – فى إمارة أبوظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وتبدى دولنا العربية الإهتمام الواسع بقضايا التغيرات المناخية والأمن الغذائى وذلك لمعالجة القضايا المناخية فى منطقتنا العربية والشرق أوسطية وأفريقيا والتى تعانى من المشاكل الناجمة عن التغيرات المناخية والإحتباس الحرارى والتى من مظاهرها نقص الغذاء – التصحر – الفقر المائى وغيرها من المشاكل التى يسببها التغيرات المناخية والدول الفقيرة تعانى هولات ومشاكل تغير المناخ أكثر من الدول الغنية وذلك لضعف الدعم المادى والتكنولوجى للحيولة دون وضع حلول لمشاكل التغيرات المناخية.

 

وكما نلاحظ فى الرسم البيانى المرفق بعاليه –  الزيادات المتطردة فى غازات الدفيئة من ثانى أكسيد الكربون وغاز الميثان وهى المسئول الرئيسى عن رفع درجة حرارة الجو على سطح الكرة الأرضية ويجب العمل الجاد والفورى  للحيلولة دون تفاقم هذه المشاكل البيئية لما  فيه سلامة البيئة وصحة وسلامة الإنسان والحيوان والنبات. ومن الجدير بالذكر أن غازات الميثان لها أثر سيئ فى رفع درجة حرارة الجو أكثر من 21 مرة من غاز ثانى أكسيد الكربون. ويجب أن تتكاتف الدول والمنظمات والحكومات للحد من تزايد تركيز غازات الدفيئة فى الجو وإلتقاطها وتدويرها لما ينفع البشرية أو الحد من تولدها لما فيه مصلحة الحياة على كوكب الأرض.

جلاسكو.. كيف يمكنها إنقاذ الأرض؟

فقد إتفق القادة سابقا على محاولة إبقاء معدل إرتفاع درجات الحرارة، دون الدرجتين، وقصره على درجة ونصف الدرجة المئوية، لكن العديد من العلماء أكدوا فشل هذه الجهود، وإحتمال إرتفاع درجات الحرارة حول العالم، بمقدار ثلاث درجات..

وإن مؤتمر المناخ الذي تشرف الأمم المتحدة على تنظيمه، يتخذ إسم مؤتمر الأطراف السادس والعشرين وينتظر من قادته المشاركين، إتخاذ أهداف طموحة، تتمثل في تقليص حجم غازات الإحتباس الحراري بحلول عام 2030، والعمل على القضاء بشكل تام على الإنبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.

ويمثل مؤتمر الأطراف (كوب 26) الذى إنعقد وتم تنظيمه في الفترة ما بين 31 أكتوبر الفائت إلى 12 نوفمبر الحالى في جلاسكو بالمملكة المتحدة، بارقة أمل لدول العالم لإيجاد الحلول العملية المناسبة لتغير المناخ، والتماس الطريق نحو أهداف التنمية المستدامة، والتي تركز على التحديات التي تتراوح من الوصول إلى الطاقة النظيفة، إلى الحد من الفقر والإستهلاك، وتعتبر هذه الأهداف دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول سنة 2030، وتعد قضية تغير المناخ أحد هذه الأهداف (الهدف 13)، ولكن أصبح من الواضح بشكل متزايد أن تغير المناخ يلعب دوراً في العديد من أهداف التنمية المستدامة، إن لم يكن كلها، وأن تحقيق خطة عام 2030 سيكون مستحيلاً دون إحراز تقدم جاد في معالجة هذه المشكلة.

و تتزايد الدعوات الموجهة إلى قادة العالم لبذل المزيد من الجهود بوتيرة أسرع للحد من ظاهرة الإحترار المناخي التي تسببت بكوارث مدمّرة، فبينما إرتفعت درجة حرارة الكوكب حوالي 1.1 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، حيث يعيش البشر الآثار المدمّرة لإحترار الكوكب، من الحرائق الهائلة التي إجتاحت سيبيريا وكاليفورنيا مروراً بالفيضانات الضخمة في ألمانيا وبلجيكا وتركيا وصولاً إلى موجة القيظ في كندا. ولا تنجو دولنا العربية من مرارة ومشاكل التغيرات المناخية التى باتت حقيقة يعترف بها كل الناس – حيث نلاحظ تغير المواسم من درجات حرارة وهطول الأمطار والعواصف والسيول بمعدلات متسارعة والجفاف المتزايد من عام لأخر. وهذه التغيرات تعتبر مخيفة لما لها من أثار مدمرة على القطاع الزراعى والأمن الغذائى..

الزراعة والتغيرات المناخية:

إن قطاع الزراعة من القطاعات التي  تتأثر بالتغيرات المناخية  بشكل مباشر وغير مباشر حيث تؤدي إلى تغير في المواسم الزراعية كما تؤثر على معدل إنتاجية المحاصيل وإنتشار الآفات والأمراض النباتية الأمر الذي قد يسهم في  زيادة تكاليف الإنتاج فضلا عن تأثير التغيرات المناخية على ملوحة التربه وزيادة معدلات البخر وبالتالى زيادة الكميات المستخدمه من المياه وتغير التراكيب المحصولية.

ويمكن فهم المشكلات التي تواجه المزارعين على نحو أفضل إذا ما درس المرء تأثير تغير المناخ على الطقس أو هطول الأمطار ذلك لأن درجات الحرارة وأشعة الشمس هي العوامل الرئيسية الكامنة وراء الإنتاج الزراعي. فتغير المناخ يمكن أن يغير في هذه العوامل مما يسبب تهديدا خطيرا لتوافر المياه وتقليصا في الإنتاجية الزراعية وإنتشار الأمراض التي تحملها القوارض إلى مناطق جديدة وزيادة الفيضانات بسبب إرتفاع منسوب البحار وأيضا بسبب هطول الأمطار الغزيرة. فتغير المناخ هو في واقع الأمر السبب الرئيسي لتقلبات الإنتاج من عام إلى آخر في البلدان المتقدمة والنامية على السواء.

ولقد تطورت الأبحاث العلمية في مجال التغيرات المناخية وخاصة في المنطقة العربية لتؤكد بدورها أن المنطقة في مجملها ستتعرض إلى أشد التغيرات المناخية سواء من حيث إنخفاض معدلات الأمطار أو من ناحية إرتفاع درجات الحرارة وإزدياد واضح في تكرار دورات الجفاف. وهذه العوامل تؤثر سلبا على الإنتاجية الزراعية بالنسبة للزراعات البعلية وإلى حد ما المروية منها .

وتشمل بعض تأثيرات التغير المناخي زيادة مخاطر وقوع الفيضانات، وحدوث تغيرات في المحاصيل الزراعية، وشح المياه ومما لا شك فيه أن الزيادة السكانية الهائلة والمعدل السريع في إستهلاك الوقود، خاصة الوقود الأحفوري، سواء في التدفئة أوالنقل وغيرها‏، هذا بالإضافة إلي تراكم المخلفات الزراعية والحضرية وحرقها وإستخدام التقنيات القديمة في الزراعة، كلها تؤدي إلي إنبعاث قدر لايتحمله المناخ من غازات مسببة ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تعرف بأنها الإرتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلي القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض، نتيجة زيادة إنبعاث الغازات الدفيئة مثل‏:‏

  • غاز ثاني أكسيد الكربون
  • بخار الماء
  • الأكاسيد النيتروجينية
  • غاز الميثان
  • غازالأوزون
  • مركبات الكلوروفلوركربون

ويمثّل تغيُّر المناخ تهديداً خطيراً للأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر. وتتميز التقنيات النووية بمزايا كبيرة عن التقنيات التقليدية. وتساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء على إستخدام التقنيات الملائمة من العناص المشعة  لقياس أثر تغيُّر المناخ والتكيف مع آثاره، مما يساعد في تحسين الزراعة وقدرة نُظم إنتاج الأغذية على الصمود والتأقلم.

وبحلول العام ٢٠٥٠ من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة الثُّلث، مع حدوث أعلى زيادة في البلدان النامية. وتقدِّر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنه إذا ما إستمرت الإتجاهات الحالية في نموّ الدخل والإستهلاك دون هوادة، فإنه سيتعيَّن على الإنتاج الزراعي أن ينمو بنسبة ٦٠ في المائة لتلبية الطلبات المتزايدة المتوقعة على الأغذية والأعلاف.

ومن أجل إطعام سكان العالم المتزايدين، وتوفير الأساس للنمو الإقتصادي والحد من الفقر، يجب أن تشهد الزراعة تحولاً كبيراً. وستصبح هذه المهمة أكثر صعوبةً بفعل تغيُّر المناخ. وقد تركت بالفعل الظواهر المناخية الأشدّ قسوة وازدياد عدم القدرة على التنبؤ بأنماط الطقس أثراً على الزراعة والأمن الغذائي، مما أدّى إلى إنخفاض الإنتاج وتراجُع الدخول في المناطق المعرَّضة للضرر.

وستحتاج الزراعة إلی الانتقال إلی نُظم أکثر إنتاجية، وتستخدم المدخَلات بشكل أکثر کفاءةً، وتتسم بتقلبات أقلّ وإستقرار أکبر في نواتجها، مثلما تتسم بأنها أکثر مرونةً إزاء المخاطر والصدمات وتقلُّب المناخ علی المدى الطويل. ويجب أن يتحقق هذا التحوُّل دون إستنفاد قاعدة الموارد الطبيعية. وسيتعين أيضاً أن يستتبع ذلك إنخفاضٌ في إنبعاثات غازات الدفيئة وزيادة في بالوعات الكربون، مما سيسهم إسهاماً كبيراً في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ.

ومن العوامل الهامة في عملية التكيُّف هو قياس الآثار الملموسة لتغيُّر المناخ على الزراعة وإنتاج الأغذية. وتتيح العديد من التقنيات العلمية ووسائل لمعرفة المزيد عن تأثير تغيُّر المناخ وكيفية التصدّي له، ابتداءً من السيطرة على تآكل التربة وتدهور الأراضي ووصولاً إلى تحسين خصوبة التربة وكفاءة استخدام المياه. وعليه فإنه لتفهم التأثيرات السيئة للتغيرات المناخية يجب فهم الأمور التالية المؤثرة فى نمو المحاصيل وتأمين إحتياجاتها من المياه والعناصر السمادية وكذلك مقاومة سلالات الامراض المتحورة نظرا للتغيرات المناخية.

  • التغيّر المناخي ومدى تَوفر المياه
  • تأثيرات التغيّر المناخي في التربة
  • التغير المناخي ومغذيّات النبات
  • التغيّر المناخي وظهور جائحات مرضية جديدة
  • تكيّف النباتات مع التغيّر المناخي
  • الدور الهام للحجر الزراعي والاستبعاد

تزايد التلوث

قال تعالى فى كتابه الحكيم “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” ، صدق الله العظيم. ولقد بات مستقبل الحياة علي كوكب الأرض مهددا بأخطار جسيمة بسبب سوء تصرف الإنسان وإعتداءاته المتعمدة وغير العمدية  المتزايدة علي البيئة المحيطة التي تشبع له حاجاته بل هي قوام حياته.

التوازن البيئي:

تتكون البيئة الطبيعية من عناصر أساسية هي الماء والهواء والتربة والنبات والحيوان ، ويجمع بين هذه العناصر نوع من التنسيق البديع أو التوازن البيئي الدقيق ، ويؤدي المساس به إلى إضطراب الحياة والإخلال بنظامها المحكم . ويتم هذا التوازن من خلال عمليتين هامتين هماإنسياب الطاقة والدورة الغذائية.

ويهمنا في هذا المجال الحديث عن الدورة الغذائية حيث إن العناصر المكونة للخلية الحية مثل الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين والفوسفور ، وغيرها توجد في البيئة بكميات محدودة ونسب معينة ، وسبحان من قال ولم يزل قائلا عزيزا حكيما  : ]إنا كل شيء  خلقناه بقدر [ لذا فلابد من دورانها في النظام البيئي وإعادة إستعمالها حتى تستمر الحياة إلي الأجل الذي حدده الخالق جل شأنه .ويتم ذلك عن طريق تحول الجزء الاكبر من المواد التي تدخل أجسام الكائنات الحية في نهاية المطاف إلى مواد عضوية

وبدأت البيئة بالفعل رغم نظامها البديع وإمكانياتها الكبيرة – تنوء بما أصابها من جراء ذلك التلوث وتعجز عن معالجته تلقائيا بما يحقق خير الناس ، ومن تلوث البيئة أخذ الإنسان نفسه يعاني من المشاكل ويذوق ألوان العذاب بما قدمت يداه . وقد أصاب التلوث كل عناصر البيئة المحيطة بالإنسان من ماء وهواء وغذاء وتربة.

وما نشاهده هذه الأيام من أعاصير وعواصف وأمطار وسيول وإرتفاعات وإنخفاضات فى درجات الحرارة يعتبر مؤشر خطير على قطاع الزراعة والأمن الغذائى ونتوقع المزيد من الخسائر إن لم نكن بالمرصاد لهذه التغيرات التى سوف تغير فى بيئة نمو المحاصيل ومواعيد الزراعة وكمية المحصول والأمراض التى يمكن أن تهاجم المحصولات الزراعية.

وعليه تبرز أهمية البحث العلمى وسرعة إتخاذ القرار حتى نتمكن من مواجهة هذه التحديات الجديدة والمتسارعة للعمل على إستنباط سلالات وأصناف جديدة  من النباتات يمكنها التأقلم مع الظروف البيئية الجديدة والمغايرة وعمل الخطط الزراعية المناسبة ودعم المزارعين ماديا وفنيا للمحافظة على إنتاجية أراضيهم وفهم معنى التغيرات المناخية.

كذلك على المستوى القومى لابد من  ترشيد الطاقة وتشجيع إنتاج الطاقة الحيوية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الهبروجين والطاقة النووية وذلك لخفض الإنبعاثات الكربونية والحيلولة دون إرتفاع حرارة كوكبنا لنتمكن من العيش عليه بأمان. وكذلك تجيم حرق ودفن المخلفات العضوية لمنع تصاعد غازات الدفيئة وخصوصا غازى الميثان وغاز ثانى أكسيد الكربون

.أسباب تغيّر المناخ :

تعدّ الأنشطة البشرية هى السبب الرئيسي لتغيّر المناخ وزيادة درجة حرارة الأرض على مدى الخمسين سنة الماضية، إذ أدّت الأنشطة الصناعية التي تعتمد عليها طبيعة الحياة الجديدة إلى رفع مستويات غازات الدفيئة -مثل: غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكاسيد النيتروجين – في الغلاف الجوي بشكل كبير جداً، فقد بدأ الإنسان منذ بداية الثورة الصناعية بحرق كميات كبيرة ومتزايدة من الوقود الأحفوري، ممّا أدّى إلى تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الجوّ، والذي ينتج من عملية الحرق التي تحدث بين الكربون والأكسجين في الهواء، بالإضافة إلى قطع الإنسان للأشجار، وتحويله لمساحات شاسعة من أراضي الغابات إلى أراضٍ زراعية، والعديد من الأنشطة الأخرى التي أدّت إلى الإحتباس الحراري، وفيما يأتي بعض أهمّ الأنشطة البشرية المسبّبة لتغيّر المناخ:

1-أسباب بشرية مثل:  إزالة الغابات – الزراعة – التصنيع.
2 – أسباب طبيعية مثل: الإشعاع الشمسي: دورات ميلانكوفيتش ظاهرة التذبذب الجنوبي .
أبرز الغازات المسبّبة لتغيّر المناخ هى:

بخار الماء – ثاني أكسيد الكربون – الميثان – أكاسيد النيتروجين – ومركّبات الكلوروفلوروكربون.

الخاتمة:

التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه:

يتطلب التعامل مع تغير المناخ إجراءات التخفيف والتكيف ويدور التخفيف من تغير المناخ حول الحد من انبعاثات غازات الإحتباس الحراري من الأنشطة البشرية. ويتعلق التكيف مع تغير المناخ بالتحضير للآثار الحالية والمستقبلية لتغير المناخ ، وهذا يعني تغيير أنشطتنا وقراراتنا حتى نقلل الآثار السلبية لتغير المناخ ونصبح أكثر مرونة ، ينطوي التكيف أيضًا على الإستفادة من الفرص من تغير المناخ ، على سبيل المثال ، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة طول مواسم النمو أو أنواع النباتات التي يمكن زراعتها في مناطق مختلفة.

عواقب تغير المناخ على النظم البيئية في الكوكب:

زيادة درجة الحرارة بسبب الإحترار العالمي لا يقتصر فقط على زيادة الحرارة التي يمكن أن يشعر بها البشر أو ذوبان الجليد الجليدي بل لديها القدرة على التأثير على النظام البيئي لكوكب الأرض بأكمله ، كما كنا نراقب في العديد من البلدان المختلفة ، من الولايات المتحدة إلى الهند أو جنوب إفريقيا ، فإن الطقس يزداد اضطرابًا ، تكون أحداث الطقس المتطرفة أكثر انتظامًا وتتغير أنماطها فهي أكثر كثافة وعدوانية وبطاقة أكبر ، وهذا يعني حدوث المزيد من العواصف والفيضانات و الأعاصير والجفاف خلال السنوات القادمة والتى لها عواقب وخيمة على حياة البشر وخصوصا أمنهم الغذائى..

وتعتبر ظاهرة التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه كافة القطاعات المختلفة بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد أصبحت واقعاً ملموساً نشاهد آثارها ونتعامل معها في المجالات، حيث أخذت هذه الظاهرة إهتماماً كبيراً من قبل الجهات العلمية والمنظمات والحكومات، وذلك للحد منها والتخفيف من آثارها الإقتصادية والبيئية والإجتماعية. حيث أدت ظاهرة التغير المناخي إلى إرتفاع كبير في نسبة ثاني أكسيد الكربون والذي تبعه إرتفاع كبير في درجة حرارة الأرض، وقد تمثلت هذه الزيادة منذ قيام الثورة الصناعية في أوروبا.

يعود تطور هذه الظاهرة بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الأنشطة البشرية الإقتصادية، التي ساهمت في إحداث تغييرات في تكوين الغلاف الجوي. كما أن ظاهرة التغير المناخي ساهمت في تراجع الإنتاج الزراعي، في حين أن آثار التغيرات المناخية ساهمت ايضا في التأثير سلبا على الصحة والتي تمثلت بتلوث الهواء نتيجة الدخان وإنبعاث المصانع والغازات وبالتالي إنتشار الأمراض كالربو والحساسية وسرطان الجلد، إضافة إلى إنتشار الأمراض المعدية، كما أن موجات الحر الشديدة أثرت سلبا على صحة الإنسان.

إن الاحتباس الحراري (التغير المناخي) يهدد التوازن البيئي وينذر بكوارث عديدة كالزلازل والبراكين وحرائق الغابات الأمر الذي يحتم علينا أن نقلل من الإنبعاثات الضارة التي تحرك ظاهرة الإحتباس الحراري. فإمكانية إتخاذ إجراءات التكيف مع التغير المناخي تعمل على التخفيف من وطأة التغير المناخي ومن العواقب الصحية والبيئية المرتبطة بتغير المناخ على كافة الأصعدة، سواء البيئية أو الزراعية أو المائية أو الصحية.

فإتباع سياسات التخفيف للحد من المواد التي تشكل وسيلة لإنبعاث غازات الدفيئة البشرية في عدة مجالات وقطاعات أهمها الصناعة والطاقة والنقل والبيئة والزراعة والغابات، يعدُّ من أهم الخطوات التي يجب القيام بها من أجل تفادي تفاقم مشكلة التغيير المناخي، الذي أرجعناه إلى نشاطات الإنسان في مجالات مختلفة.

وكلنا أمل فى تعاون كل الجهات والأفراد بوضع الخطط وتغيير السلوكيات لإنقاذ كوكب الأرض من التدهور البيئى المخيف الذى نعيشه من عواصف وسيول وفقر وأمراض ونقص فى الغذاء وغيرها . وكل هذه المشاكل البيئية والإقتصادية والإجتماعية يمكن مجابهتها فقط عندما نعمل فورا وبوتيرة أسرع من وتيرة التغيرات المناخية لوقف الإرتفاع فى حرارة الأرض المؤدى لحدوث هذه التغيرات المناخية.

 

 

Back to top button