كيف تؤثر الحرب الروسية الأوكرانية علي سوق الأسمدة في العالم؟
حذر خبراء الأسمدة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية علي سوق الأسمدة عالميا وفي العام الماضي، والتي إستكملت مسلسل ارتفاع أسعار الأسمدة العام الماضي بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز بالجملة. كما قطع منتجون آخرون الإمدادات، وانعكاس ذلك على إنخفاض إنتاجية المحاصيل في العالم وارتفاع أسعار وانعكاس الازمة على ارتفاع معدلات الجوع في العالم وانخفاض إنتاجية المحاصيل.
وأوضح خبراء صناعة الأسمدة أن أسعار الأسمدة تتصاعد بالفعل بسبب زيادة أسعار الغاز بالجملة حيث تنتج روسيا أيضا كميات هائلة من العناصر الغذائية، مثل البوتاس والفوسفات وهي مكونات أساسية في الأسمدة، تمكن النباتات والمحاصيل من النمو.
كما حثت الحكومة الروسية منتجيها على وقف صادرات الأسمدة وتعد روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي المحاصيل الغذائية على مستوى العالم حيث تنتج روسيا أيضًا كميات هائلة من العناصر المغذية للتربة مثل البوتاس والفوسفات وهي مكونات أساسية في الأسمدة، والتي تمكن النباتات والمحاصيل من النمو.
وحذر محللون في صناعة الأسمدة من أن وقف صادرات روسيا من الأسمدة ستعني ارتفاع التكاليف على المزارعين وانخفاض إنتاجية المحاصيل. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الغذاء، موضحين إن العناصر المغذية للتربة ليست هي العامل الوحيد الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا.
وأشار المحللون إلي أن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية امتدت إلى جانب ارتفاع أسعار الشحن، فأصبحت محاولة تأمين عمليات التسليم أكثر صعوبة بسبب الاضطراب في صناعة الشحن، فضلا عن العقوبات المفروضة على بيلاروسيا التي تعد مورد رئيسي آخر للبوتاسيوم فضلا عن الطقس القاسي الناتج عن التغيرات المناخية مما أدى ذلك إلى قفزة كبيرة في أسعار الأسمدة العام الماضي، ما زاد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد نشوب الحرب.
وحذرت أكبر شركات الأسمدة في العالم وهي شركة يارا إنترناشونال، من أن مخاطر الصراع قد يلحق أضرارا بصناعتها، ما يؤثر بشكل أكبر على أسعار المواد الغذائيةـ فيما قال سفين توري هولسيثر رئيس الشركة إن الحرب في أوكرانيا ستحدث صدمة للإمدادات العالمية من الغذاء وأسعاره، موضحا ان شركته التي تعمل في أكثر من 60 دولة، تشتري كميات كبيرة من المواد الخام الأساسية من روسيا، وكانت أسعار الأسمدة مرتفعة بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وحذر رئيس شركة «يارا» من أن الوضع قد يصبح أكثر صعوبة، مضيفا: “لقد كنا بالفعل في موقف صعب قبل الحرب والآن هناك اضطراب إضافي في سلاسل التوريد، ونقترب من الجزء الأكثر أهمية من هذا الموسم في نصف الكرة الشمالي، حيث نحتاج لنقل الكثير من الأسمدة إلى هناك ومن المحتمل جدًا أن يتأثر ذلك”.
ووصف الرئيس التنفيذي لشركة يارا إنترناشونال الحرب بأنها «كارثة فوق كارثة»، ما يسلط الضوء على مدى ضعف سلسلة إمدادات الغذاء العالمية الآن أمام الصدماتـ وأنها ستزيد من انعدام الأمن الغذائي في البلدان الأكثر فقرا، مشددا على إنه علينا أن نضع في اعتبارنا أنه في العامين الماضيين، كانت هناك زيادة بمقدار 500 مليون شخص آخر ينامون جائعين وإنه لذلك فإن حدوث هذه المستجدات أمر مقلق حقًا.
وأضاف رئيس شركة «يارا الدولية» إن نصف سكان العالم يحصل على الغذاء نتيجة الأسمدة وإذا لم تتوفر الأسمدة من الحقل لبعض المحاصيل، فإنها ستنخفض بنسبة 50 في المئة، وإن الأمر لا يتعلق بما إذا كنا نتجه نحو أزمة غذاء عالمية بل إلى أي مدى ستكون هذه الأزمة كبيرة”ـ موضحا إن أسعار الأسمدة مرتفعة بالفعل، بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وأوضح «هولسيثير» أن نحو ربع العناصر الغذائية الرئيسية المستخدمة في إنتاج الغذاء الأوروبي تأتي من روسيا، موضحا إنه في الوقت نفسه، نفعل كل ما بوسعنا في الوقت الحالي للعثور أيضًا على مصادر إضافية. لكن مع مثل هذه الجداول الزمنية القصيرة، فإن الفرص محدودة”.
وأشار رئيس شركة «يارا» إلى أن شركته تأثرت بالفعل بالصراع بعد أن أصاب صاروخ مكتبها في كييف. ولم يصب أي من طاقمها الذي يبلغ عدده 11 موظفا بأذى، ولا تتأثر الشركة التي تتخذ من النرويج مقراً لها بالعقوبات المفروضة على روسيا بشكل مباشر.
وأوضح «هولسيثير» ، ان الشركة تعتمد على كميات هائلة من الغاز الروسي في مصانعها الأوروبية، حيث أن هناك حاجة لكميات هائلة من الغاز الطبيعي لإنتاج الأمونيا، المكون الرئيسي في سماد النيتروجين وان شركة «يارا» مضطرة للتعامل مع التداعيات، فأصبحت محاولة تأمين عمليات التسليم أكثر صعوبة بسبب الاضطراب في صناعة الشحن.
وأشار رئيس شركة «يارا»، إنه سيتم إجراء تقييمات يومية حول كيفية الحفاظ على العرض، وإنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان هناك المزيد من عمليات الإغلاق المحتملة، رغم أن شركته تقر بأن لديها “التزامًا قويًا للغاية” للحفاظ على استمرار الإنتاج، في ظل ما تصفه بمرحلة حرجة.
وشدد «هولسيثير» في تصريحات لـ«بي بي سي» علي إنه يجب على العالم، على المدى الطويل، تقليل اعتماده على روسيا في إنتاج الغذاء العالمي، وإنه يجب محاولة الحفاظ على تدفق الأسمدة إلى المزارعين للحفاظ على إمدادات المحاصيل الزراعية وفي نفس الوقت يجب أن يكون هناك رد فعل قوي لإدانة الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا لذا فهذه معضلة، بل وبصراحة معضلة صعبة للغاية.