«إيكاردا»: إفتتاح بنك جينات المغرب يوفر 95 ألفا من الموارد الوراثية للنباتات لخدمة الأمن الغذائي العالمي
>> أبوسبع: هذه الأصناف تساعد في إستنباط أصناف أكثر تحملا للظروف المناخية والجفاف وإرتفاع درجات الحرارة
قال المهندس علي أبوسبع مدير المركز الدولي للزراعة في المناطق الجافة «إيكاردا» و المدير الإقليمي للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) لمنطقة وسط وغرب آسيا وشمال إفريقيا ، إنه تم تطوير بنك الجينات بالمغرب بدعم من المملكة المغربية والمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب والصندوق الاستئماني العالمي للتنوع المحصولي، موضحا ان البنك يخزن مجموعة فريدة وشاملة من المواد الوراثية للقمح والشعير والحمص والفول والعدس.
وأضاف «أبوسبع»، في تصريحات صحفية علي هامش إفتتاح الدكتور محمد صديقي – وزير الفلاحة المغربي لبنك جينات البذور الجديد التابع لـ«إيكاردا» بالمغرب في مدينة الرباط. إن هذه البذور تشكل أسس البناء التي يحتاجها الباحثون العالميون وبرامج البحث والتربية الزراعية لتطوير محاصيل عالية الإنتاجية والمرونة في ظل الظروف المعادية التي نواجهها اليوم كتغير المناخ والجفاف وندرة المياه الصالحة للري. وتدعم إنتاج بدائل محلية قوية للمحاصيل الأساسية التي عادةً ما يتم استيرادها من الخارج.
وأوضح مدير عام «إيكاردا»، إنه من واجبنا عن طريق الشراكة بين المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية أكبر شراكة بحثية زراعية ممولة من القطاع العام في العالم والمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب والصندوق الاستئماني العالمي للتنوع المحصولي ومندوبين رئيسيين من أنظمة البحوث الزراعية الوطنية في المنطقة والجمعيات الزراعية والقطاع الخاص وكبار العلماء في مجال علم الوراثة والهندسة الزراعية وتربية البذور،الاستفادة مما تقدمه هذه المنطقة كمختبر حي لتزويد العالم بأسس بناء أنظمة الغذاء المقاومة لعوامل المناخ القاسية.
وأشار «أبوسبع»، ان بنك جينات «إيكاردا» بالمغرب يحفظ مجموعة مدخلات جينية هائلة تتألف من 95 ألفا من مدخلات الموارد الوراثية النباتية للمحاصيل ذاتية التلقيح مثل القمح والشعير والعدس والحمص التي تنمو في المنطقة، موضحا ان هذه البذور تتميز بمقاومة الظروف المناخية الصعبة التي يمكن أن تساهم في تقوية المحاصيل العالمية في مواجهة الضغوط مثل درجات الحرارة المرتفعة والآفات وندرة المياه الصالحة للري في ظل ما تعانيه العديد من هذه النباتات المهددة في البرية ولذلك تعد بنوك الجينات ركيزة من ركائز الأمن الغذائي في الوقت الحالي والمستقبلي.
ولفت مدير عام «إيكاردا»، إلي أن بنك الجينات الجديد يتسع بما يكفي لنسخ مجموعة من الموارد الوراثية بالكامل والحفاظ عليها بالإضافة إلى إجراء البحوث عليها باستخدام تكنولوجيا جديدة ومطَورة ويمكن أن يزيد من إنتاج «إيكاردا» من المواد الوراثية النباتية للأبحاث العالمية بشكل كبير.
وأوضح «أبوسبع » إن بذور «إيكاردا» هي سلع عامة دولية في متناول الجميع بما في ذلك المربون والباحثون في جميع أنحاء العالم حيث يتوفر أكثر من 83 ألفا من الأصول الوراثية جاهزة لبرامج التربية العالمية والباحثين وتقوم إيكاردا بتوزيع حوالي 20000 عينة من البذور كل عام.
وشدد مدير عام «إيكاردا»، ان بنك جينات «إيكاردا»، يعد هذا البنك الثالث الذي تم إنشاءه منذ تأسيس المركز في عام 1977. حيث تم الاحتفاظ بمجموعة غنية تتكون من 145 ألفا من أصول المحاصيل المزروعة في منطقة الهلال الخصيب والمنطقة الأوسع في غرف التخزين ببنك الجينات الأول الذي تم افتتاحه في عام 1989 بالقرب من حلب في سوريا.
وأشار «أبوسبع»، إنه بحلول عام 2012 ، دفع الصراع في سوريا علماء «إيكاردا» على إرسال نسخ مكررة من مجموعة البذور الضخمة إلى خزائن بنوك الجينات الأخرى الموثوقة وأشهرها مخزن سفالبارد العالمي للبذور في النرويج مشيرا إلي إنه تم البدء من عام 2012 في عملية نقل نظام بنك الجينات الخاص بـ «إيكاردا»، إلى لبنان والمغرب.
ومن جانبه قال الدكتور محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية الريفية والمياه والغابات في المغرب إن تطوير القطاع الزراعي من خلال الموارد الوراثية أمر بالغ الأهمية للأجيال الحالية والقادمة، في ظل ما يشهده العالم من تحديات متعلقة بالظروف المناخية، مشيرا إلي أهمية الموارد الوراثية في مساعدة الباحثين والمراكز البحثية في الإستفادة من هذه الموارد لتحقيق الأمن الغذائي
ومن جانبه قال الدكتور زكريا كحيل ، رئيس فريق بحث وحفظ وتوصيف واستخدام الموارد الوراثية (GRS) ، في «إيكاردا»، إن أهمية بنك الجينات الجديد للجينات في المغرب تتمثل في ثروة التنوع الجيني التي يحملها فهذا التنوع يعني احتمالية أكبر لاكتشاف جينات تهم العلماء وهو أمر أساسي لتطوير المحاصيل المقاومة للظروف المناخيًة الصعبة.
بينما أعرب الدكتور أحمد عمري، الرئيس الفخري لوحدة الموارد الوراثية، في «إيكاردا» عن فخره بما تم تنفيذه بافتتاح بنك جينات المغرب وتشجيع حكومتي المغرب ولبنان واقبالهم على دعم مساعي مركز البحوث الدولية بالمناطق الجافة بالإضافة إلى إتاحة إمكانية تبادل الأصول الوراثية مع الدول الأخرى على إنشاء بنوك جينية جديدة وإعادة بناء مجموعتنا.