د. هبه صلاح الدين سليمان : تأثير البكتيريا المفيدة «البروبيوتيك» في علاج «السالمونيلا» في الدواجن
باحث بكتريولوجي بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع الزقازيق
داء السالمونيلا هو عدوي تنتقل عن طريق الغذاء وتسببها مجمعه من البكتريا من جنس السالمونيلا, والحاملات الرئيسية لهذه البكتريا هي الطيور البريه والداجنة وهي تسبب الاسهال والجفاف الشديد ,الامر الذي يتطلب الحصول علي الرعاية الطبية الفوري هو قد تصاحب الإصابة مضاعفات مهدده للحياة ايضا, خاصه في حاله انتشار العدوي خارج الامعاء.
إن أول استعمال علمي للتداوي بالميكروبات او بـ «البروبيوتيك» تم في عام 1900م من قبل العالم الروسي METCHIKOFF)) لكنه لم يذكرها باسمها الحالي، إنما ذكره كماده موجوده في مشتقات الحليب, لها صفه ضبط التوازن في الامعاء بين ما هو ضار وما هو نافع,
ثم عاد الاهتمام بهذا الموضوع عام 1935 م عند إجراء محاولات لعلاج مرض الامساك بالميكروبات. وكان العالم الالماني fuller عام 1989 م هو اول من أطلق عباره البروبيوتيك
وتنتقل العدوي الي الانسان عن طريق الطعام أو اللحوم أو البيض أو لحيوان مريض وأولي علامات الإصابة بالعدوي لدي الانسان هي الضعف والحمى والاسهال والغثيان ومع ذلك يمكن ان تكون العدوي اكثر خطورة وتهدد الحياه.
وأجريت دراسة عن تأثير البروبايوتيك (البكتريا المفيدة) علي التغيرات في حاله الميكروبات (جميع الكائنات الحيه الدقيقة داخل الجسم) للدجاج حيث إن الطائر اقل عرضه للإصابة بالسالمونيلا.
وخلال التجربة أظهر العلماء ان «البروبيوتك» يمكن ان يوقف تكوين الأغشية الحيوية (شكل من اشكال الوجود البكتيري الذي يخلق اليه الدفاع ضد المضادات الحيوية) للكائنات الحيه الدقيقة المسببة للأمراض التي تسهم في اصابه الاعضاء، وعلاوة علي ذلك كان «البروبيوتيك» تأثير ايجابي علي جسم الدجاج، فقد زادت من وزن الجسم ,وكذلك الإنتاجية، وعززت مناعته.
أدي إستخدام المضادات الحيوية في علاجات بعض أمراض الدواجن بكثره مع إنتقال تلك المضادات الحيوية من مستهلك لمستهلك مما تسبب في ظهور أجيال بكتيرية مقاومه للعلاج بهذه المضادات الحيوية في الانسان مما يؤثر علي البكتريا النافعه في جسم الإنسان وخاصه الجهاز الهضمي مما دفعنا إلي منع إستكمال بعض أنواع المضادات الحيوية في تغذيه الدواجن أو تقليل استخدامها والاتجاه نحو بدائل طبيعية وأمنه «البروبيوتيك».
ويعرف البروبيوتيك بأنها كائنات دقيقه توجد بصوره منفردة أو مجموعات ولها تأثيرات مفيدة علي العائل حيث تحسن من ميكروفلورا الامعاء. بعض الاصناف من البكتريا والفطريات والخمائر تعتبر مجاميع من البروبيوتيك. كما تستخدم كإضافات غذائية تضاف علي أعلاف الدواجن والماشية بنسب محدودة تعمل علي حفظ التوازن البكتيري وتنشيط البكتريا النافعه في القناه الهضميه مما يؤثر إيجابيا علي صحه الحيوان وزياده معدلات نمو الحيوان وتحسين الأمعاء وزياده معدلات التحويل الغذائي عن طريق ضبط الهضم والامتصاص الذي يحدث فى الأمعاء
وأيضا من أهم فوائده هو التنافس مع الميكروبات المرضية على مستقبلات الامعاء وبالتالي يضعف من الأمراض المعوية. كما إنها تقوم بسد الأماكن المسئولة عن إمتصاص السموم في الأمعاء فتقوم بتقليل الاثر الضار للسموم الفطرية والتي لا تخلو منها عليقه.
ويمكن تقسيم البروبيوتيك إلي أصناف توجد في شكل مستعمرات مثل اللاكتوباسيلاس وانتروكوكاس والاستربتوكوكاس وأصناف أخري توجد بصوره حره المضاد للبكتريا عن طريق إفراز مواد تقوم بتثبيط تطور البكتريا مثل البيكتريوسين والاحماض العضوية وبيروكسبد الهيدروجين اما رد الفعل الاخر فهو رد الفعل التنافسي والذي يتمثل في التنافس مع مواقع الالتصاق في الأغشية المخاطية للأمعاء وفي هذا الإتجاه فأن الكائنات الدقيقة تمنع من تثبيط الجهاز الهضمي, وبالنسبة لرد الفعل الثالث هو التنافس مع بعض المواد الغذائية وفي هذا الاتجاه يتم خلق ظروف جيده للأمعاء الدقيقة وتثبيط تطور البكتريا الممرضة وتنعكس تأثيرات البروبايوتيك علي تقليل خطورة التعرض للأمراض وتحسين وظيفه الجهاز المناعي وتحسين الوظائف المورفولوجيه للأمعاء الدقيقة وتنعكس هذه التأثيرات علي معدلات النمو في كتاكيت التسمين وتحسين كفاءه التحويل الغذائي وتقلل من نسبه النفوق.
وعلي الجانب الاخر لم يشاهد اي تأثيرات لـ «البروبيوتيك» علي نسبه الدهون في كتاكيت التسمين وقد اوضحت الدراسات والنتائج ان تأثيرات البروبيوتيك تعتمد علي توليفه سلالات البكتريا الموجودة في البروبيوتيك ومستوي الإضافة وتركيب العليقة وجوده الكتاكيت والظروف البيئية.
كيفيه عمل البروبيوتيك:
يعتقد بعد الباحثون أن بعض اضطرابات الجهاز الهضمي تحدث نتيجة اختلال توازن البكتيريا الصديقة في الأمعاء. يحدث هذا الأمر جراء عدوى أو نتيجة تعاطي بعض المضادات الحيوية كما يمكن أن تنشأ بعض المشاكل المعوية نتيجة تلف بطانة الأمعاء، لذلك فتناول البروبيوتيك يكون مفيد وفعال في تلك الحالات.
وتقول ستيفانو جوانداليني، أستاذ طب الأطفال وأمراض الجهاز الهضمي في المركز الطبي في جامعة شيكاغو: “أن البروبيوتيكس تساعد على تحسين وظيفة الأمعاء وتحافظ على سلامة بطانة الأمعاء فتلك الكائنات الصديقة تساعد على مكافحة البكتيريا الضارة التي تسبب الإسهال.
كيفيه عمل ميكروبات البروبيوتيك داخل الجهاز الهضمي في مواجهة السالمونيلا:
- إفراز مواد مفيدة: مثل الفيتامينات والأحماض الأمينية والأنزيمات التي تساعد علي الهضم.
- إفراز حامض اللاكتيك اسيد. خصوصا من بكتريا اللاكتوبسيلس الذي يؤدي الي تقليل نشاط البكتريا الضاره التي تنشط في الوسط القلوي.
- إفراز بعض المواد المضادة للبكتريا الضاره Bacterocins antibacterial substance
- التنافس الاستبعادي للبكتريا الضاره لإنه بسياده البكتريا النافعه وتوطنها علي جدار الامعاء Colonization)) مما لا يعطي فرصه للبكتريا الضاره للتوطن.