الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالعزيز بندق يكتب: التنوع الحيوى وبرامج التحسين الوراثى للمحاصيل الزراعية

معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

مفهوم التنوع الحيوى:-

يسمح التباين الوراثى للعشائر بأن تتوائم مع التغيرات البيئية وهذه الحقيقة تصلح مع كافة الكائنات (حيوان – نبات – حشرات – كائنات دقيقة) على الرغم من الاختلافات فى منحنى التطور كل منها الا أن تفاعلات التطور التى أسهمت فى الحفاظ على هذا التنوع البيولوجى فى الماضى لم تعد تكفى للوفاء بذلك فى مرحلة التقدم التكنولوجى الراهنة.

الوفرة الحالية فى التنوع البيولوجى أصبحت مهددة نتيجة لتضافر عوامل عدة منها ضغوط العشائر والظروف الاقتصادية غير المواتية وكذلك الانتهاكات المدينة للموارد البيولوجية، كما أن التغيرات المناخية تسهم فى تعظيم التفاعل بين هذه العوامل مما يؤدى الى مزيد من التدهور فى الموارد البيولوجية وبالتالى فإن الكثير من السلالات النباتية وقطعان الحيوان المحلية وكذلك السلالات الميكروبية المحلية أصبحت تعانى من نقص تعدادها الى حد كبير بل ان بعضها وصل بالفعل الى مرحلة الانقراض ومن الضرورى لعلم الوراثة بصفة عامة وبصفة خاصة فرع وراثة المحافظة على الموارد البيولوجية conservation genetics أن يلعب دوراً بارزاً لتقليل تأثير هذه المخاطر.

يطلق مصطلح الحياة البرية على مجموعة النباتات والحيوانات البرية ويطلق مصطلح الطبيعة “Nature” على الأشكال المختلفة من الحياة والتفاعلات فيما بينها ويعد مفهوم التنوع الطبيعى البيولوجى Biodiversity من المفاهيم الحديثة نسبياً والتى تعبر عن درجة التنوع الطبيعى سواء من ناحية عدد أو تكرار النظم البيئية والأجناس والعوامل الوراثية التى توجد بشكل مجموعات وتشمل أيضاً الأنواع النادرة والمورثات المختلفة المهددة بالانقراض من العالم وقد ظهر هذا المفهوم كرد فعل لعملية الانقراض واختزال المورثات المختلفة والتى تحدث على فترات وبدون أن نلاحظها وذلك نتيجة للزيادة السكانية السريعة والتلوث البيئى والاضطرابات الطبيعية وأسلوب الحصول على الغذاء وما يتبعه من القضاء على بعض أنواع النباتات والحيوانات وهدم أماكن معيشة تلك الكائنات وتساهم كل هذه الأمور فى خفض نوعية الحياة المتاحة للأجيال القادمة.

فقد وتناقص التنوع البيولوجى:-

إن جينات الأرض وأنواعها ونظمها الايكولوجية هى نتاج مئات الملايين من سنوات التطور وبفضلها تمكنت أنواع من الازدهار لكن الأدلة المتاحة تشير الى أن الأنشطة البشرية تؤدى الى تناقص التنوع البيولوجى للأرض ومع الزيادة المتوقعة فى سكان العالم والنشاط الاقتصادى فإن احتمال زيادة معدل نقص هذا التنوع أرجح كثيراً من احتمالات نقص المعدل الحالى أو حتى استقراره عن الوضع الحالى.

ولا يعرف أحد عدد الأنواع الموجودة على الأرض حتى أقرب درجة من التقدير ذلك لأن التقديرات تتراوح بين 5 ملايين و 80 مليون نوع أو أكثر ولكن الرقم الأكثر احتمالاً هو فى حدود 15-30 مليوناً والرقم الأكثر قبولاً من العلماء هو 10 مليون.

ولم يحصل الانسان على توصيف ولو موجز الا لقرابة 1.4 مليون فقط من هذه الأنواع ومن بين هذا الرقم يوجد حوالى 750000 حشرة و 41000 من الفقاريات و 250000 نبات ويتكون الباقى من مجموعة مركبة من اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة.

ونود أن نشير الى أن الغابات الاستوائية ليست النظم الايكولوجية الوحيدة عالية التنوع، فالمناطق التى يسود فيها مناخ البحر المتوسط يوجد فيها أيضاً حياة نباتية شديدة الثراء ذات مستويات عالية من التوطن، ومثال ذلك أنه من بين 23200 نوع من النبات تفيد التقديرات بوجودها فى بوتسوانا وليسوتو وناميبيا وجنوب أفريقيا وسوازيلند (وهى مناطق يسود فيها مناخ البحر الأبيض) يتوطن فى المنطقة 18560 نوعاً (أى 80%) ويعطى ذلك لتلك المنطقة أعلى ثراء فى الأنواع فى العالم وهو أعلى بمقدار 1.7 مرة مثيلة فى البرازيل.

المحافظة على  التنوع البيولوجى:-

الهدف من الحفاظ على التنوع البيولوجى هو تدعيم التطوربحماية استخدام المصادر الطبيعية الحيوية وتنحصر عناصر الحفاظ على التنوع البيولوجى فى الآتى:-

  • الحفاظ على التنوع البيولوجى Saving biodiversity

ويعنى هذا حماية العوامل الوراثية والأجناس وأماكن معيشتها والنظم البيئية الخاصة بهاوأدواتها وحمايتها بصورة جدية ويجب أن يشتمل برنامج المحافظة هذا على عدة رسائل للمحافظة على التنوع البيولوجى فى البحر والبر والعمل على اعادة الفاقد من هذه الأنواع لأماكنها الطبيعية والحفاظ على الأجناس عن طريق البنوك الوراثية وحدائق الحيوان وغيرها من الوسائل.

  • دراسة التنوع البيولوجى Studying biodiversity

ويعنى الاحتفاظ بسجلات تحتوى على المكونات والتراكيب والتوزيعات والوظائف الخاصة بالكائنات المختلفة وذلك حتى يتسنى فهم دور ووظيفة الأجناس والموروثات والنظم البيئية والعلاقة بينها وبين النظم الطبيعية واستخدام هذه المفاهيم لتدعيم عملية التطور الطبيعى.

  • استخدام التنوع البيولوجى Using biodiversity

وهذا يعنى استخدامها فى تحسين ظروف معيشة الانسان بشرط الحفاظ عليها وعدم استهلاكها.

أهمية الموارد الوراثية النباتية:-

ان للموارد الوراثية النباتية أهمية حيوية للزراعة الحديثة وذلك لدورها فى تأمين وزيادة انتاجية المحاصيل وتحسين الغذاء وقد بلغ التعداد العالمى للسكان ذروته، كما أنه فى زيادة مستمرة ولهذا فإن الزيادة السكانية العالمية تتطلب فى المقابل زيادة الانتاجية الزراعية وقد مكنت التطورات الأخيرة فى التقانات الحديثة فى فى مجالات علم الخلية cytology والوراثة الجزيئية للخلية وتهجين الحامض النووى Recombinant DNA وزراعة الأنسجة والمجالات الأخرى المتعلقة بذلك العلماء من نقل الورثات بين الأنواع التى لا توجد بينها صلة قرابة خلال وقت قصير نسبياً وتمثل الموارد الوراثية النباتية المصدر الأساسى للحصول على هذه  المورروثات ولهذا فإنه من اللازم جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية قبل أن تندثر الى الأبد وذلك لاستخدامها فى المستقبل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى