ماهي أخطر الأمراض الفطرية الجلدية في الإبل؟
د عاطف عبد العزيز حسن- رئيس قسم الفطريات والسموم الفطرية– معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية
د رشا حمزة سيد الاهل- باحث أول قسم بحوث الفطريات و السموم الفطرية- معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية
نظرا لتزايد إستهلاك اللحوم الحمراء المطرد لتغطية متطلبات النمو السكانى ، فإن البحث عن البدائل إستحوذ على جهود الباحثين والدولة وكانت الإبل لما تمتلك من كفاءة على مقاومة الظروف البيئية المختلفة أحد أهم البدائل التى نالت مزيداً من الإهتمام مؤخراً وهو لحوم الإبل.
ورغم تمتع الإبل بمقاومة ضد أمراض كثيرة بسبب البيئة الجافة التي تعيش فيها والتي لا تسمح لكثير من مسببات الأمراض بالنمو والتكاثر ناهيك عن طبيعة حياة الإبل التي تتميز بالرعي الإنتشاري لمسافات طويلة مما يحد من إختلاط الإبل ويقلل من فرص إصابتها بالأمراض وإنتقال العدوى بينها ، إلا أن الإبل تتعرض للإصابة ببعض الأمراض ومنها بعض الأمراض المعدية المشتركة التي تصيب الإبل والإنسان أو تنتقل من أحدهما إلى الآخر .
ومن شأن التغيرات الحديثة في طرق تربية الإبل وتكثيف إنتاجها أن يزيد من أهمية هذه الأمراض كما أن التغيير الذي يطرأ على حياة مربي الإبل عند استقرارهم سيؤدي حتماً إلى زيادة الاتصال المباشر بين الإبل والإنسان مما يجعل تأثير هذه الأمراض في تعاظم مستمر ويطال بصفة متزايدة دول العالم التي تعنى بتربية الإبل وبخاصة النامية منها لما تسببه هذه الأمراض من مشاكل صحية تعيق نمو إنتاجها وتخلق العراقيل في وجه التجارة الدولية الأمر الذي ينجم عنه خسائر إقتصادية كبيرة ناهيك عما تسببه للإنسان من مشاكل صحية وآلام جسدية وربما الموت في بعض الأحيان.
مرض القراع في الإبل- القوباء الحلقية – السعف Ring Worm
تعد الأمراض الفطرية الجلدية من الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان وتؤثر على الناحية الإقتصادية والإنتاجية لكليهما لذلك نالت المزيد من الإهتمام في الدراسات الحديثة .
وهو مرض شائع جدا ً في الإبل وخاصة الإبل الصغيرة التي أعمارها أقل من ثلاث سنوات ونسبة الإصابة في الإناث أعلى منها في الذكور . كما أن نسبة الإصابة في الإبل ذات السنامين أعلى منها في الإبل ذات السنام الواحد .
- الميكروب المسبب للمرض :
فطريات تقع تحت فصائل تسمى الميكروسبوروم والتريكوفيتون والابيدرماتوفيت Microsporum ,Trichophytone, Epidermatophyte,
و يعتبر القراع في الابل من أهم الأمراض الفطرية الجلدية.
يتسبب مرض القراع في الإبل من عدد من الفطريات الجلدية . وتنمو تلك الفطريات على الجلد أو على الوبر أو على الاثنين معا ً وأهم أنواع الفطريات التي تصيب الإبل هي :
- فطر الترايكوفيتون منتاجروفيت والتريكوفيتون فريوكوسم
- mentagrophytes and T. verrucosum
- 2. انواع أخرى من فطريات التريكوفيتون : ترايكوفايتون دانكالينز و ترايكوفايتون سكونلونيي و والتريكوفيتون اكوينم
- Dankaliense, T.schoenleinii , T. equinum
- فطريات من انواع الميكروسبورم كانس والميكروسبورم جيبسوم
- canis and M. gypseum
- فترة حضانة المرض :
تتراوح فترة حضانة المرض بين ( 8 – 30 ) يوما
- العوامل التي تساعد على الإصابة بالمرض :
1- سوء التغذية مع إجهاد الإبل أو بالسفر الطويل .
2- مخالطة الإبل للحيوانات الأخرى المصابة بالمرض كالأغنام والأبقار…الخ.
3- الجنس الذكور أقل عرضة للإصابة بالمرض من الإناث .
4- كثافة الوبر كلما كان الوبر طويلا وكثيفا تكون الفرصة للإصابة أكبر.
5- العمر الإبل الصغيرة أقل من ثلاث سنوات تصاب بالمرض بنسبة عالية حيث يكون الوبر خلال هذه الفترة من العمر كثيفا ً .
6- تكون الإبل أكثر عرضة للإصابة فى فصلى الشتاء والخريف.
- مصدر العدوى بالمرض وطرق انتقالها :
– إن الفطريات المسببة للقراع تتواجد في التربة .
– تنتقل العدوى من التربة المحتوية على جراثيم الفطر إلى الإبل السليم.
– ينتقل مرض القراع من حيوان إلى آخر بالإتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأدوات واللوازم التي تستخدم في تربية الإبل.
– كذلك عن طريق المخالطة بالحظائر الملوثة بالفطر . لأن الفطريات تبقى معدية لفترة طويلة إذا كانت جافة .
- أعراض المرض :
1- تصيب هذه الأنواع من الفطريات الجلد أساسا شاملة الرأس والجسم والقدم ويستطيع الفطر المسبب للمرض إذابة طبقة الكيراتين ولذلك فان الطبقة الخارجية من الجلد والشعر هي الأجزاء المعرضة للإصابة .
2- إصابة فروة الرأس وتشوهها وتساقط الشعر ووجود بثور وتقرحات بجلد الوجه وجلد الجسم عامة .
3- تساقط الوبر عن الجلد في أماكن الإصابة . وترك مكان الإصابة بشكل بقع دائرية ومستديرة الشكل يتراوح قطر الدائرة بين ( 1-2 ) سم وقد تكون تلك الدوائر قريبة من بعضها وأحيانا متداخلة . ويغطي البقع هذه قشور ناعمة أو خشنة خالية من الوبر .
4- قد يدخل الفطر تحت الجلد قليلا مسببا ألما وتهيجا للبعير وعندها يحاول البعير حك موضع الإصابة بالجدران أو بالأشجار والأجسام الصلبة المجاورة .
5- الأجزاء المفضلة للإصابة بمرض القراع هي : الرأس ( حول العيون والآذان ) وعلى الرقبة والكتفين والصدر وبين القوائم الأمامية وقد تكون الإصابة بالمرض في كل أنحاء الجسم وتزداد نسبة الإصابة خلال أشهر البرد والجفاف .
مما يؤدى إلى عدم ارتياح لدى الحيوان المصاب وضعف إنتاجيتة ويتسبب ذلك في خسائر اقتصادية وخاصة في الحيوانات التي تعيش في العنابر حيث أنها تكون أكثر عرضة للإصابة من الموجودة في المراعى الطبيعية .
- تشخيص المرض ظاهرياً :
ان وجود الدوائر الخالية من الشعر من الاعراض المميزة لتشخيص المرض و من بين الفطريات العديدة التي تسبب مرض القراع في الإبل يوجد نوع واحد فقط ينتقل للإنسان . ولذلك يقال أن قراع الإبل من الأمراض المشتركة بين الإبل والإنسان وأكثر ما تكون الإصابة في الإنسان في الرأس – حيث يتساقط الشعر ونادرا ما يصاب الجلد .
ولتاكيد ذلك يجب اتباع التشخيص المعملى التالى:
- تشخيص المرض معمليا:
1- يتم فحص الحيوان المريض في الظلام باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لتحديد ما إذا كانت هناك إشعاعات مضيئة
2- نقوم بنزع بعض الشعر المضيء ويتم فحصه ميكروسكوبياً لاستبيان وجود مكونات الفطر الجلدي .
3- تؤخذ عينات من شعر وجلد وحافر الحيوان المصاب من موقع الاصابة وذلك بعد حك أطراف البقعة المستديرة بمشرط أو سكين ثم يضاف محلول 10 % هيدروكسيد بوتاسيوم او هيدروكسيد صوديوم لعمل شريحة توضيحية وفحصها ميكروسكوبيا لإيجاد الجراثيم المفصلية وخيوط الفطر.
- في حالة عدم إيجاد الخيوط المميزة للفطر من الفحص المباشر السابق :
تفحص العينات كالاتى :-
- يتم اخذ عينة من الجزء المصاب وزرعها على وسط غذائي يسمى سبارود دكستروز أجار مضافا إليها مضاد حيوي كلورامفينيول والتحضين لمدة 2-3 اسبوع في درجة حرارة 30-35 قبل الفحص الميكروسكوبي.
- او تؤخذ عينة من موقع الإصابة بحلاقة الوبر ثم غمسه بمحلول أيدروكسيد البوتاسيوم تركيز ( 10% ) ثم يزرع على ميديا خاصة بفطر الإبل بعد ترطيبها بقطعة قطن ملونة بالأزرق ومغموسة بمحلول ( Lactophenol) وبعد ذلك تؤخذ عينة من طبق الإنبات للفحص بالمجهر والبحث عن الفطريات .
- يعتمد التعرف على الفطر أساسا على شكل جراثيم الفطر ومواصفات المستعمرات وكذلك الاحتياجات الغذائية لها واستكشاف الجراثيم المفصلية داخل وخارج الشعر المصاب
- استخدام الأجسام المضادة المخلقة معمليا للتعرف السريع على مسببات الإصابات الجلدية وكذلك الإختبار الجلدي.
5- إستخلاص الحامض النووي من العترات المعزولة وتصنيفها وراثيا للتشخيص الدقيق باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل PCRوتفاعل التكاثر العشوائي للقواعد النيتروجينية RAPDNA.
- المواصفات الميكروسكوبية للفطريات الجلدية :
كما هو مبين يعتمد تعريف الفطريات الجلدية على شكل المستعمرات والوانها والمواصفات الميكروسكوبية للجراثيم المفصلية ( انظر الصور التوضيحية التالية لاهم الفطريات المسببة للقراع بالابل ).
- العلاج ومكافحة المرض :
- عزل الابل المصابة عن بقية الحيوانات السلمية و غسل مكان الإصابة بالماء والصابون ثم يترك حتى الجفاف
- استخدام المراهم لعلاج الحيوان المصاب وهو عبارة عن مرهم يحتوى على حمض السالسيليك والبنزويك والتي لها تأثير مذيب للكيراتين الذي يدخل في تكوين الشعر والجلد .
- وضع صبغة اليود (5%) على الجزء المصاب عدة مرات يوميا
- استخدام محلول مائي من الكبريت والحجر الجيري 2 % لعلاج الحيوان استخدام أملاح الزنك والصوديوم لحمض البروبيونيك موضعيا مكان الإصابة
- استخدام مضادات الفطريات مثل ناتاميسين اميدازول , ميكونازول وكلوترميازول نيستاتين , امفوترسين ب
- استخدام الجسيمات النانومترية للزنك والسيلينيوم والفضة بتركيزات 200-50 ميكروجرام للمللى كمحلول او كمراهم موضعيا
- استخدام جريسوفولفين بالفم حيث له تأثير جيد
إن هذه الأدوية تتراكم على أجزاء الكراتين للشعر والجلد والحافر والأظافر وتؤدى إلى إيقاف نمو الفطر في الإبل.
- تم استكشاف انواع جديدة من العلاج مثل استخدام مراهم الزنك والفضة.
- استخدام ماء الملح المغلي وصبه فوق مكان الإصابة لحرقه بالماء المغلي .
- حقن البعير المصاب بالمرض بالفيتامينات وخاصة(A و D) .
- جارى إنتاج لقاح مضاد للفطريات المسببة لمرض القراع في الإبل.