الأخبارالصحة و البيئةالمحميات الطبيعيةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أزهار شلبي تكتب: الطيور المهاجرة ونقل الأمراض الوبائية

باحث أول  – المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الانتاج الداجني – معهد بحوث الصحة الحيوانية

تعتبر هجره الطيور هي حركةٌ موسميةٌ مُنتظمة، عادةً ما تكون باتجاه الشمال والجنوب على طول مسار الطائِر، وتكون بين مناطق التكاثر ومناطق التشتية .

تُهاجر أنواعٌ عديدة من الطيور، وذلك على الرغم من أنَّ هجرة الحيوانات غالبا ما تواجه مخاطر عاليةٍ مثل الافتراس و النفوق، خصوصًا الناجمة عن الصيد البشري لها والذي يرتبطُ بالحاجة الأساسية لتوفير الطعام. تحدث هجرة الطيور غالبًا في نصف الأرض الشماليه، حيثُ تُجبر الطُيور على سلك مساراتٍ مُحددة بحواجز طبيعية مثل البحر الأبيض المتوسط أو البحر الكاريبي.

استخدمت الدراسات العلمية الحديثة تقنياتٍ متقدمة تشمل تعريف الطيور وتتبعها بالأقمار الصناعية مما  أدى الى تدمير اماكن تواجد الطيور وخاصة مناطق التوقف وإمضاء الشتاء و الذى أدى إلى ازدياد التهديدات والمخاطر على الطيور المهاجرة، كما تسببت خطوط الكهرباء و طواحين الهواء فى زيادة التهديدات.

وأوضحت الدراسات ان توقيت هجرة الطيور يُضبط بشكلٍ أساسيٍ عبر التغييرات طوال اليوم، تتنقل الطيور المُهاجرة باستخدام علاماتٍ سماوية من الشمس والنجوم، والحقل المغناطيسي للأرض، والخرائط الذهنية.

الهجرة لمسافات طويلة

ترتبط الصورة النمطية لهجرة الطيور بطرق مختلفة فهناك طرق للطيور الجارحه واخري للطيور المائية وغيرها للطيور الغواصة .

صورة خريطة الطيور المهاجرة

فلو اعطينا مثالا لللطيور البرية الشمالية، مثل  الطيور الجارجة، التي تقوم برحلات طويلة إلى المناطق المدارية. تقضي أنواع عديدة من طيور المنطقة المتجمدة الشمالية كالبط وغيره من الطيور المائية  في مناطق ذات مناخ معتدل، أي في مناطق ذات شتاء أكثر اعتدالاً. على سبيل المثال، يهاجر الأوز وردي القدمين من آيسلندا إلى  بريطانيا والدول المجاورة.

و تنتقل بعض أنواع البط، كالشرشير الصيفي كلياً أو جزئياً إلى المناطق المدارية.

طرق الهجرة

وأماكن قضاء الشتاء يعتمد على السلوك الوراثي وعلى النظام الاجتماعي لأنواع الطيور. كأنواع الطيور التي تعيش طويلاً كاللقالق البيضاء، يقود السرب عادةً أكبر الأعضاء سناً ويتعلم الأصغر سناً مسار رحلتهم الأولى.

وعادة، لا تتبع الطيور المهاجرة لمسافات طويلة خطاً مستقيماً بين الأراضي التي تتكاثر فيها والأراضي التي تقضي فيها فصل الشتاء. بل تتبع خطاً مقوساً أو مساراً خطافيّ الشكل، وطرق التفافية حول العوائق الجغرافية أو نحو الموائل التي ستتوقف فيها.

و بالنسبة لمعظم الطيور الأرضية، قد تتشكل هذه العوائق من البحار والمسطحات المائية الكبيرة أو السلاسل الجبلية العالية أو عدم توفّر مناطق للتوقف فيها وعدم وجود مناطق للتغذية منها، أو عدم توفر عواميد دافئة (وهذه مهمة للطيور ذات نطاق الأجنحة الواسع

كما ان هناك مسارات هجرة عديدة دائرية وذلك بسبب تاريخها التطوري:

هجرة الطيور الى مصر

تتميز الأراضي المصرية ببيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، لذلك هناك 34 موقعًا يضم البيئات الأساسية، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، و وديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، أهم تلك المواقع هي بحيرة البردويل، وادي الريان، ، جنوب مرسى علم، ، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، رأس محمد، العين السخنة و بحيرة قارون.

صورة هجرة الطيور إلي مصر

الطيور المهاجرة ونقل الامراض : يمر  بمصر أكثر من 500 نوع من الطيور خلال فصلى الربيع والخريف، إذ تقضى الكثير من الطيور الشتاء فى المناطق الرطبة بمصر مما يجعلها مشتى دولى مهم للطيور المائية، و تأتي الطيور المهاجرة في أسراب متعددة، إلى مصر هربًا من برد الشتاء في دول أوروبا ما يجعل من مصر أحد المسارات الرئيسية لها مرتين في كُل عام، ورغم أهمية الطيور المهاجرة التي تُساعد الباحثين في مصر على دراستها ورصد الأنواع المهددة منها بالانقراض، إلا أنها أيضًا تُشكل خطرًا حقيقيًا، خاصة في موسم الشتاء، لما تحمله من بعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيليات الخطيرة، التي قد تنتقل بدورها إلى مزارع الطيور المحلية والدواجن بأنواعها.

وهناك نوعين من نقل المرض بين الطيور وهى ان الطائر يحمل الفيروس ولكن لايتأثر به بشكل مباشر ويطلق عليه «حامل للمرض»، بينما هناك طائر آخر يحمل المرض ويموت به أثناء رحلته ويؤثر على أى طائر يختلط به.

أهم الامراض المنتقله من خلال الطيور المهاجرة وطرق التصدى لها

وقد تكون الطيور المهاجرة هي سبب رئيسى فى انتشار ونقل بعض الامراض الى الطيور المحليه الداجنه وايضا نقلها الى البشر حيث ان انتشار بعض الأمراض الفيروسية، وعلى رأسها أنفلونزا الطيورهو سبب رئيسي دفع الكثير من الدول الى اتخاذ إجراءات خلال السنوات الأخيرة لمحاولة منعها أو منع اصطيادها، حيث إن عملية قتل هذه الطيور، ونقلها للسوق ثم عمليات تنظيفها وبيعها ثم أكلها، كل هذا يُسهل انتشار الأمراض التي تنتقل عبر الطيور إلى البشر، وعلى رأسها انفلونزا الطيور.

ولذلك يجب وضع الخطط من الجهات المعنيه كل حسب دوره، و على سبيل المثال تقوم وزارة الزراعه بوضع خطة للتعامل مع انفلونزا الطيورو وزارة الصحة تقوم بوضع خطة كاملة وشاملة للتعامل مع الحدث في حالة حدوث وباء ،كما ان حماية البيئة دورها الاساسي هو مراقبة الوضع في الطيور المهاجرة.

الدولة المصرية تقوم بجهود حقيقية للحفاظ علي تلك الثروة القومية،:- سواء من خلال سن القوانين الحازمة، حتي أنها اضطرت لتطبيق نظم الإيقاف المؤقت لطواحين الهواء بالقرب من تلك المسارات، أو من خلال الاستفادة القصوى من موسم الهجرة، وذلك من خلال مشروع “صون الطيور الحوامة”، والذي يهدف للترويج لسياحة مشاهدة الطيور، والتي من الممكن أن تصبح أحد الروافد الأساسية للسياحة المصرية، فقد تم تدريب المرشدين السياحيين، وتجهيز نقاط لمشاهدة هجرات الطيور في المواسم المختلفة، بل وإقامة مواقع للترويج على شبكة الإنترنت.

و على ذلك، تشكل الطيور المهاجرة سلاح ذو حدين من حيث أهميتها كمصدر للجذب السياحى يجب الحفاظ عليه، مع أخد الاحتياطات اللازمة لمنع صيدها أو مخالطتها للطيور المستأنسة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى