الأخبارالانتاجالمياهالنيلبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمشروعات الريمصر

رئيس «البحوث الزراعية» الأسبق يطرح حلولا لمواجهة العجز المائي في مصر

>> طنطاوي: ترشيد الإستهلاك وتحديث الري ومعالجة مياه الصرف أولوية للحل

قال الدكتور عبدالعظيم طنطاوي رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق ان مصر تواجه العديد من التحديات فيما يتعلق بالمياه والموارد المائية؛ بسبب النمو السكاني والاحتياجات المتزايدة من المياه لدرجة أن أصبحت تحت خط الفقر المائي موضحا ان  نصيب الفرد من المياه بلغ حوالي 550م3 في العام, وهو ما يقل عن المعايير الدولية للحد الأدنى للفقر المائي (1000م3).

وأضاف «طنطاوي»ـ ات مصر تقع ضمن قائمة أفقر 30 دولة في العالم, إضافة إلي ذلك فإن هناك تدهوراً مستمراً وسريعاً في نوعية المياه السطحية والجوفية, حيث تتلقي مصر حوالي 98 في المائة من المياه من نهر النيل, وتشترك في مياه النيل مع تسع دول إلي جانب دولة جنوب السودان في حوض النيل بدأت تتصارع فعلاً من أجل زيادة حصتها من هذا المورد المحدود,.

وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق إن  حصة مصر في مياه النيل تبلغ 55.5 مليار م3 سنويا  علاوة علي 6.2 مليار م3 مياه جوفية, وحوالي 8 مليارات م3 من مياه الصرف الصحي المعالج، مشيرا إلي إن انخفاض نصيب الفرد من المياه من 1000م3 سنويا إلي 550م3  يتطلب من الدولة ضرورة تنمية الموارد المائية غير التقليدية, مما يحتاج إلي البحث عن تقنيات جديدة وغير مكلفة.

ولفت «طنطاوي»، إلي أهمية المشروعات القومية التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواجهة العجز المائي منها ترشيد الإستهلاك وإعادة معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي وإعادة إستخدام هذه الموارد فضلا عن التوسع في خطط تحلية مياه البحر لتلبية إحتياجات المناطق الساحلية علي البحرين الأحمر والمتوسط، موضحا أهمية التوجه نحو  تنقية وتحليه) المياه و إتباع طرق الري الحديثة لترشيد إستهلاك مياه الري .

وأضاف أن هناك تقنية مستخدمة هي إضافة المادة الهلامية المسماة “البرليت” مع مياه الري, مما يساعد علي إحتفاظ التربة بالمياه لأكبر فترة زمنية وذلك لتغذية النبات, هذا بالإضافة إلي إستخدام تقنيات الري الحديثة الأخرى المعروفة التي ساعدت كثيراً في إستخدام المياه, وخاصة في مجال الري.

ولفت رئيس مركز البحوث الزراعية إلي أن الري بالرش يناسب معظم أنواع المحاصيل الزراعية, فهو صالح لأغلب أنواع التربة ما عدا التربة الثقيلة الناعمة, والتي يقل فيها معدل الرشح عن 4 ملم/ الساعة, ويتيح نظام الري بالرش الإستفادة من أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية, إذ لا يستلزم قنوات نقل لتوزيع المياه, أو إقامة سدود كما هي الحال في الري السطحي.

وفيما يتعلق بالري بالتنقيط أكد «طنطاوي»، إن من أهم ميزات تقنيات الري بالتنقيط: قدرته علي توصيل مياه الري مباشرة إلي منطقة الجذور, كما أنه موفر جيد للمياه مقارنة بالري بالرش, إذ يصل معدل توفير المياه إلي أكثر من 40% ويرجع السبب في ذلك إلي الإبتلال الجزئي للتربة, وإنخفاض الفاقد بواسطة التبخر والتسرب العميق, إلي جانب إنعدام الفاقد بالجريان السطحي, مما يساعد علي تقليل إنتشار الحشائش التي تنافس النبات علي المياه,كما أنه يتميز بالدقة الفائقة للتحكم في المياه عند التشغيل, ويعد انسب طرق ري الأراضي الصحراوية والمالحة.

وأشار رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق إلي أهمية معالجة الصرف الصحي والزراعي لمواجهة محدودية الموارد المائية من خلال التقطير الشمسي: وهناك تقنية للإستفادة من مياه الصرف الزراعي؛ من خلال إمكانية عمل مجمعات شمسية علي المصارف, بحيث تسقط عليها أشعة الشمس, ويصمم بجانب المصرف مواسير أو قناة لإستقبال الماء المكثف من هذا التقطير الشمسي.

وأوضح «طنطاوي»، إنه  تتم معالجة هذه المياه- وهي في المواسير بعد تقطيرها- بإضافة المواد المعالجة المناسبة وفقاً لنوع المياه الناتجة من كل مصرف حتى تصبح صالحة للإستخدام, ويتم توظيفها بعد ذلك حسب نوع الإستخدام, والحفاظ علي مياه النيل من الإهدار في البحر حيث يتطلب توزيعها توزيعاً عادلاً ومنتظماً علي الأراضي الزراعية؛ من خلال إستخدام تقنيات الأنابيب المبوبة لنقل المياه إلي الحقل مباشرة.

ولفت رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق إلي أهمية تركيب وحدات لمعالجة المياه وكذلك بالنسبة للصرف الصناعي والزراعي, فالمصارف التي جهزت أصلا لمياه الري أصبحت تحمل بجانب مياه الري نسبة عالية من الأسمدة والكيماويات والصرف الصناعي والصحي والقمامة أيضاً, وأصبحت ذات مستويات عالية من التلوث, وجميعها يذهب للنيل, ولذلك فإن تقنية معالجة مياه الصرف تعتبر من التقنيات المهمة وتحتاج إلي التفكير بجدية للتوجه لحلول غير تقليدية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى