رئيس فرع إتحاد النحالين العرب في سوريا: لدينا ميزة نسبية في تربية النحل
>> دعبول: إنتعاش قطاع النحل وإنتاج العسل بسبب إستقرار الأوضاع الأمنية بعد سنوات الحرب
قال المهندس إياد دعبول رئيس فرع سوريا لاتحاد النحالين العرب ان وزارة الزراعة السورية تنفذ خطة إعادة ترميم قطاع تربية النحل مجدداً بعد مرور 11 سنوات من الحرب التي شهدتها البلاد وتسببت في تدمير نحو 630 ألف خلية نحل كانت تملكها سوريا، وأوقفت عمل أكثر من 30 ألف نحالا، وتسببت في إنخفاض الإنتاج الزراعي لمختلف المحاصيل في سوريا.
وأضاف «دعبول»، في حوار لـ«أجري توداي»، علي هامش فعاليات الملتقي العربي لتربية النحل بالعاصمة السورية دمشق، إن عودة الاستقرار إلى القري السورية، إنعكس علي إنتعاش تربية النحل من جديد وزاد إنتاج سوريا من العسل الطبيعي بعد عودة النحالين إلى مناطقهم واستئناف العمل في هذا القطاع، فيما بدأت حركة التصدير تبصر النور مجددا، مما أدي إلي زيادة صادرات سوريا من خلايا النحل.
النحل السوري تعرض للتدمير والتهريب للخارج… والحرب تسببت في تدمير 630 ألف خلية
وإلي تفاصيل الحوار:
ما هو وضع النحل السوري قبل 2011 ؟
قبل الحرب كانت تمتلك سوريا بين 630- 632 ألف خلية نحل ولديها 30 ألف نحال وعامل في مهنة تربية النحل وصناعة ملحقاتها ومستلزماتها من خلايا خشبية وألبسة خاصة بالنحالين وغيرها وكان العسل السوري موجود في أسواق الدول العربية المجاورة ودول الخليج ويتهافت عليه المستهلكون وعشاق عسل النحل، وقطاع تربية النحل تعرض لعدد من التغيرات التي طرأت على بسبب الحرب والجهود السورية والدولية التي ساهمت بإنقاذ النحل السوري وإنه يمكننا تقسيم مراحل تربية النحل في سوريا إلى ثلاث مراحل منها المرحلة الأولى ما قبل عام 2010 والمرحلة الثانية في عام 2017 والمرحلة الثالثة تمتد من عام 2017 إلى عام 2021.
كيف أثرت الحرب في سوريا علي النحالين؟
بعد مرور 11 سنوات من الحرب التي شهدتها البلاد تسببت في تدمير نحو 630 ألف خلية نحل كانت تملكها سوريا، وأوقفت عمل أكثر من 30 ألف نحالا، وتسببت في إنخفاض الإنتاج الزراعي لمختلف المحاصيل في سوريا وهو ما تسعي الحكومة لإعادة ترميمه لخدمة القطاع الزراعي والنحالين في نفس الوقت، أن مسلسل التدمير لخلايا النحل وسرقتها بدأ بعد الحرب السورية، وتراجعت أعداد النحل إلى أعداد غير محصورة بشكل نهائي، لصعوبة إجراء إحصائية في عام 2017 مع وجود مناطق غير آمنة لا يمكن الوصول إليها لمعرفة وضع النحل فيها.
وماذا أيضا؟
– مع بدء الحرب وعدم القدرة على التصدير حل محل العسل السوري أنواع أخرى وإنه نتيجة لذلك تراجع إنتاج العسل وتناقص عدد العاملين في تربية النحل لعدم قدرتهم على تنقيل الخلايا بين المراعي ولا حتى مجرد الوصول إلى نحلهم، فأصبح هناك حاجة ماسة للعسل وبدأت تغزو السوق المحلية أنواع من العسل المهرب والمغشوش.
بلغة الأرقام كيف تم ذلك؟
البلاد كانت تنتج 3200 طن من العسل سنوياً، قبل الحرب وتراوحت حاجة السوق في ذلك الوقت بين 1500- 1800 طن من العسل، كان يصدر أيضاً بين 500-700 طن والباقي يتم الإحتفاظ به للعام الذي يليه، وتأثرت المناطق الأرياف بسوء الأوضاع الأمنية وهي الأماكن التي تتركز فيها تربية النحل بسبب الحرب التي شهدتها خلال الأعوام الماضي.
والحل؟
– كانت البدابة في «مرحلة ما بعد عام 2017 وبعد التدخل الإيجابي في قطاع النحل وبالتعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية بدأ دعم قطاع النحل بخلايا خشبية ومعدات للنحالين والعاملين في هذا القطاع، وبدأت الأمور بالتحسن تدريجياً»، وطرأ التحسن الذي طرأ على هذا القطاع في السنوات الأخيرة بإرتفاع عدد خلايا النحل إلى حوالي 350 ألف خلية نحل وزيادة كمية الإنتاج والتي تراوحت بين 1700- 2000 طن من العسل، وهو ما يغطي احتياجات السوق السورية ويزيد قليلاً للتصدير.
وماذا أيضا؟
– تواصلنا مع وزارة الزراعة ومع المنظمات الدولية وخصوصاً برنامج الغذاء العالمي (الفاو) ، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية « UNDP»، ومنظمة المفوضية السامية لشئون اللاجئين «UNHCR» لتأمين مستلزمات الإنتاج بناء على دراسة احتياجات النحالين، لكننا في هذا العام 2022 ومع وجود فائض قليل من الإنتاج بدأنا نبحث عن أسواق خارجية للتصدير، وهذا بحاجة إلى وقت لإعادة بناء الثقة مع الزبائن الخارجيين.
وماذا عن تحديث صناعة النحل؟
– إعادة تحديث منظومة صناعة النحل السوري ترتبط أيضا بتحديث أنظمة تعبئة العسل بعبوات مختلفة الأشكال والأحجام لتتناسب مع طرق عديدة للاستهلاك، فيمكن لتلاميذ المدارس أن يصطحبوا معهم عبوة عسل صغيرة إلى المدرسة كوجبة مغذية خاصة في فصل الشتاء حيث يحتاج الجسم إلى السكريات الطبيعية.
تحسن قطاع التربية أدي لإرتفاع عدد خلايا النحل إلى حوالي 350 ألف خلية نحل وإنتاج ألفي طن عسل
ما هو الوضع الحالي للنحل السوري؟
– وفقا للتقارير الرسمية شهد قطاع النحل تحسناً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية بعد تراجع كبير في أعداد خلايا النحل وصل إلى أقل من 200 ألف خلية في العام 2017 حيث وصل العدد هذا العام 2021 إلى 350 ألف خلية ووصل إنتاج العسل إلى نحو ألفي طن لأول مرة منذ 10 أعوام.
رغم أن سوريا لديها ميزة نسبية في إنتاج عسل النحل؟
– الميزة النسبية لسوريا في تربية النحل وإنتاج العسل نظرا لتميز البيئة السورية بكثرة مراعي التغذية الرحيقية للنحل والتي تنعكس علي إنتاج أعسال عالية الجودة، ففي عام 2010 وحين كان العسل السوري موجود فذلك كان نتيجة لجهود امتدت لنحو 30 عاماً، فالأمر يحتاج إلى مرحلة زمنية حتى يعود العسل السوري إلى تألقه في الأسواق من جديد حتي يتعافي قطاع تربية النحل من الآثار السلبية للحرب، وسوريا لها طبيعة خاصة استوطن فيها نحل العسل وتأقلمت هذه الحشرة الإقتصادية مع الظروف البيئية والمناخية الموجودة في البلاد، وسميت «سلالة النحل السوري» وهي سلالة صافية مسجلة عالمياً كبقية السلالات كسلالة النحل الإيطالي والكرينوري وغيرهما.
الطبيعة الجغرافية للبلاد إنعكست علي قطاع تربية النحل …كيف؟
– سوريا تتميز بأن لديها طبيعة متنوعة من المراعي وأوقات الإزهار،وهذا يزيد من عدد قطفات (جني) العسل، ومع تحسن الوضع الأمني أصبح بإمكان النحال أن يتنقل بين هذه الأماكن دون أي عائق، بالتنسيق مع وزارة الزراعة من خلال قاعدة بيانات حول أفضل أماكن المراعي الرحيقية بما يضمن كفاءة الإنتاج من العسل ومنتجات النحل
ودور التنوع في مراعي النحل؟
– أهمية تنوع المناخ والتضاريس في سوريا في مجال تربية النحل حيث تبلغ مساحتها 185 ألف كيلو متر مربع، وتتنوع فيها التضاريس بين السهول الساحلية حيث أزهار الموالح إلى الجبال حيث نباتات «العجرم» و«الطيون» اللتان تزهران في الخريف، بالإضافة إلي السهول الداخلية حيث أزهار «اليانسون » و«حبة البركة» وأشجار «الكينا» ثم مناطق البادية وصولاً إلى المناطق الملاصقة للأنهار في منطقة الجزيرة السورية حيث أزهار القطن ودوار الشمس.
دور منظمات المجتمع المدني في دعم تربية النحل؟
– العامان الماضيان شهدا تدخلاً من قبل المنظمات الدولية بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب لزراعة «زعتر الخليلي» في منطقة الغاب ومحافظات عدة وهو من النباتات الطبية، ونتيجة إزهار هذه النبتة تمكن النحالون السوريون ولأول مرة هذا العام من قطف عسل الزعتر وهو من الأعسال الطبية المتميزة وغالية الثمن عالمياً.
هل تري إن مهرجانات عسل النحل أداة لتحديث المنظومة؟
– إقامة مهرجان لتسويق العسل المحلي على مستوى السوق المحلية في دمشق هو خطوة أولي للانتقال مع وجود فائض إلى الأسواق العربية والعالمية، ونتطلع إلى بدء عملية التسويق الخارجي ولكن بطريقة مختلفة عن الطرق القديمة، من خلال تصنيع وتصدير منتجات أخرى للنحل غير العسل الطبيعي مثل منتجات العناية بالبشرة والشعر ومنتجات جمال المرأة مثل منتجات الكريمات والشامبو ومعجون الأسنان ومنتجات أخرى.