الأخبارالاقتصادالمياهالنيلبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمشروعات الريمصر

د خالد سالم يكتب:  حلول خارج الصندوق لتوفير مياه طبيعية للتنمية الزراعية المستدامة وتعمير الصحراء

 >>خلق ممرات تنمية جديدة والحد من التغيرات المناخية وتاثيراتها علي المحاصيل الاستراتيجية باستخدام بالامطار الصناعية لرفع مستوي المعيشة  للمصريين

دكتوراة الوراثة وتربية النبات- جمهورية ألمانيا الاتحادية – أستاذ بيوتكنولوجيا وتربية محاصيل الحقل الاستراتيجية – معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية – جامعة مدينة السادات- مصر

لاشك ان التنمية الزراعية المستدامة وتعمير الصحراء وخلق ممرات تنمية جديدة والحد من التغيرات المناخية وتاثيراتها علي المحاصيل الاستراتيجية باستخدام بدائل لتوفير مياه طبيعية بتكنولوجيات حديثة ومتقدمة ورخيصة وامنة لرفع مستوي المعيشة  للمصريين هو احد أنواع الاستقرار  وإقامة حضارة جديدة ممتدة كما أقامها قدمائنا المصريين علي دلتا وادي النيل.

وتعتبر الاجهادات البييئية من اصعب العوامل التي تضرب وتؤثر علي التنمية الزراعية المستدامة وربما تؤدي الي تصحر الأراضي ومن الاجهادات البييئية الحرارة المرتفعة وكذلك المنخفضة والملوحة والجفاف والصقيع وغيرها من العوامل الجوية والارضية والتي أصبحت ترتبط بمايطلق علية حاليا بالتغيرات المناخية.

ويعتبر الجفاف او عدم توفر الماء والذي يؤكد علية ديننا الحنيف  باهميتة للكائنات الحية جميعا (أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَٰهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ).

ومن اخطر العوامل البيئية التي تحد من التنمية الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية في مصر  والتي نستورد منها بمليارات الدولارات سنويا وتشكل عبء علي كاهل الدولة والميزانية العامة وميزان المدفوعات للدولة.

وقد يحدث الجفاف في مراحل مختلفة من حياة النبات سواء عند طور الانبات او طور البادرات او طور النمو الخضري او طور النمو الزهري والثمري او في طور مرحلة النضج ولقد لعب علم تربية النبات دورا كبير في استنباط أصناف جديدة ومتميزة عالية الإنتاجية ومتحملة للاجهادات البيئية المختلفة علي مر السنين بدءا من إستيراد أصناف جديدة في عهد محمد علي باشا وأيضا منذ انشاء اول برنامج للتربية في 1911.

وربما تمثل زيادة تعادل الضعف او اكثر فمثلا كانت انتاجيىة القمح 8 اردب (الاردب 150 كيلو) الان نسمع 24 الي 30 اردب في التجارب والمعاملات المتميزة ومتوسط الجمهورية يصل الي 20 اردب او اقل قليلا كل عام حسب الاصداء وغيرها من التغيرات المناخية وكذلك بالنسبة للارز وصلنا الي 4-6 طن بدلا من 2 طن والذرة الشامية والقطن مع تبكير في النضج 120 يوم بدلا من 165 يوم او 9 اشهر في القطن قديما.

لكن المشكلة الان تكمن في عدم توفر الأرض التي بها ماء يصلح للزراعة وتوفرة بصورة سهلة ورخيصة كما شاهدنا في المانيا واوربا تعتمد الزراعات علي المطر وتزرع الأرض علي طبيعتها الجبلية بلا تسوية تذكر ولا تدفع شي في الطاقة لرفع الماء من قنوات الري والتي أصبحت تكلف المستثمر المصري الصغير بالريف المصري او المستثمر المصري الكبير بمناطق الاستصلاح الجديدة وأصبحت عبء علي الإنتاج لرفع التكاليف عليهم .

وكذلك ربما مع ارتفاع اسعار الطاقة يوفر في الري فينخفض الإنتاج وربما تسوء جودتة ومن منطلق توفر بدائل ربما سهلة ورخيصة ومع تكنولوجيات حديثة ورخيصة وامنة ومنتظمة وهي استحداث امطار صناعية ودفع السحب الي سقوط امطارها خصوصا في مناطق الساحل الشمالي في موسم زراعة القمح وسيناء والتي يسقط بها نسبة متميزة من الامطار شتاء .

ولكن ربما يحتاج النبات ليكمل دورة حياتة رية أحيانا في بداية الزراعة ورية او اثنين تكمليتين ولذا اتمني ان تتحد وزارة الزراعة وهيئة الأرصاد الجوية والمعمل المركزي للمناخ  في اعداد خرائط وتحديد مساحات بالصحراء الشرقية والغربية لتنفيذ تجارب استطلاعية كما نفذتها عدة دولا اجنبية وعربية وكللت بالنجاح في ظل محدودية الموارد المائية والتي تنعكس علي الاكتفاء الذاتي لاغلب المحاصيل والتي نضطر لاستيرادها بالمليارات .

كما ان هذا المشروع سيغير من طبيعة المناخ للبلاد ليصبح معتدل وليس جاف كما كنا نقول حار جاف صيف ودافي وممطر شتاء.

وهناك عدة فوائد للامطار الصناعية منها توفيلا الماء للزراعة وتوفير الطاقة التي كانت تستغل لرفع الماء من قنوات الري او من الابار من الخزانات الجوفية لاعماق تفوق 100 متر او اكثر أحيانا وربما تكون ماء مالح يصعب معه استصلاح الأراضي المستصلحة حديثا وربما يعرضها أيضا للتصحر في حالة نفاذ الماء من الابار الجوفية ويضيع استثمارات بالمليارات علي المستثمر الصغير والكبير .

وأيضا ستعمل علي توفير بديل لمياة النيل واستدامة التنمية الزراعية والاكتفاء الذاتي وتوفير عملة صعبة من الاستيراد لمنتجات زراعية يمكن زراعتها تحت ظروفنا الجوية والتي حبا الله بها مصر من موقع استراتيجي علي البحرين الأحمر والأبيض المتوسط والتي ستسهم في توفر الرطوبة الجوية والسحب المناسبة للامطار الصناعية .

كما تسهم في خلق فرص عمل ورفع المساحة المنزرعة من 9 مليون فدان الي 18 مليون فدان او اكثر ولا حاجة لحدوث صراعات مع دول جوار والهروب من الاجهادات البيئية والجفاف الذي يضرب المحاصيل سنويا وعمل احزمة بيئية وتحسينها عن طريق زراعة الغابات الزراعية والتي ستنتج اخشاب أيضا في أراضي هامشية في الصحراء وحديثة الاستصلاح .

وأيضا تعتبر رئة جديدة للمصريين في الزراعة وتوفير الاكسجين ناتج عملية البناء الضوئي وتقليل من الملوثات مثل ثاني أكسيد الكربون والمتسبب عن الاحتباس الحراري وتاثير الصوبة الزجاجية وذلك للزراعة في هذه المناطق الحديثة الاستصلاح كما تؤدي إلي إنتشار الخضرة ومكافحة التصحر وتقليل الاملاح بالتربة الزراعية في الأراضي الصحراوية وبأقل مجهود بشري.

وأيضا لتقليل من تاثير الانبعاثات الحرارية والسحب الملوثة للبيئة وزيادة المراعي الطبيعية في الأراضي الصحراوية والتي ستنعكس علي زيادة اعداد الثروة الحيوانيةوتوفير علف رخيص وأيضا استغلال الماء الزائد وتوفيرة وتخزينة وإعادة تدويرة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة بالصحراء والمناطق التي يصعب ان يمتد لها يد التعمير في الوقت الحالي لعدم وصول الماء الصالح للزراعة والشرب واقمة مجتمعات عمرانية جديدة.

ويمكن توفير المياة الطبيعية والخالية من الاملاح عن طريق استحداث الامطار الصناعية بعدة طرق من خلال

1) تحديد منطقة معينة يكثر بها السحب وفي حاجة للماء والإسراع من سقوط الامطار مثل الصحراء الشرقية والغربية والساحل الشمالي وسيناء ويكون هذا مرتبط مع مواسم زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح.

2) زيادة معدل سقوط المطر عن المعدلات الطبيعية وهو ما يطلق علية الامطار الصناعية ومن الطرق المستحدثة لزيادة سقوط المطر طرق الرش المختلفة والتي فكر فيها نابليون بونابرت قديما باطلاق قذايف من الأرض تجاه السحب في القرن 17 في أوروبا عندما ضربها الجفاف يوما ما.

وكذلك استخدم مع القوات الامريكية في حربها في فيتنام لاستحداث الأمطار الصناعية لإطالة فترة هطول الأمطار في فصل الصيف، بغرض الإبقاء على انتشار الطين والوحل بفعل الأمطار حتى تضع الحرب أوزارها وتتوقف في ستينات القرن الماضي.

ومع تطور الملاحة الجوية امكن استخدام الطائرات في تزويد السحب برزاز من الماء يسرع من سقوط الامطار او استخدام مواد كيماوية مثل الثلوج الجافة والتي تحتوي علي CO2 المجمد لتعمل علي خفض درجة الحرارة ومنها سقوط الامطار ومنها أيضا 3) استخدام مواد كيماوية مثل يوديد الفضة  والتي تنتج من تفاعل (نترات الفضة مع يوديد البوتاسيوم مثلا) والتي تعمل علي تجميع جزيئات الماء  ومنها سقوطها امطار شديدة.

كلها يمكن تطبيقها بتكنولوجيا بسيطة ورخيصة وبديل عن الطاقة وارتفاعها وزيادة المساحات المنزرعة وهي مطبقة الان في عدة دولا عربيا واوربية واسيوية.

وبالطبع كما يوجد مميزات للمشروع الامطار الصناعية ربما توجد بعض الاضرار وربما يمكن التغلب عليها مستقبلا اذا ظهرت بعض الاثار الجانبية لاستخدام مواد كيماوية في استحداث الامطار حسب بعض الدراسات السابقة في دولا صناعية ربما لديهم ملوثات صناعية عن مصر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى