هل تختفي زراعة البن العربي من المنطقة وتنتقل زراعة الأفوكادو إلي مصر؟
>> التغيرات المناخية تغير خريطة المحاصيل المدارية والإستوائية
حذرت دراسة علمية حديثة من التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، وسط مؤشرات متزايدة على أن استمرار ارتفاع حرارة الأرض سوف يؤدي إلى إعادة توزيع المناطق الملائمة لنمو عدد من المحاصيل الاستوائية، مثل البن العربي والكاجو والأفوكادو وتقييم تأثير تغيُّر المناخ على إنتاج بعض المحاصيل الاستوائية في مناطقها الأصلية في مختلِف أنحاء العالم مع حلول عام 2050.
أوضحت غالبية تلك الدراسات بعض العوامل الأخرى التي قد تؤثر على مدى ملاءمة زراعة هذه المحاصيل، مثل خصائص الأرض والتربة، كما لم تتناول أي دراسات كيفية تأثير تغيُّر المناخ على مدى مناسبة إنتاج الكاجو والأفوكادو في مناطق نمو هذه الزراعات على نطاق عالمي، وإن المناطق الأكثر ملاءمةً في معظم البلدان المنتجة الرئيسية حاليًّا سوف تواجه تراجُعًا كبيرًا.
وأشارت الدراسات إلي إنه رغم تراجُع المناطق الملائمة لنمو محاصيل البن والكاجو والأفوكادو في المنطقة المدارية، تشير نتائج الدراسة إلى أن المناطق المناسبة لهذه المحاصيل قد تتسع مستقبلًا إلى ارتفاعات وخطوط عرض أعلى، وأنه من المتوقع أن توجد المناطق الأكثر ملاءمةً في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة والأرجنتين والصين وبعض دول شرق أفريقيا ومنها مصر.
وأوضحت الدراسات أن بعض مناطق زراعة البن والكاجو والأفوكادو قد يصبح أكثر ملاءمةً في حين تكون مناطق أخرى غير مناسبة، لكل محصول على حدة؛ إذ يُتوقع أن يكون إنتاج البن هو الأكثر تعرُّضًا للتراجع، لتصبح جميع مناطق الإنتاج غير ملائمة، بما في ذلك البرازيل وفيتنام وإندونيسيا وكولومبيا.
وأشارت إلي إنه بالنسبة للكاجو، فتشير النتائج إلى أنه من المتوقع أن تنخفض ملاءمة مناطق إنتاجه في عدد من البلدان الرئيسية، منها الهند وساحل العاج وبنين، وكذلك تنخفض المناطق الملائمة لنمو الأفوكادو في بعض مناطق الإنتاج الرئيسية، مثل جمهورية الدومينيكان وبيرو وإندونيسيا.
وتُعتبر زراعات القهوة والكاجو والأفوكادو من المحاصيل المهمة بالنسبة لكلٍّ من المستهلكين والمزارعين، خاصةً صغار المنتجين في المناطق المدارية حول العالم، وتُظهر عدة أبحاث مكثفة مؤشراتٍ على أن تغيُّر المناخ سيؤدي إلى عدم ملاءمة زراعة البن العربي -وهو أحد أنواع البن المعروفة على نطاق واسع- في معظم مناطق إنتاجه الحالية.
وتشير نتائج الدراسة إلى أهمية وضع إستراتيجيات للتكيف مع التغيرات المناخية في البلدان المنتجة الرئيسية لهذه المحاصيل، منها العمل على تربية أصناف لها القدرة على التكيف مع درجات حرارة مرتفعة أو مواسم جفاف أطول، بالإضافة إلى وضع إستراتيجيات لتخفيف الآثار البيئية المحتملة لأي توسعات في مناطق إنتاج جديدة.