فيصل علام يكتب: فك أسرار تطوير ملكات النحل
>> مراقبة مجتمع النحل تجربة رائعة للكشف عن عالم مملكة النحل
الباحث في النحل والعسل – مصر
«أفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة» ..؟! .. اقتبص هذه العبارة من كتاب «رأيت الله» للعالم الراحل الدكتور مصطفى محمود رحمه الله.
سبحانه من علم النحل كيفية إنتاج ملكات النحل فعندما تضع الملكة اليرقة في العين السداسية إذا تم تغذيتها على الغذاء الملكي تصبح عذراء ومن ثم ملكة بعد التلقيح.
والان تقدمت وتطورت طرق إنتاج ملكات النحل وتعددت أنواعها وصفاتها حيث تمكن العلماء من حل ألغاز لغة ملكات النحل عن طريق مجسات شديدة الحساسية تستخدم لرصد الذبذبات، حيث تقوم النحل العاملات بتربية الملكات عن طريق وضع البويضات في خلايا خاصة وتغليفها بالشمع وتغذيتها على «هلام الملكات»، وتخرج الملكات حين تنضج، لكن إذا خرجت ملكتان في نفس الوقت تدور بينهما معركة قاتلة.
وحين تخرج إحدى ملكات النحل من الشرنقة تصدر رسائل صوتية هي عبارة عن تعليمات للعاملات بإبقاء الملكات الأخريات داخل خلاياها، وتوصف الأصوات التي تصدرها ملكات النحل والرسائل التي تتضمنها بأنها «غير عادية»، كما إنه بإمكانك أن تسمع الحوار بين الملكات. كانت هناك فرضيات أن الملكات تتحدث فيما بينها لتختبر قوة الأخريات من الملكات.
وما تفعله ملكة النحل هو أنها تجوب الخلية معلنة عن حضورها للعاملات، أما الأصوات التي تخرج عن الملكات فهي تنبئ بأنها أصبحت جاهزة للخروج لكنها ما زالت أسيرة الخلية.
ولا تتحدث ملكات النحل فيما بينها، بل توجه حديثها للعاملات، ويقدر عددهن بعشرات الآلاف، ويعملن على إطلاق ملكة واحدة في كل مرة، وحين تتوقف أصوات الملكات يكون هذا إعلانا بأن الملكة شكلت سربها الخاص، ويمكن لملكة أخرى أن تخرج.
جميع القرارات في مملكة النحل تتخذ بشكل جماعي. النحل العاملات هن من يقررن إن كن يرغبن في ملكة جديدة أم لا، ومع كون نحل العسل مهدد بالانقراض، فإن القائمين على تربية النحل والخلايا التي يجهزونها مهمة جدا لبقاء النحل.
كل هذه الأسرار توجب علينا ضرورة تطوير سلالة ملكات النحل بمصر
لماذا؟
لإنه مما لا شك فيه أن ما يحدث في العالم الأن من تغيرات مناخيه كان له تأثير علي الثروتين النباتية و الحيوانية في كل الدول بما فيها مصر , و تلك التغيرات تستلزم النظر في تحسين سلالات النحل بمصر بما يتلاءم مع الظروف المناخية الجديدة حفاظا عليها .
والعديد من العاملين بقطاع النحل أدرك تماما أن الطقس شديد البرودة في هذا الشتاء بمصر قد أثر سلبيا علي طوائف النحل، و أدي الي نفوق نسب كبيرة منها, مما يستلزم تطوير السلالات الموجودة بمصر لتناسب الأجواء التي استجدت في مصر علي وجه الخصوص, المتضمنة شدة البرودة في الشتاء و وارتفاع الحرارة في الصيف .
لذلك أعمل جاهدا مع جهات دولية ونتعاون جميعا بهدف إطلاق مبادرة بالتعاون مع خبراء متخصصين علي إنتقاء السلالة المناسبة لتلك الظروف المناخية و نعمل علي مواكبة إنتاج سلالة تواكب التغير المناخي و العمل و الإنتاج في الأجواء المصرية.
والهدف الرئيسي من المبادرة والمشروع تحسين السلالات لتكون سلالة قوية قادرة على الاستدامة ومقاومة الأمراض ليظل النحل المصري في الصدارة دائما كما كان و سيكون دائمًا.
وأدعو كل الجهات المعنية بالأمر بالمشاركة في المبادرة.