الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أحمد عرفان يكتب: سبل الإرتقاء بالبحث العلمى فى الدول العربية

باحث أول – رئيس وحدة البيوتكنولوجى بالمعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى- معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

المقدمة:

للجامعات والمراكز البحثية دور مهم في إجراء البحوث العلمية و التى تساهم بشكل جذرى فى تقدم الدولة و رفاهية المجتمع، وتخضع هذه البحوث للنشر في مجلات علمية محلية وأخرى عالمية والتى علي أساسها يتم تصنيف هذه الجامعات على مستويات البحث العلمي والابتكار في مختلف المجالات الحياتية سواء العلمية او الانسانية.

ومن خلال مواقع تقييم المجلات العلمية، يظهر ضعف واضح لبعض جامعاتنا و معاهدنا البحثية المحلية وايضا الجامعات العربية من حيث المحتوى المنشور. قد يكون السبب الرئيسى في ذلك هو قلة الدعم الموجه للبحث العلمي وبعض المعوقات الاخري.

و مع ذلك ظهرت مؤخرا بعض الجوانب المشرقة من خلال تصنيف وترتيب الجامعات والمراكز البحثية دوليا والذي بدوره ادي الى التنافس الشريف للباحثين والجامعات والمراكز للانضمام الى القوائم العالمية فى البحث العلمى والنشر الدولى.

يأتي اسم البحث العلمي دائما  مقترنا بالتعليم ما بعد الجامعى ودور الجامعات والمراكز والمعاهد البحثيه  في إجراء البحوث العلمية وتقديم الخدمات،  ليس فقط من خلال تعليم الطلاب، وإنما أيضاً من خلال  اجراء البحوث العلمية وبراءات الاختراع واعمال اخري مبتكره تهدف الى زياده الانتاجيه او تحسين جودة المنتجات او تصب لارضاء وتلبيه احتياجات المجتمع باكمله وهذه المجالات عديدة منها علي سبيل المثال و ليس الحصر الصحية والزراعية والصناعية والهندسية والتعليميه بالاضافة للدراسات الإنسانية وعلوم الاجتماع. إذْ يُعدّ البحث العلمي هو اساس التطور من حولنا للارتقاء بالفرد والمجتمع.

خطوات البحث العلمى:

ومن اولي خطوات البحث العلمى اجراء مسح شامل للمتطلبات محل الدراسة والتى تكمن فى وضع خطة شاملة تم دراستها مسبقا وتحليلها ومعرفه امكانية تطبيقها على المستوي المعملى ثم على المستوي الحقلى و الذي يؤدى لوجود منتج او نتيجة نهائية قابلة لتحويلها الى صناعه او مطلب عام للمجتمع. و من المهم أيضا البحث عن المعوقات التى من الممكن ان تتسبب فى توقف البحث العلمى اثناء العمل به.

وتبدا التجارب بالعمل ثم تسجيل وتحليل النتائج ثم  كتابه ملخص وافى عن الفكرة العامه وطرق التطبيق والنتائج الملموسة ثم البدء فى كتابه البحث بصورة تناسب المجله المستهدفة طبقا لاشتراطات النشر ثم يتم المراجعه من قبل المتخصصين في موضوع البحث العلمي.

ويتم رصد النشر العلمي للجامعات و الدول للوقوف على مستوى هذه البحوث ومقارنة ذلك بمثيلاتها في دول أخرى. والمعيار الأساسى لتقييم البحوث يتركز في مدى مساهمة البحوث العلمية المنتجة في رصيد العلم و مدى مساهمة البحوث فى حل المشكلات العالقة والتخلف والجهل والأمراض المتفشية في المجتمع، وبحسب حاجة البلاد للتقدم العلمي والصناعي والزراعي والصحي والإجتماعي والثقافي، وغيرها كثير.

الخطة والاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي:

  • على مستوى الدولة، لاتخصص الدول العربية التكلفة المالية الكافية والملائمه للبحث العلمي، ولا تخصص كثير من الجامعات والمراكز البحثية ايضا ميزانية خاصة للبحث العلمي ولا تدعم باحثيها و الذين بدورهم يقدمون الحد الأدنى من البحوث بعيداً عن الابتكار والإبداع الفكري والمهني وذلك نتيجة لضعف الاستثمار العلمي أو حتى إنعدامه في بعض البلدان العربية.
  • ومع الوقت تتسع الفجوة بيننا وبين الدول المجاورة والدول المتقدمة ولا نرى خطط بحثية واضحة على مستوى الجامعات أو إجراءات لتسويق نتائج بحوثها وبراءات إختراعاتها وبالتالي نلاحظ على مستوى الجامعات والمراكز ضعف استراتيجية  البحث العلمي والابتكار، مما ينعكس سلباً على تقدم الدول وإزدهارها. إذْ تقوم الجامعات و المراكز البحثية بإعادة تدوير البحوث وتكرارها، ولاتقدم انتاج علمى جديد أو متميز للمساهمة في التقدم المحلي أو العالمي، مما تيظهر حالة إنعدام للفكر و المعرفة في السياسات والاستراتيجيات الخاصة سواء على مستوي الجامعات او المعاهد او المراكز البحثية، ويُضاف إلى كل ذلك قلة أو حتى إنعدام البعثات الدراسية والبحثية للدول المتقدمة التي تُعد مصدراً مهما لتجديد الطاقات العلمية والقدرات البحثية لمنتسبي الجامعات من الأكاديميين والباحثين وضخ الدماء الجديدة فيها.

بعض الإحصاءات:

بلغ الإنتاج العلمى للدول العربية من الوثائق و الأبحاث العلمية في المجالات المغطاة بحسب موقع Scimago للأعوام 1996-2020 (1166997) وحدة بحثية، و من ناحية أخرى كان إنتاج تركيا وإيران مجتمعتين (1365921)، و الذي يظهر الفارق الكبير بين انتاج الدول العربية مجتمعة بالمقارنة بانتاج دولتين فقط. وتصدرت الدول العربية مصر ثم السعودية ثم تونس.

  • https://www.scimagojr.com/countryrank.php?region=ARAB%20COUNTRIES

وفي عام 2021 وضمن ترتيب أفضل (50) جامعة في دول الشرق الأوسط  بخصوص الانتاج العلمي و من خلال تصنيف Scimago للمؤسسات التعليمية القائمة على الانتاج البحثي والابتكار والخدمة المجتمعية للتخصصات كافة، بلغ عدد الجامعات العربية (22): (6) منها في مصر و(5) فى السعودية  و (4) فى قطر  و (3) فى كل من الإمارات  ولبنان و (1) فى البحرين مقارنة بمثيلاتها في تركيا (11) وإيران (17) والتي كان مجموع جامعاتهما (28) جامعة.

 المقترحات والتوصيات:

  1. إنشاء قاعدة بيانات وطنية رقمية تكون عوناً للباحثين وهذا قد تم فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وذلك عن طريق المكتبات الرقمية وبنك المعرفة المصري الذي بدوره اتاح للباحثين الحصول على الابحاث الدولية و معرفة كيفيه النشر بالدوريات العلمية الدولية.
  2. إعداد خطة وطنية شاملة لإعداد الباحثين والتدريب على البحث العلمي.
  3. إعداد خطط بعثات دراسية قائمة على الحاجة الفعلية، وذلك لكل من الجامعات و المراكزالبحثية.
  4. تشجيع العمل الجماعى و انشاء فرق بحثية من التخصصات المختلفة بدلا من العمل الفردى.
  5. التعاون العلمي والبحثي و وضع خطط توأمة مع الجامعات و المراكز البحثية العالمية.
  6. الاستفادة من الكفاءات الوطنية التى تعمل خارج البلاد، والأمر نفسه بالنسبة للكفاءات من التدريسيين والباحثين المتقاعدين.
  7. إعادة هيكلة لوائح البحث العلمي في الجامعات و المراكز البحثية لمنع عرقلة الباحثين.
  8. تخصيص الموارد المالية الكافية للبحث العلمي والالتحاق بالركب العالمي و رصد مكافاءات للنشر العلمى فى المجلات الدولية ذات معامل التأثير العالي.
  9. قيام الجامعات والهيئات بتسويق البحوث والابتكارات وبراءات الاختراع من خلال صفحات خاصة للتواصل الاجتماعى وايضا المعارض العلمية ودعوه الشركات المختلفة لدعم البحث العلمى.
  10. الاهتمام بإصلاح التعليم العالي والبحث العلمي وجعلها من أولويات استراتيجية الدولة.
  11. إعادة النظر بشكل شامل وجذري في ضوابط الترقيات العلمية.
  12. الاهتمام بالنشر العلمي الرصين والابتعاد عن المجلات والمؤتمرات العلمية المفترسة والتجارية.
  13. توفير معامل علمية وبحثية مجهزة في الجامعات والمراكز البحثية.
  14. حضور ومشاركة الباحثين في المؤتمرات العلمية العالمية المتخصصة.
  15. الاهتمام بجودة المجلات العلمية المحلية والتخلص من الرديئة منها.
  16. الاستفادة العلمية من خبرات المراكز البحثية والجمعيات العلمية والمنظمات التي تقع خارج الجامعات، والتعاون العلمي معها.
  17. الاشتراك في قواعد معلومات أجنبية والمصادر من الكتب والمجلات العلمية الرصينة.

 

 

Back to top button