الأخبارالعالمالوطن العربىبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتنحل وعسل

د علي البراقي يكتب: الحقيقة في قضية سُكْر النحل وإدمانه المخدرات

>> ما يتم تداوله بشأن تطبيق النحل لعقوبة «الجلد» يفتقد للرؤية العلمية ويسيئ للأديان

كشف الدكتور علي البراقي الخبير الدولي في تربية نحل العسل  وأستاذ علم النحل والحشرات في كلية الزراعة جامعة دمشق سابقا عن بعض المزاعم التي يتم تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي بشأن  «سُكْر النحل»، وقيام حراس الخلايا عند كل خلية بمهاجمة هذا النحل لتناوله مواد مسكرة أو مخدرة تنفيذا للقوانين الشرعية بتنفيذ حكم الشرع بجلد النحلة السكرانة أو ان النحل يطبق الأحكام الشرعية في نظامه وسلوكياته، موضحا ان هذه المزاعم تكشف فتاوي الجهل وعدم الإستناد إلي قواعد علمية حقيقية.

وقال «البراقي»، إن هذه المزاعم لا تمت للحقيقة ولا لربطها بأحكام الشرع بصلة،وأنها مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الدينية روجت لقضية هي في حقيقة الأمر ككثير من الأمور تهويل وتطبيل وتضخيم وتصفيق بعض الجهلاء ممن يسمون أنفسهم رجال دين ممن لم ينالوا من العلوم حظاً، أو من المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن، أو بعض النحالين أو حتى من المختصين بالنحل.

وأضاف الخبير الدولي في تربية النحل،  إن كل الحيوانات تسكر بجرعات مختلفة من الكحول وأجريت تجارب كثيرة على أنواع حيوانات كثيرة…ولكن أن تستثمر قضية من هذا النوع لإثبات عظمة الإسلام أو الأديان بتحريم الخمر…الذي هو محرم قطعا ولا لزوم لتسكر نحلة وتعاقب من أخواتها طبقا للشريعة الإسلامية بالجلد أو تقطيع الأرجل والقتل موضحا إن ذلك شيء غريب يردده من لا يفهمون عظمة الدين!

وقال «البراقي»، :«نعم النحلة تسكر وتترنح وتصطدم بالأشجار والجدران وعادة تموت في الحقول أثناء عودتها للخلية وعندما تهتدي نسبة ضئيلة منها إلى خلية وهي عادة غير خليتها حيث تلتقي بالنحل الحارس على الباب وسلوكها مترنح متمايل، تريد الدخول فتمنعها الحارسات ظنا منهن أنها نحلة غريبة أو لسلوكها الغريب، يشككن بأنها نحلة سارقة فيهاجمنها ويمنعنها».

وأضاف الخبير الدولي في تربية النحل:« طالما  ان النحل تتحرك عشوائيا عند إقترابها من خلاياه فتظن الشغالات أنها تدافع وتقاتلهن، لكن في الحقيقة أن حركاتها عشوائية لا شعورية فتهاجمها الشغالات ويتكاثرن عليها وتحاولن إبعادها وقد تقطع أرجلها وأجنحتها أو يلسعنها ويرمينها كأي نحلة غريبة تريد الدخول للخلية، وهنَّ أبدا لا يمنعنها لأنها شربت كحولا وتعاقبنها بتطبيق الشرع عليها…!!! فهذا كلام شطحات غير مختصين…وغير ملمين بسلوك الحيوان والنحل ولا حتى بسلوك الإنسان!

وأوضح «البراقي»، إن النحلات الحارسات لا تعرف أنها تحمل مواد مخدرة ستفسد العسل ولن يؤدي بضع ملجرامات من الكحول لفساد العسل في حال استطاعت النحلة أو عشرات أو مئات النحلات الدخول للخلية لأنه سيتبخر بسرعة خلال دقائق ولن يفسد شيئا…بل هي بسبب عدوانيتها وحركاتها العشوائية غير الواعية تسترعي انتباه الحارسات.

وأشار الخبير الدولي في تربية النحل إلي إن كل الأطعمة وكثير من الأدوية يحصل لها تخمر كحولي وخلي ويكون هناك نسبة ضئيلة من الكحول لا تضر وقد تفيد، ومعلومة فوائد الكحولات في صنع كثير من الأدوية…..وهذه غير محرمة…كأدوية مثل شرابات السعال والمهدئات وغيرها، وهذه الآثار الضئيلة لا يهتم بها الشرع ولا المشرع لأنها من طبيعة الأمور في الغذاء والدواء…وقصة نحلات مراقبة لديها أجهزة إنذار في الخلية للنحلات السكارى هذه من صنع الخيال والتوهم من قبل الجهلاء …ومن إبداع عقول تربت في مدن وأنظمة بوليسية ترقب الناس وتظن أن النحل يعمل مثلها…نعم هناك حارسات على مدخل الخلية.

وتساءل «البراقي»، عن إنه لو قلنا أن النحلة أتت سكرانة من الكوكائين أو مخدر آخر وليس لها رائحة الكحول هل سيطردها النحل الحارس ويقتلها ؟؟ طبعاً سيمنعها ويقتلها لأنه ليس من أجل رائحة الكحول وحرمته على النحلة أو دفاعا كي لا يفسد العسل…بل لسلوكها وحركاتها المريبة المضطربة فقط، بسبب حالة فقدان الوعي… فيظنها النحل السارق نحلة سارقة أتت من خلية أخرى لتسرق أو مريضة يجب إبعادها. وقد تبدي النحلة هذه الحركات العشوائية غير المتناسقة من الأرجل والأجنحة وأجزاء الفم، والترنح نتيجة التسمم بالمبيدات وغيرها من السموم، وكذلك يمنعها النحل ليس لأنه يعرف أن السم سيسمم العسل أو الخلية بل لأنه يرى حركاتها المشابهة لحركات النحلة السارقة أو المربضة.

وأشار الخبير الدولي في تربية النحل إلي إن الله تعالى حرم الخمر وتناول المسكرات والمخدرات ما قل منها أو كثر على الناس ولم ينزل قرآنا على النحل ليطبق عقوبات وأن الإنسان ليس بحاجة ليرى ما يعمل النحل وينتظر ليتعظ من النحل  ولنثبت صوابية رأي وحكم الإسلام.

وأوضح «البراقي»، إن النحل حشرة غير مكلفة بهذا لتطبق النظام المزعوم بدقة موضحا الحقيقية أن كل الأديان تحرم الخمر والمخدرات والإسلام محق بهذا ولا يوجد عاقل يعترض على هذا لنثبت له عن طريق النحلة جهلا وتحريفاً لأن العلم أثبت خطورة هذه الأمور على صحة الفرد والمجتمع وعلى سلامتهم.

وإختتم الخبير الدولي في تربية النحل تصريحاته بالتأكيد علي أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال هي إنه لا أحد من النحلات الحارسة أمام خلايا النحل يعرف أن النحلة القادمة السكرى شربت الكحول أم لا ولا يحاربنها من أجل ذلك أبدا لإن النحل لا يفهم أن الكحول محرم ولا يسن قوانين .وهو يبتعد عنه بحاسة شمه القوية التي تزيد مئة مرة عن حاسة الشم لدى الإنسان .

 

زر الذهاب إلى الأعلى