الأخبارالاقتصادالانتاجمصر

رئيس «البحوث الزراعية»: «إذا لم يفكر الباحث» فلن «يبدع» لحل مشكلة الفجوة في محاصيل الحبوب

>> سليمان: إرتفاع الأسعار العالمية يشجع مصر علي تحقيق 70% من الإكتفاء الذاتي من الذرة خلال عام  بشروط

نظم المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» والتابع لجامعة الدول العربية الورشة الختامية لمشروع الذرة الرفيعة البيضاء بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية بمناسبة مرور 100عام علي انشاء جامعة الدول العربية  وذلك بحضور الدكتور محمد سليمان رئيس المركز والدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة.

وأكد المشاركون في ورشة العمل ان الازمة الروسية الأوكرانية تسببت في ارتفاع أسعار محاصيل الحبوب والأعلاف بالأسواق الدولية وإرتفاع أسعارها عالميا، مشيرين إلي أن هذه الأزمة هي فرصة هامة للتوجه نحو التوسع في زراعة الذرة الصفراء والبيضاء والرفيعة لتلبية الإحتياجات المحلية لصناعة الأعلاف والحد من إستنزاف العملات الأجنبية في  إستيراد فول الصويا من الخارج.

قال الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية أن ما يتعرض له العالم من تغيرات مناخية تؤثر علي ارتفاع معدلات الحرارة بمختلف المناطق فضلا عن الآثار السلبية للأزمة الروسية علي أوكرانيا تعد من أهم العوامل التي تؤثر علي توافر مستلزمات إنتاج الأعلاف وإرتفاع أسعارها دوليا، يما ينعكس علي الإنتاج المحلي من اللحوم والدواجن وأسعار القمح وفول الصويا، مشددا علي ان ذلك يدفع بأهمية دور البحث العلمي لحل هذه المشكلات لضمان النجاح في إدارة الأزمة والحفاظ علي ما لدي البلاد من عملة صعبة.

وأضاف «سليمان»،  في كلمته خلال ورشة العمل التي نظمتها منظمة «اكساد»، بحضور الدكتور سيد خليفة مدير مكتب أكساد بالقاهرة، إن دور المركز هو إبتكار تطبيقات جديدة للمرور بنجاح من الأزمات الطارئة، من خلال الإبداع العلمي، مشيرا إلي أن الشعب المصري أكثر الشعوب تحملا خلال الأزمات وهو ما حدث خلال حرب أكتوبر حيث لم يكن إحتياطي القمح يكفي البلاد شهر ورغم ذلك تحمل الشعب المصري ونجح في المرور من الأزمة ونجح في أن يوفر القمح لمدة 6 شهور.

وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية إن الأزمة الحالية في الحبوب يمكن ان تساهم في عودة إنتاج الخبز في الريف المصري مرة أخري بدلا من الإعتماد على الخبز المدعم من الدولة بصورته الحالية لتخفيف الضغط علي توفير القمح المستورد لتلبية صناعة الخبز المدعم من الحكومة لتأمين «لقمة العيش».

وشدد «سليمان»، علي أهمية  التعاون مع «أكساد» وقيام المعاهد البحثية التابعة للمركز باستنباط أصناف من الذرة أكثر تحملا للظروف المناخية وأعلي إنتاجية وأكثر جودة من ناحية توفر البروتين و«إذا لم يفكر الباحث» فلن «يبدع» لأنه يجب ان يتكاتف الجميع لحل مشكلة الفجوة العلفية التي تواجه البلاد حاليا.

وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية إن هذه التحديات تشكل دافعا للدولة والمواطن للتوسع في زراعة الذرة البيضاء والصفراء والرفيعة لتكون بديلا مناسبا لفول الصويا بسبب ارتفاع أسعارها في السوق الدولية خلال الفترة المقبلة بصورة كبيرة، مشددا علي إنه سيتم تشكيل فريق بحثي من معهدي بحوث المحاصيل الحقلية والإنتاج الحيواني لإعداد تركيبة علفية ذات قيمة غذائية مرتفعة تمزج بين المحاصيل الثلاثة للذرة لاستخدامها في صناعة الأعلاف لحل مشكلة قلة المعروض من فول الصويا.

وأشار «سليمان»، إلى أهمية التوسع في زراعة محاصيل الاعلاف الصيفية من الذرة خاصة ان إنتاجية مختلف أصناف وهجن الذرة أعلي إنتاجية من نظيرتها لمحصول فول الصويا الذي لا يمكن له منافسة المحاصيل الصيفية لإن إنتاجية فول الصويا   لا تتخطي 1.25 طن مقارنة بإنتاجية الذرة التي تصل إلى 3 طن للفدان.

وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على أن أزمة العلف أزمة حقيقية وإن نفكر بصورة عير تقليدية تساهم في تلبية إحتياجات البلاد من محاصيل الأعلاف وخاصة الذرة،  موضحا إنه يمكن الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء خلال عام واحد وذلك من خلال زراعة 2 مليون فدان بإنتاجية 3.5 طن تحقق 7 ملايين طن تلبي 70% من الإحتياجات اللازمة لصناعة الأعلاف خلال عام ويعتمد ذلك علي توفير التقاوي اللازمة لزراعة هذه المساحة حتي نفيق من الغفلة التي عشناها خلال الفترة الماضية.

وكشف  «سليمان »، عن استعداد المركز لتوفير التقاوي اللازمة للتوسعات المستقبلية في زراعة الذرة وتوفيرها لصالح إتحاد منتجي الدواجن علي أن يتعاقد من المزارعين علي المساحات المستهدفة وفقا للتقاوي الجاهزة بهذا الشأن علي أن يتم تحصيل قيمة التقاوي بعد حصاد المحصول من المزارعين.

وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية،  إن مشكلة مصر المتعلقة بتوفير الكميات اللازمة لإنتاج الأعلاف هو أننا أغفلنا دور الذرة الصفراء خلال السنوات الماضية بسبب إنخفاض أسعارها عالميا  وان اللجوء لإستيراد الذرة الصفراء من الخارج يشكل دعما للمزارع الأجنبي علي حساب المزارع المصري.

وأشار «سليمان»، إلي إنه «آن الآوان» أن تبقي أموالنا داخل مصر لخدمة الزراعة والمزارع المصري وخاصة في ظل توجيهات الرئيس بالتركيز علي القطاع الزراعي والتوسع في زراعة القمح والحفاظ علي الأمن الغذائي وتوفير أعلافنا من الإنتاج المحلي للمساهمة في تطوير الإنتاج الحيواني والحفاظ علي أسعار البروتين الحيواني في الأسواق، موضحا أن الذرة الرفيعة ستكون مخرجا لحل مشاكل كثيرة في مجال صناعة الأعلاف وخاصة مع الذرة الشامية لأننا «سنفوق من الغفلة التي كنا بها » خلال السنوات الماضية  بسبب أرتفاع أسعار الحبوب في البورصة العالمية وأصبحت حقيقة اليوم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى