مدير «أكساد»: التغيرات المناخية تهدد الامن الغذائي العربي ونؤيد الموقف المصري بشأن سد النهضة
>> العبيد: ضرورة تنفيذ برامج عاجلة لرفع كفاءة الموارد المائية والأرضية للإستفادة بكل «قطرة مياه»
تواصل «أجري توداي»، جولتها داخل سوريا، بعقد عدد من اللقاءات مع عدد من المنظمات التابعة لجامعة الدول العربية، والتي تعد المظلة الأولي للمشروعات العربية المشتركة التي تخدم قطاع الأمن الغذائي بالمنطقة العربية، وذلك حرصا علي ربط البحوث العلمية بالتطبيقات التي تخدم تطوير القطاع الزراعي، ضمن رحلتها لإكتشاف دور المنظمات التابعة لجامعة الدول العربي في تحقيق طموحات المنطقة العربية في تنفيذ مشروعات تواجه تحديات الأراضي والمياه في ظل ما تعانيه المنطقة من «شح مائي» يؤثر علي مستقبل الزراعة العربية.
وتبدأ «أجري توداي»، بنشر حوار حصري مع الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، التابع لجامعة الدول العربية، وبيت الخبرة العربي في مجال إدارة الموارد المائية والأرضية بالمنطقة العربي، ضمن مجموعة من المنظمات العربية المعنية بوضع خطط مشتركة تواجه تحديات الزراعة والمياه بالمنطقة العربية وذلك علي هامش الملتقي العربي لتربية النحل وصناعة العسل بالعاصمة السورية دمشق.
«أجري توداي» تواصل رحلة الـ600 كم في سوريا بلقاء بيت الخبرة العربي «أكساد» حول هموم الأرض والمياه
أكد الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أهمية وضع إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة مخاطر الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الأمن الغذائي العربي، من خلال التوسع في البرامج الوطنية لاستنباط أصناف وسلالات من المحاصيل الزراعية أكثر تحملا للظروف البيئية وخاصة الجفاف والملوحة وتكون أقل إستهلاكا للمياه.
وقال الدكتور العبيد في تصريحات لـ «أجري توداي»، إن هذه التحديات تستوجب التدخل الفوري من الجهات المعنية بإدارة هذا الملف الخطير، لتنفيذ خطط عاجلة للتأقلم مع آثار هذه الظاهرة، والتي إنعكست خلال السنوات الأخيرة على تقلبات مناخية شديدة تسببت في إنخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتعرض عدد من المناطق بالدول العربية لأمطار فجائية في عدد من الأماكن البعيدة عن خريطة الأمطار والسيول التقليدية.
وإلي تفاصيل الحوار:
التغيرات المناخية كابوس يهدد الأمن الغذائي؟
بالتأكيد فإن ظاهرة التغيرات المناخية بدأت تهدد الامن الغذائي في العالم وخاصة المنطقة العربية وهو ما دفع الحكومات العربية إلي وضع إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة مخاطر الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الأمن الغذائي العربي، وهو ما إنعكس علي تفعيل دور المراكز البحثية العربية من خلال التوسع في البرامج الوطنية لاستنباط أصناف وسلالات من المحاصيل الزراعية أكثر تحملا للظروف البيئية وخاصة الجفاف والملوحة وتكون أقل إستهلاكا للمياه للتأقلم مع الظاهرة.
هناك جدل حول حقيقة تأثير الظاهرة علي مستقبل الزراعة؟
هذه الظاهرة تستوجب التدخل الفوري من الجهات المعنية بإدارة هذا الملف الخطير، لتنفيذ خطط عاجلة للتأقلم مع آثار هذه الظاهرة، والتي إنعكست خلال السنوات الأخيرة على تقلبات مناخية شديدة تسببت في إنخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتعرض عدد من المناطق بالدول العربية لأمطار فجائية في عدد من الأماكن البعيدة عن خريطة الأمطار والسيول التقليدية.
كيف ذلك؟
هذه التقلبات إنعكست على تغير دورات وأماكن تعرض السيول، مما يستجوب تفعيل مراكز التنبؤ بهذه الظواهر والتنسيق بين مختلف الإدارات العربية المعنية بهذه الظاهرة للحد من مخاطرها على الأمن الغذائي مع وضع آليات تنفيذية لمجابهة هذه الآثار، وهو ما يلقي بالأهمية علي ضرورة الإستفادة من تنظيم مصر لقمة المناخ المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل لتسليط الضوء على الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الموارد المائية والأرضية بالمنطقة العربية.
وماذا أيضا؟
ضرورة إيجاد حلولٍ علميةٍ وعمليةٍ ناجعةٍ تساعد في التصدي للتحديات الرئيسية، التي تواجه القضايا الملحّة في المنطقة العربية، وهي قضية المياه، التي من المتوقع أن تتزايد الضغوط عليها مستقبلاً، ولاسيما ما يتعلق بالنمو السكاني المتسارع، وبآثار تغير المُناخ خاصة إن التغييرات المُناخية باتت تجتاح المنطقة بشكلٍ كبير، وعلى رأسها موجات الجفاف التي نعاني منها في هذه الأيام، مما يهدد بتقليص مساحات الأراضي المزروعة، سواء البعلية (المطرية) أم المروية، إضافةً لتهديد الأمن الغذائي، وارتفاع كلفة الفجوة الغذائية المرتفعة أصلاً.
وماذا عن أزمة الشح المائي؟
العالم والمنطقة العربية يواجهان الشحّ المائي الخطير، الذي بات يواجه كلاً من العراق وسورية في السنوات الأخيرة، بسبب الانخفاض غير المسبوق لمياه نهري الفرات ودجلة، حتى صار من المتعذر ضخ مياه النهرين باتجاه المشاريع الزراعية المروية القائمة عليهما في البلدين، فضلا عن عدم التوصل إلى إتفاق قانوني ملزم لإدارة سد النهضة الأثيوبي لحماية الأمن المائي لمصر والسودان ويحفظ الحقوق المائية للدولتين في مياه نهر النيل.
والحل؟
– أهمية الإستفادة من نماذج نجاح المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة في عدد من الدول العربية ومنها مصر وسورية ولبنان والسعودية وتونس والمغرب وموريتانيا، وخاصة في مجال الأصناف الجديدة من الشعير والقمح والحمص والبقوليات الأخرى الأكثر تحملا للجفاف وندرة المياه وملوحة التربة او إنتاج أعلاف غير تقليدية قليلة التكلفة لزيادة العائد من الزراعة وحماية المزارعين من مخاطر المناخ، وضرورة تنفيذ برامج عاجلة لرفع كفاءة الموارد المائية والأرضية للإستفادة بكل «قطرة مياه».
وماذا عن مشروعات حصاد المياه؟
– ضرورة التوسع في مشروعات حصاد مياه الأمطار والسيول في مختلف المناطق العربية لضمان الإدارة الجيدة لهذه الموارد المائية والحد من مخاطرها على البيئة وتحقيق الاستقرار في المناطق المستهدفة وفقا لرؤية عربية شاملة تراعي البعد البيئي لإدارة مختلف هذه الموارد في ظل التحديات المائية والأرضية الناتجة عن ظاهرة التغيرات المناخية، والعمل على نشر الزراعة الحافظة ذات الجدوى الاقتصادية الملموسة.
ونماذج التطبيق لهذه المشروعات في مصر؟
نفذت «أكساد» نفذت عددا من نماذج النجاح لإدارة الموارد المائية والأرضية في مصر في عدد من المناطق منها الساحل الشمالي لمحافظة مطروح وجنوب سيناء من خلال عدد من المشروعات لحصاد مياه الأمطار والنهوض بالثروة الحيوانية والتعاون مع مركز البحوث الزراعية والصحراء للتوسع في إستنباط أصناف وسلالات من مختلف المحاصيل الزراعية وتحسين سلالات الإنتاج الحيواني تكون أكثر تحملا للظروف البيئية غير المواتية.
حقيقة التعاون مع المراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة المصرية؟
هناك تعاون مشترك بين «أكساد»، مع مركز بحوث الصحراء للمساهمة في التنمية الزراعية الشاملة في سيناء ومطروح فيما يتعلق بتنفيذ مشروعات للحد من مخاطر الكثبان الرملية على المشروعات الزراعية، وتكثيف الأعمال المشتركة لضمان نجاح عمليات التلقيح الصناعي للمجترات الصغيرة من الماعز والأغنام التي يقوم بها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “اكساد”، في جنوب سيناء بإستخدام قشات من السائل المنوي لأغنام العواس والماعز الشامي لتحسين الثروة الحيوانية بالمحافظة.
كيف يمكن النهوض بالثروة الحيوانية العربية؟
هناك سلالات من أغنام العواس والماعز الشامي تتميز بإنتاجية عالية من اللحم والحليب وزيادة نسبة التوائم مما يساهم في زيادة الدخل للمربين يمكن الإستفادة منها في تنمية المناطق الاكثر احتياجا، بمختلف الدول العربية مع أهمية التوسع في هذه المشروعات للنهوض بالثروة الحيوانية بالمناطق المستهدفة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والإقتصادي للمنتجين بما ينعكس على توفير فرص عمل في هذا القطاع الحيوي.